يورو 2016 – كرواتيا .. شغف كروي ملتهب يبحث عن تكرار منصة 1998
تمتد
جذور كرة القدم الكرواتية إلى منتخب يوغوسلافيا السابق، الذي وصفه الأسطورة بيليه بـ"برازيل
أوروبا"، ومنها تخرج عاطفة ملتهبة للعبة الأكثر شعبية في العالم.
وخبر
تأهل "الأحمر والأبيض" إلى مونديال 2014 بالبرازيل بعد ملحق أوروبي على حساب
آيسلندا، ضاهى في 2013 خبر اندماج البلاد مع الاتحاد الأوروبي.
ويحصل
المنتخب على دعم كبير من جماهيره القليلة نسبياً (عدد السكان 4،4 ملايين نسمة)، في
ظل أزمة اقتصادية أوصلت معدل البطالة إلى 19%.
لاعبو
منتخب "فاتريني" يمتلكون تقنية فائقة، موهبة طبيعية لا تنضب لكن يشوبها أحياناً
غياب الواقعية والدقة.
وتلهم
تشكيلة 2016 عشاقها بالانضمام إلى الفريق الأأسطوري الذي أحرز المركز الثالث في باكورة
مشاركاته في مونديال فرنسا 1998، مع هداف ريال مدريد الإسباني السابق دافور سوكر، وصانع
ألعاب ميلان الإيطالي زفونيمير بوبان، والفنان روبرت بروزينيكي، والجناح السريع روبرت
يارني.
وتأسس
منتخب كرواتيا الحديث في 1991، قبل قليل من تفتت يوغوسلافيا، لكنه صدم الجميع عندما
أقصى ألمانيا بثلاثية في ربع نهائي 1998، قبل أن يسقط بصعوبة أمام فرنسا صاحبة الأرض،
فحل ثالثاً على حساب هولندا، لكنه خيب الآمال في الدور الأول من نسختي 2002 و2006.
وبعد
فترة المدرب ميروسلاف بلازيفيتش الذهبية، تراجعت كرواتيا في عهد المدربين ميركو يوزيتش
وأوتو باريتش، أول مدرب مولود خارج البلقان، لكنها عرفت نهضة مع زلاتكو كرانيكار وسلافن
بيليتش.
وبرغم
غيابه عن جنوب أفريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة إلى جانب كأس أوروبا 2000 يفشل بالتأهل
إليها، يخشاه كثيرون عندما يكون في يومه.
وتشارك
كرواتيا في النهائيات القارية للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها، خاضت
14 مباراة، فازت في 6 وتعادلت في 4 وخسرت مثلها، سجلت 18 هدفاً ودخل مرماه 16 هدفاً،
وتبقى أبرز نتيجة لها الدور ربع النهائي في 1996 و2008.
وأجبر
منتخب كرواتيا عشاقه على التقاط أنفاسهم حتى نهاية التصفيات، فبعد بداية صارخة حقق
فيها 4 انتصارات على ضيفته مالطا 2-0 ومضيفته بلغاريا 1-0 وضيفتيه أذربيجان 6-0 والنروج
5-1 وتعادلين مع إيطاليا بنتيجة واحدة 1-1، حسمت نقطة من منتخب البلقان بسبب
"التصرفات العنصرية" لجماهيره أمام ضيفته إيطاليا، وسقط بعدها في فخ التعادل
السلبي أمام أذربيجان، وخسر أمام النروج 0-2 فتخلى عن الصدارة لإيطاليا والوصافة للنروج.
وشعر
الاتحاد الكرواتي بحراجة الموقف وبعد 10 أيام إقال مدربه نيكو كوفاتش وعين آنتي كاسيتش
مكانه.
وأكد
الاتحاد الكرواتي أنه على قناعة تامة بأن، كاسيتش الذي وقع على عقد لمدة 3 سنوات، سيؤهل
كرواتيا إلى نهائيات كأس أمم أوروبا 2016 في فرنسا.
وكان
كاسيتش عند حسن الظن ونجح في المهمة على الرغم من أن المنتخب الشرس انتظر الجولة العاشرة
الأخيرة لحجز بطاقته إلى العرس القاري بفوزه على مضيفه المالطي 1-0، مستفيداً من خدمة
إيطاليا التي تغلبت على النروج 2-1.
وقاد
كاسيتش (62 عاماً) دينامو زغرب إلى إحراز الثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام
2012، وعمل مدرباً مساعداً لمنتخب شباب كرواتيا بين 1994 و1998، كما أشرف على تدريب
المنتخب الليبي من 2003 إلى 2006.
ولن
يكون الدور الأول نزهة للكروات وخصوصاً المباراتين الأوليين أمام تركيا وتشيكيا، إذ
ستحاول كسب أكبر عدد من النقاط لتأمين التأهل قبل ملاقاة إسبانيا حاملة اللقب في النسختين
الأخيرتين.
ويعول كاسيتش على نجم ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش المنتشي بلقبه الثاني في مسابقة دوري أبطال أوروبا مع النادي "الملكي"، بعد الأول عام 2014 (كلاهما على حساب أتلتيكو مدريد)، وزميله في "الميرينغي" ماتيو كوفاسيتش، ولاعب وسط برشلونة إيفان راكيتيتش صاحب الثنائية المحلية (الدوري والكأس)، وهداف يوفنتوس الإيطالي ماريو ماندزوكيتش، الذي ساهم بتتويج فريق "السيدة العجوز" بالثنائية المحلية أيضاً، بينها اللقب الخامس على التوالي في الكالشيو.