فيصل زيدان يكتب: شوبير .. والتاريخ .. وبتوع " النفافيخ "!!
مؤكد ان شهادتى انا وأى من زملائى فى كابتن شوبير ستكون مجروحة .. وقد يتهمها البعض بالتحيز والانحياز الكامل لاسباب العمل والعشرة وسنوات العمر الطوال التى قضيناها ونقضيها متعلمين فى محرابه الاعلامى الكبير .. لكن ذلك لا يمكن ان يمنعنى من شهادة حق صارت دينا فى رقبتى له الى يوم الدين .. لن افند احداث ازمة حاليه .. بتفاصيل الكل يعرفها ويدركها .. لكننى ادعو الجميع لمراجعة صفحات التاريخ التى لا تكذب ولا تعرف معنى التجمل .. الكابتن شوبير لم ينتفض لمأرب شخصى ولا دفاعا عن كيان احمر كبير ضد كيان ابيض كبير.. لكنه انتفض لمبدأ لابد ان نثمنه ونعظمه بل ونشد من ازره لمواصلة مشواره رغم كل ما بطريقه من اشواك .. انتفض شوبير الاعلامى ضد دعوات التعصب من كل ابواقها وليس من بوق بعينه .. يقاتل الرجل لاستبدال ابواب الفتنة بجدران وحوائط صد ضد كل من يحاول مواربتها بل وفتحها على مصراعيها .. كان من اليسير عليه ان يغمض الطرف ويسدل ستائر العين ويسد الاذن وليكن من الضحايا ما يكن وهو ليس بمسؤل عنها .. لكنه اختار الصعب وواجه .. فى وقت صارت فيه المواجهه ضد الاتيكيت وكلمة الحق تقتل البريستيج .. لكنه تذكر _ وغالبا ما يسبقنا فى ذلك - سيول الدماء التى روت مدرجات بورسعيد ثم الدفاع الجوى من جماهير اهلى وزمالك ومصرى .. لابرياء راحو ضحية تعصب اعمى .. انتفض شوبير بنوازع رسالته الاعلامية التى طالما دفع ثمنها غاليا باهظا .. انتفض بدوافع مصريته التى لا مجال للمزايدة عليها او الانقاص من حجمها لديه ولدينا .. ولنحتكم الى التاريخ وحده .. كم من ازمة خاضها شوبير بمفرده وانهالت عليه انياب اللئام من كل صوب وحدب .. ثم انتصر له التاريخ .. كم من موقف اختار هو طريقه الصعب فى وقت انزوى فيه كثيرون داخل خنادقهم المكيفة .. ثم حكم التاريخ فيها لصالحه .. كم من انذار اطلقه الرجل .. ثم لم يجد سوى اذان صم وقلوب غلف حتى استيقظ النيام على قاضى التاريخ ينطق بحكم لا نقض فيه ولا استئناف عليه لصالح رؤيته ووجهة نظره .. كم كان الثمن الذى تكبده فى ازمة الجزائر وماذا كان حكم التاريخ بعدها .. كم كان حجم معارضيه ومهاجميه والناهشين فى لحمه وعظامه عندما قاد حملات التحذير من فتح باب التعصب على مصراعيه .. وبماذا حكم له قاضى التاريخ من فوق منصة غارقه فى دماء مشجعين ابرياء .. التاريخ تطول صفحاته وتتكدس سطوره .. ويرفض الكسالى تصفحها رغم انها كلها عبر ودروس وعظات .. نتعصب نحن ويروح الابرياء ضحايا .. ثم نجد مشهد العزاء مليء بالممثلين الذارفين للدمع سفاحا وتمثيلا لانهم ببساطة كانوا سبب الفتنة واهلها .. نفتح ابواب الفتنه ثم نتنصل منها كالشياطين الخناسين .. الازمة ليست ازمة امس او اليوم .. انها ازمة سنين وفتانين وغير مسؤلين .. وانتفاضة شوبير الاعلامى ليست ايضا انتفاضة امس او اليوم .. بل انها حلقة فى سلسلة مواقف ان نسيها البعض فهى خالدة فى صفحات التاريخ .. لذا .. ادعوكم فقط .. للاحتكام الى حكم واحكام التاريخ ..