ماركا: لوبيتيجي و100 يوم من النجاح والحفاظ على الإتزان

الفجر الرياضي

بوابة الفجر



تحدثت تقارير صحفية إسبانية، عن مرور 100 يوم، على تولي جولين لوبيتيجي المهمة الفنية لفريق ريال مدريد الإسباني، ومدي تَبدُّل الحال، بعد أن كاد أن يكون كارثة إلى مدريد، لكن صار الفريق يلعب بطريقةٍ أفضل، حيث حلِّ العديد من المواقف المعقّدة خلال فترة تدريبه.

وأفادت صحيفة "‏ماركا" الإسبانية، أن حياة جولين لوبيتيجي تغييرت، فقبل 100 يوم، من روسيا إلى فالديبيباس، من الأحمر إلى الأبيض، انتقل المدرب من كونه على أعتاب خوض مباراته الإفتتاحية في كأس العالم ليجد نفسه في غرفة تغيير ملابس ريال مدريد وهو يستعد للتخطيط لموسمٍ صعب.

‏وبدون زين الدين زيدان ومع كرستيانو رونالدو الذي كان يُهدِّد بالخروج وهو ما حدث في النهاية، ومع الضغط المصاحب لإعطاء الاستمرارية لسلالةٍ حاكمةٍ لم يسبق لها مثيل في عصر كرة القدم الحديثة!

‏مرت 100 يوم بعد ذلك، وصار لوبيتيجي يتلقى الثناء بصفته الرجل الذي ساهم في تحسين طريقة اللعب، وأداء الفريق ضد روما كان ثمرة عمل المدرب، وقناعاته الكروية، بالإضافة إلى قدرته على احتواء النيران وإبقاء النادي في وضعٍ هادئ بسبب ردة فعله وقراراته المقنعة.

‏وفي يوم تقديمه الرسمي أظهر النادي عاطفة جيّاشة نحوه في تلك اللحظة الصعبة، بعد إقالته المفاجئة كمدرب للمنتخب يومان متشنجان تم خلالهما تعيينه في النادي والتحدث عنه من قبل الآخرين.

‏وحتى في اجازته لم يستطع البقاء في هدوء، حيث اصطدم بخبر وداع كرستيانو رونالدو قبل أن يبدأ حصته التدريبية الأولى، حيث لم يستطع المدرب أن يلقي التحية أو حتى محاولة اقناع اللاعب بالبقاء، ومع رحيلان بحجم زيدان ورونالدو أثقلا كاهل المدرب في يومه الأول، وهو ما ظهر على الجماهير كذلك.

وبعد مرور ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا متتالية، والعيش في نشوةٍ دائمة، بدا الإحباط مصاحبًا للجماهير البيضاء عند بداية الموسم، وزاد من ذلك شائعات رحيلٍ محتملٍ لمودريتش، أفضل لاعبٍ في كأس العالم وراية الفريق الجديدة في الملعب وفي حفلات الجوائز.

‏وواجه لوبيتيجي كل هذه المصاعب بهدوءِ تام. كما اتضح ذلك في جميع قراراته، لم يتسرع في إعلان تشكيلته الأساسية لإيقاف الشائعات، بل اتّبع خطة تدريباته.

وبغض النظر عن الأصوات التي تحدّثت عن استبدال لوكا المتكرر، حيث بدأ لوكا بالدخول للتشكيل الأساسي في الوقت المناسب، عندما شعر المدرب أن اللاعب أصبح في نفس مستوى اللياقة مع زملائه.

‏هذه هي أعظم خصال لوبيتيجي؛ "الهدوء".. حيث لم يفقد السيطرة بعد خسارته لأول نهائيات الموسم في السوبر الأوروبي ضد أتلتيكو، وكرّر نفس التشكيلة في المباراة الموالية ضد خيتافي، حين شارك بنفس الأحد عشر لاعبا الذين سقطوا أمام سيميوني.

‏وخلال لحظة أخرى مثل هذه لأولئك الذين اعتبروه مدربا مبتدئا في ريال مدريد وأنه سيكون في طي النسيان، هذا الهدوء الذي يظهر أيضا في تعامله مع فينيسوس رغم حنق الجماهير لقلة فرص مشاركته مع الفريق.

‏ونفس الأمر ينطبق على حراسة المرمى والنزاع الذي يراه المدرب نعمة، تم وصف المداورة بين كورتوا وكيلور بالمشكلة لكن جولين يحل الأمر بشكل طبيعي.

‏الرجل الهادئ في دكة البدلاء الأكثر جنونًا في العالم، لكنّه تخطى كل ذلك، وما حدث بعد 100 يوم هو أن ريال مدريد يلعب كما لم يسبق له من قبل.