صينيون يبحثون عن الحلم الأوليمبي أمام بلدهم الأم
ستثير المنافسة بالنسبة للرياضيين المولودين في الصين، والذين سيلعبون بأسماء دول أخرى، في مواجهة رياضيي بلدهم الأم، في أولمبياد ريو دي جانيرو، الكثير من المشاعر المتباينة في نفوسهم.
مشاعر متناقضة للمهاجرين الصينيين في مواجهة بلدهم الأم في ريو (طاولة)
فقد حصل عدد كبير من الصينيين على جنسيات أخرى، خلال العقدين الماضيين بعد عودة البلد الآسيوي إلى المنافسات الأولمبية عام 1984، في ظل المنافسة الشرسة على مكان في الفريق الصيني وهو ما حال دون انضمام الكثير من الرياضيين الموهوبين للفريق.
وستبدو هذه الظاهرة جلية في منافسات تنس
الطاولة بأولمبياد ريو، والتي يتوقع أن تهيمن الصين عليها كالمعتاد.
وبخلاف 12 لاعبا ينافسون باسم الصين وهونج
كونج وتايوان ذات الحكم الذاتي فإن 27 من بين 140 مشاركا في منافسات الفردي بتنس الطاولة
ولدوا في الصين، لكنهم يمثلون دولا مثل البرتغال وقطر وجمهورية الكونجو.
وقالت ميليك هو، التي ستمثل تركيا، حيث
تعيش منذ نحو عقد، للمرة الثانية في الأولمبياد: "أول شعور يراودوني عندما أواجههن
(في المنافسات) أنني غير محظوظة على الإطلاق.. لأن التغلب عليهن أمر صعب للغاية وأشعر
أن المباراة ربما تنتهي سريعا للغاية".
وأضافت "لكن الفريق الصيني يمثل أعلى
مستوى من المنافسة.. أريد أن أعرف أيضا الفارق الذي يفصلني عنهن. وفي نهاية المطاف
لن تتاح أمامك الفرصة دائما لمواجهة لاعبات بهذا المستوى الكبير".
وحققت الصين 24 من أصل 28 ذهبية نافست عليها
منذ إدراج تنس الطاولة على البرنامج الأولمبي في 1988 ومعروف عنها الاختيار القاسي
للفريق وطرق التدريب الصارمة.
وفي 2012 تم تعديل القواعد بما يسمح لكل
دولة بمشاركة لاعبين اثنين فقط في منافسات الفردي للحيلولة دون فوز بلد واحد بكل الميداليات
كما فعلت الصين في أولمبياد 2008.
ومن المتوقع أن تقاتل ألمانيا وكوريا الشمالية
واليابان وكوريا الجنوبية بشراسة أمام الفريق الصيني إلى جانب سنغافورة التي تشارك
بلاعبتين ولدتا في الصين في منافسات الفرق للسيدات.
وقالت ميليك "27 عامًا"، وهي
من مواليد إقليم لياونينغ الواقع في شمال شرق الصين، إنها تركت البلاد بعدما شعرت أنها
تتقدم في السن لدرجة قد تمنعها من الانضمام للفريق الوطني ما دفعها للتفكير في اعتزال
اللعبة.
وأضافت "بالطبع يراود كل لاعب تنس
طاولة في الصين حلم الانضمام للفريق الوطني. لذا ففي ظل ضغط الحاجة لاتخاذ قرار بشأن
البحث عن فرصة عمل أو تغيير المسار.. اخترت مغادرة البلاد كي ألعب وأتدرب".
وعلى نفس الدرب سارت وو يوي، المولودة في
بكين والتي ستنافس في الأولمبياد للمرة الأولى باسم الولايات المتحدة، بعدما حصلت على
الجنسية في 2014.
وقالت وو، التي حصلت على اسم جنيفر، إن
الحياة في الصين كلاعبة تنس طاولة محترفة أسهل بالنظر إلى الدعم الحكومي الكبير الذي
يتلقاه المتنافسون، ولكنها قالت إن حرية اختيار جدول مشاركاتها أمر لا يقدر بثمن.
وأضافت: "هناك عدد كبير للغاية من
المواهب الكبيرة في الصين. لست ضمن الموهوبين في الصين".
وتابعت "أعتقد أنه لا يهم الدولة التي
تلعب باسمها.. وإنما تحقيق الحلم الأولمبي.. هذا يعني أنني لم ألعب تنس الطاولة هباء".