"خسائر بالجملة".. كيف أضر فيروس كورونا الكرة المصرية؟ (تقرير)
تواجه كرة القدم في العالم بشكل عام والكرة المصرية بشكل خاص أزمة عنيفة ستكبدها خسائر طائلة، وذلك بسبب التأثيرات السلبية التي تعرضت لها خلال الفترة الحالية، نتيجة توقف النشاط الرياضي بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد covid – 19 وتهديده استكمال الموسم الكروي الحالي بمصر.
وأعلن الإتحاد المصري لكرة القدم في بيان رسمي تمديد قرار تعليق النشاط الرياضي في مصر لمدة 15 يومًا جديدًا، تماشيًا مع توصيات رئاسة الجمهورية بشأن الإجراءات الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا بالبلاد، وكان النشاط توقف لمدة أسبوعين في منتصف مارس الحالي، وبعد تقييم الوضع الحالي تقرر مد فترة الإيقاف.
ويستعرض "الفجر الرياضي" أبرز خسائر الكرة المصرية بعد تجميد النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا:-
- خسائر مالية فادحة للكرة المصرية:
تجميد النشاط الرياضي في مصر بسبب انتشار فيروس كورونا، سوف يكبد الأندية المصرية خسائر مالية فادحة، وذلك بعد إنفاق الأندية مبالغ مالية هائلة بالموسم الحالي، وارتباط الأندية بسداد مستحقات اللاعبين والمدربين بالإضافة للعمال والإداريين في الوقت الذي توقفت فيه إيرادتها المادية.
تشمل ايضًا الخسائر المالية للأندية المصرية جراء تعليق النشاط الرياضي، خسائر مالية تتعلق بمستحقات البث الفضائي لمباريات الدوري، والتسويق الرياضي، بالإضافة لتوقف حصول الأندية على باقي مستحقاتها المالية لدي شركة "برزنتيشن" الراعية للإتحاد المصري وذلك بسبب غموض مصير الموسم الحالي ، وسيكون أكثر الأندية المتضررة ناديي الأهلي والزمالك.
وذكرت تقارير صحفية أن شركة برزنتيشن بدأت التفاوض مع الإتحاد المصري بشأن تمديد عقد الرعاية لمدة عام إضافي كتعويض عن الخسائر المالية التي تعرضت لها الشركة، بسبب توقف النشاط الرياضي بالموسم الحالي، واحتمالية إلغاء الموسم بشكل كامل.
ولن تتوقف الخسائر المالية عند هذا الحد، بل ستصل لانخفاض القيمة المادية والتسويقية للأندية واللاعبين، وانخفاض أسهم ناديي الأهلي والزمالك في البورصة المصرية، كما أنه في حالة إلغاء الموسم الحالي، سوف تتكبد الأندية خسائر مالية بشأن اللاعبين المصريين والأجانب الذي تنتهي عقودهم بالموسم الحالي، حيث يحق لهم الرحيل عن صفوف أنديتهم في حالة عدم تجديد العقود.
- مصير غامض للموسم الكروي بمصر:
وضع فيروس كورونا إتحاد الكرة المصري في مأزق بشأن مصير الموسم الكروي الحالي، بعد تجميد النشاط لمدة أسبوعين تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة المصرية لمواجهة الوباء العالمي.
تجميد النشاط الكروي بسبب فيروس كورونا، سوف يتسبب في تأجيل مواعيد انتهاء منافسات البطولات المحلية بالموسم الحالي، سواء الدوري المصري أو كأس مصر، وقد يلجأ القائمين على اللعبة بمصر لإلغاء منافسات الموسم بشكل كامل، وذلك وفقًا لتطور الأوضاع خلال الفترة المقبلة.
- الحلم الإفريقي في "مهب الريح":
من الأضرار التي ستتعرض لها الكرة المصرية بسبب انتشار فيروس كورونا وتجميد النشاط الرياضي، هو التأثير السلبي لتوقف البطولات المحلية على المستوي الفني للاعبي الأندية المصرية وخاصة الأندية المشاركة في بطولات الإتحاد الإفريقي، والتي لم تتأجل منافساتها حتي الآن.
وتأهل الأهلي والزمالك لنصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بينما صعد بيراميدز للمربع الذهبي ببطولة الكونفيدرالية الإفريقية، وسوف يؤثر توقف النشاط الكروي بمصر على مستوي لاعبي الأندية الثلاثة بشكل سلبي قبل الصدام الإفريقي، وذلك يُهدد حلم تتويج أندية مصر بلقب البطولتين الإفريقيتين بالموسم الحالي.
ويلتقي الأهلي مع فريق الوداد المغربي في نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بينما يواجه الزمالك نظيره الرجاء الرياضي في نفس البطولة، ويصطدم فريق بيراميدز بنظيره حوريا كوناكري بطل غينيا في بطولة الكونفيدرالية الإفريقية، وستقام مباريات البطولتين مايو المقبل.
- تأثيرات سلبية على المنتخبات الوطنية:
توقف النشاط الرياضي بسبب فيروس كورونا سوف يؤثر سلبيًا على المنتخبات الوطنية وفي مقدمتها المنتخب الأول وذلك بعد إلغاء معسكر مارس الجاري نتيجة تأجيل مباريات الجولتين الثالثة والرابعة في تصفيات بطولة أمم إفريقيا 2021 وغموض مصير استئنافها حتي الآن، بالإضافة لتوقف المباريات الدولية الودية بسبب تفشي الوباء العالمي في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة لتوقف تدريبات الأندية في مصر، وسوف يتسبب ذلك في تراجع المستوي الفني لمعظم لاعبي الفراعنة وحاجتهم لمزيد من الوقت لاستعادة مستواهم ولياقتهم مجددًا حال استئناف مباريات التصفيات الإفريقية.
المنتخب الأولمبي ايضًا تأثر بسبب فيروس كورونا، حيث تقرر تأجيل منافسات دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) والتي كان مقررًا إقامتها في صيف العام الحالي، لتقام منافسات البطولة العام المقبل 2021، وذلك قد يهدد مشاركة بعض اللاعبين مع الفراعنة بالبطولة ممن سيتجاوزن السن المحدد، إلا إذا اقيمت البطولة في نفس ظروف العام الحالي دون تغيير، كما أن تأجيل الأولمبياد قد يتسبب في خسارة الفراعنة بعض اللاعبين بسبب الإصابات أو تراجع المستوي الفني.
- خسارة فادحة للأهلي بسبب رمضان صبحي:
تسبب تجميد النشاط الرياضي في خسارة مالية للنادي الأهلي في صفقة رمضان صبحي، وانتقل اللاعب للقلعة الحمراء فى يناير قبل الماضي على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر مقابل 800 ألف جنيه إسترليني قبل أن يُجدد الأهلي الإعارة لمدة موسماً جديداً تنتهي يوم 30 يونيو المقبل مقابل مليون و600 ألف جنيه إسترليني، لكن المارد الأحمر لم يستفيد من اللاعب بشكل جيد بسبب الإصابة وفيروس كورونا.
رمضان صبحي عاني من إصابة طويلة حرمت الأهلي من جهوده لمدة 100 يوماً تقريباً وتحديداً منذ يوم 17 ديسمبر الماضي حينما أُصيب بتمزق في العضلة الخلفية خلال إحدي تدريبات الفريق، وفي الوقت الذي كان يستعد للعودة للمشاركة بالمباريات، ظهر "كورونا" ليتسبب في تعليق منافسات البطولات المحلية في مصر.
وطلب النادي الأهلي بشكل رسمي من نادي هيدرسفيلد الإنجليزي تمديد إعارة اللاعب لمدة 3 أشهر، وذلك حتي انتهاء الموسم محليًا وإفريقيًا، خاصة وأن هناك تجاه كبير لتأجيل منافسات البطولات لشهر أغسطس المقبل بسبب استمرار انتشار فيروس كورونا.