67 يوما حولت حلم "ألاردايس" إلى كابوس قاتل
تولى سام ألاردايس، تدريب المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم، وهو يعلم أن خططه في المباريات، والتي سببت اختلافات في الآراء، ستكون تحت المجهر، أكثر من ذي قبل.
لكن كان من الصعب على مساندي ألاردايس أو منتقديه، أن يتخيلوا أن "تصرفات سيئة" خارج الملعب، ستكون السبب في حرمانه من الوظيفة، التي حلم بها طيلة مسيرته قبل أن تتاح له فرصة إثبات نفسه فعليًا.
وترك ألاردايس، أمس الثلاثاء، منصبه بالتراضي، بعد الاتفاق مع مسئولي الاتحاد الإنجليزي، بعد 67 يومًا فقط من توليه المسئولية، وخوضه مباراة واحدة.
جاء ذلك بعد تحقيق لصحيفة "ديلي تليجراف" التي صورته في فيديو، وهو يعطي نصائح حول كيفية الالتفاف على لوائح انتقالات اللاعبين، وزعمت أنه استغل منصبه للتفاوض للحصول على 400 ألف جنيه إسترليني "521 ألف دولار" لتمثيل شركة في الشرق الأقصى.
وكانت نهاية مثيرة لفترة قصيرة، لمدرب من المدرسة القديمة بأفكار مبتكرة، أقنعت إنجازاته مع بعض الفرق الصغيرة، الاتحاد الانجليزي على تغيير نهجه في التعاقد مع المدربين.
واختار الاتحاد الإنجليزي، المدرب الذي لم يفز سوى بالقليل، لكن إنجازاته كانت كبيرة، بدلاً من المدربين صغار السن الذين يرتدون الملابس الرياضية، مثل جلين هودل، وكيفن كيجان، وستيف مكلارين، أو مدربين عالميين مثل سفين جوران أريكسون وفابيو كابيلو.
وبعد استقالة روي هودجسون بعد الأداء السيئ لإنجلترا في كأس العالم، وبطولة أوروبا على التوالي، لجأ الاتحاد الإنجليزي إلى الرجل المعروف باسم "بيج سام".
وساعد ألاردايس، فريق سندرلاند على تفادي الهبوط، إلى الدرجة الثانية، وهو إنجاز أصبح مثل الخبز والزبدة للمدرب المولود في دادلي، والذي لا تقارن ميزانية ناديه مع الفرق الكبيرة. لكنه اعتقد، أن إمكاناته تستحق مكانة أعلى ومدرب المنتخب كانت وظيفة مثالية له.
وكان المدرب، قد قال منذ عدة سنوات أنه يستحق العمل مع فرق مثل انترناسيونالي أو ريال مدريد بدلا من بولتون أو بلاكبيرن وهي أندية نقلها إلى مكانة لم تكن تحلم بها في ذلك الوقت.
وقال في إحدى المرات "لم أدرب أيًا من الفرق الأربعة الكبرى؛ لأن اسمي ليس ألادريتشي، بل ألاردايس فقط."
انقسام في الآراء
وتسبب تعيينه مدربًا لإنجلترا إلى انقسام في كرة القدم الانجليزية، حيث اعتبره العديد من منتقديه بأنه متعجرف ينتهج طرقا في كرة القدم تعود إلى العصر الحجري.
ودافع الرجل بثبات ضد الانتقادات التي وصفت طرق لعب الفرق التي دربها بأنها غير جذابة، وتعتمد على التمريرات الطويلة، وأن لاعبيه يبالغون في الاعتماد على القوة البدنية في المباريات.
كان الفرنسي آرسين فينجر مدرب أرسنال، أحد هؤلاء المدربين الذين أغضبتهم فرق ألاردايس، بينما اتهم جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي في ذلك الوقت، فريق وست هام يونايتد بأنه يلعب كرة قدم من القرن 19.
لكن كان هناك المزيد بالنسبة لألاراديس أكثر من القوة البدنية مقارنة بالقوة الذهنية.
وتبنى فوائد علم الرياضة قبل أغلب مدربي الفرق الانجليزية باستخدام وسائل تحليل خططية معقدة وكل شيء بدءا من جلسات يوجا وحتى المكملات الغذائية لاستخراج أفضل ما في لاعبيه.
فخر إنجلترا
وعندما جاء الاتحاد الانجليزي ليخطب وده، فإن فخر الاردايس كان من الصعب إخفائه، حيث تلقى مشاهدو فيديو رسمي، نشر بعد تعيينه بقليل ابتسامة مبتهجة من متعصب لكرة القدم والذي أعلن "أنه الوقت المناسب" لتولي تدريب إنجلترا.
ووصف تدريب إنجلترا بأنه "الهدف الأكبر" لكنه كان يعلم بسبب خططه وطريقته المفضلة في اللعب والتي يكرهها العديد من الإعلاميين والجمهور أن شهر العسل ربما لا يدوم طويلاً.
ووفر عليه هدف آدم لالانا في الدقيقة الخامسة من الوقت المتحسب بدل الضائع في مرمى سلوفاكيا في الرابع من سبتمبر في المباراة الأولى والأخيرة لالاردايس مواجهة العديد من الانتقادات رغم أن المباراة لم تكن بداية مبشرة.
وكان يعلم أنه ربما لم يكن الوقت في صالحه لكن بعد سقوطه في فخ بواسطة صحفيي تحقيقات زعموا أنهم رجال أعمال يريدون استغلال خبرته في سوق الانتقالات فإن فترته انتهت بطريقة صادمة.