بكاء رونالدو ونهاية حقبة إسبانيا أبرز أحداث 2016
الاستقبال التاريخي للمنتخب الإيسلندي ونهاية سيطرة
المنتخب الإسباني على الكرة الأوروبية والكارثة الجديدة للكرة الإنجليزية في المحافل
الدولية وأغنية كرة القدم الشهيرة "ويل غريغز أون فاير" للجماهير الإيرلندية،
كانت هذه هي أبرز أحداث أول بطولة كأس أمم أوروبية كبرى، ولكن لم يكن أي منها يضاهي
مشهد اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو وهو يبكي حزيناً ثم فرحاً في فترة لم تتجاوز
الساعتين خلال نهائي البطولة الأوروبية، التي توجت البرتغال بلقبها.
وتوج نجم ريال مدريد مشواره الكروي الكبير بالمجد
في ليلة 10 يوليو (تموز) الماضي على ملعب إستاد دو فرانس، عندما رفع في سماء العاصمة
الفرنسية باريس كأس اللقب القاري الأول للبرتغال في تاريخها.
وكان الهدف، الذي سجله إيدر لاعب البرتغال من تصويبة
صاروخية في الدقيقة 109 من المباراة النهائية أمام فرنسا، هو الهدف الختامي لهذه البطولة،
التي كما شهدت تألق الرياضيين على أرض الملعب شهدت أيضاً ضلوع الجماهير المتشددة في
إثارة الفوضى في المدرجات وفي شوارع العاصمة الفرنسية.
وقال رونالدو عقب تلك المباراة، التي اضطر إلى مغادرتها
في الدقيقة 25 محمولاً على محفة، بسبب إصابته بالتواء في الركبة: "لطالما قلت
إنني أرغب في الفوز بشيء مع البرتغال، لأدخل التاريخ ولقد حققت هذا، فزت بكل شيء على
مستوى الأندية، ولكن كان ينقصني شيء مع المنتخب".
وبما إنه لم يتمكن من تقديم خدماته داخل الملعب
في تلك الليلة، حاول القيام بهذا الأمر من على مقاعد البدلاء، إذ شوهد عدة مرات وهو
يعطي التعليمات للاعبين أكثر مما يفعل مدرب المنتخب البرتغالي، فيرناندو سانتوس.
وكادت البرتغال أن تودع أمم أوروبا من الدور الأول،
ولكنها استفادت من النظام الجديد للبطولة، الذي وضعه الرئيس السابق للاتحاد الأوروبي
لكرة القدم (يويفا)، الفرنسي ميشيل بلاتيني، وتأهلت إلى دور الـ16، ضمن أفضل المنتخبات
صاحبة المركز الثالث.
وشاركت ألمانيا في "يورو 2016" كأحد أبرز
المرشحين للفوز باللقب، وسعت في فرنسا إلى استكمال مجدها بعد التتويج بلقب مونديال
البرازيل 2014، إلا إن أحلامها تحطمت في الدور قبل النهائي على صخرة المنتخب المضيف
(فرنسا)، الذي كان أكثر فاعلية وجاهزية بقيادة المهاجم أنتوني غريزمان، الذي توج بلقب
هداف البطولة.
وكما كان الحال مع ألمانيا، لم تكن البطولة الأوروبية
الأخيرة فأل خير أيضاً للمنتخب الإسباني، حامل اللقب، الذي وضع نهاية لعصره الذهبي،
بعد سقوطه المفاجئ أمام نظيره الإيطالي بقيادة المدرب الوطني أنطونيو كونتي، في دور
الـ16.
ومع انتهاء العصر الذهبي للمنتخب الإسباني، جاءت
أيضاً نهاية مدربه فيسنتي دل بوسكي، الذي آثر الابتعاد عن فريق بدأ مرحلة تجديد الدماء،
واستقل المنتخب الإنجليزي طائرة العودة لبلاده أيضاً قبل الموعد المتوقع، إلا أن هذا
الأمر لم يكن مفاجئاً على الإطلاق، فقد خرج هذه المرة من دور الـ16 على يد المنتخب
الإيسلندي، وهو الفريق، الذي نال تعاطف العالم أجمع، بفضل الروح المرحة والودودة للاعبيه،
الذين يتمتعون بلطف كبير رغم مظهرهم الخشن.
ولم تكن إيسلندا المنتخب الوحيد، الذي تحدى المنطق،
بل كانت ويلز أيضاً مع غاريث بيل على موعد مع التألق، بالإضافة إلى منتخبات إيرلندا
والمجر وإيرلندا الشمالية، التي لم يكن لها أي دور يذكر في النسخ السابقة من البطولة،
ولكنهم هذه المرة تمكنوا من إدهاش العالم وظلوا لوقت أطول من المتوقع على الأراضي الفرنسية.
واستطاعت هذه المنتخبات، المصنفة كفرق من الصف الثاني،
استنساخ الشفرة الجينية للفرق الكبرى، ودججت نفسها بأسلحة الانضباط التكتيكي وروح الفريق.
بيد أن هذا الأمر تسبب في وجود الكثير من مباريات
البطولة بدون فرص تذكر وأهداف قليلة، بما فيها مباراة دور الـ16 بين البرتغال وكرواتيا،
التي لم تسجل طوال 90 دقيقة أي تسديدة على المرمى من الطرفين.
وسجلت منتخبات البطولة 108 أهداف في 51 مباراة.
وكان منتخبا ألبانيا وتركيا أبرز الخاسرين في النظام
الجديد للبطولة الأوروبية، بعد أن اضطرا للانتظار عدة أيام لحسم حسابات التأهل في المجموعات،
على أمل الصعود إلى دور الـ16 ضمن أفضل منتخبات صاحبة المركز الثالث.
ويبدو أن الاحتمالات بالنسبة لبطولة "يورو
2020" لن تكون أفضل في رأي الكثيرين، فمن المقرر أن تستقبل البطولة من جديد
24 فريقاً، لتدخل مرة أخرى في دوامة الحسابات مع انطلاق مباريات الجولة الأخيرة من
دور المجموعات لتحديد المنتخبات المتأهلة إلى الدور الثاني.
ولكي تزداد الأمور تعقيداً، سيكون على المنتخبات المشاركة في "يورو 2020" القادمة قطع كيلومترات طويلة بالطائرات، كون البطولة سيتم تنظيمها في 13 مدينة مختلفة.