كيف رسمت ثورة "25 يناير" طريق محمد صلاح نحو العالمية؟!
تحل اليوم، الأربعاء، الذكرى السادسة لـ ثورة الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 ، والتي كان لها تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على الرياضة المصرية بصفة عامة وكرة القدم خاصة لما صاحبها من توقف للنشاط الكروي فترة طويلة والإخفاقات المتتالية للمنتخبات الوطنية، فضلًا عما أسفرت عليه من كوارث وأحداث مؤسفة بالملاعب المصرية.
وعلي الرغم من الضرر الكبير الذي أصاب كرة
القدم المصرية جراء إندلاع "ثورة 25 يناير"، إلا أنها أفادت البعض في الوسط
الكروي المصري ، ومن أبرز المستفيدين منها ، الدولي "محمد صلاح" نجم روما
الإيطالي والتي أدت "ثورة يناير" إلي تحولًا كبيرًا في مسيرته الكروية ورسمت
له طريقه نحو العالمية.
عقب تألق محمد صلاح مع فريقه المقاولون
العرب في موسم 2010/2011 ، لفت إليه الأنظار بشدة وأصبح محل إهتمام الأهلي والزمالك
اللذان دخلا في مفاوضات جادة مع إدارة المقاولون للتعاقد معه ، وكان اللاعب قريبًا
جدًا من الإنضمام للقلعة البيضاء إلي أن الصفقة تعثرت بسبب "ممدوح عباس"
رئيس النادي وقتها والذي رأي أن "صلاح" لا يصلح للعب ضمن صفوف الفريق الأبيض.
فشل إنتقال "صلاح" للزمالك أصاب
اللاعب بالإحباط الشديد خاصة وأن اللعب لـ"القطبين" يعتبر أحد أحلام أي لاعب
مصري، ولكن سرعان ما إندلعت ثورة 25 يناير وتوقف النشاط الكروي في مصر مما دفع اللاعب
للتخلي عن هذا الحلم وبدأ التفكير في مستقبله بشكل مختلف، كما دفعت تلك الظروف الصعبة
عدد من الأندية المصرية لفتح باب الإحتراف أمام لاعبيها بغرض تحقيق بعض المكاسب المادية
ومن تلك الأندية المقاولون العرب الذي وافق على رحيل نجمه "صلاح" إلى بازل
السويسري في أكبر صفقة بتاريخ النادي والتي بلغت 2.5 مليون يورو.
وواجه "صلاح" صعوبات كبيرة في
بداية رحلته الإحترافية مع بازل حتى أنه صرح في وقت سابق قائلًا: "شعرت بصعوبة
التكيف على الغربة في الأيام الأولى بسويسرا، وقلت لنفسي لماذا أتيت إلى هنا، ليتني
انتقلت للنادي الأهلي أو الزمالك وبقيت في مصر" ، ولكن إستمرار توقف النشاط الرياضي
في مصر بسبب إضطراب الأوضاع الأمنية والسياسية عقب الثورة كان أحد الاسباب التي منعته
من العودة لمصر بعد شهرين فقط من إحترافه.
وسرعان ما تكيف محمد صلاح مع الظروف والأجواء
في بازل السويسري وبدأ رحلة من التألق في أوروبا ، وقدم موسمًا مميزًا مع فريقه في
مختلف البطولات ، واستطاع أن يلفت إليه أنظار كبار أندية أوروبا سريعًا وأبرزهم ليفربول
وتشيلسي الإنجليزيين ، قبل أن يفوز "البلوز" بخدمات اللاعب المصري في
2014.
عاني "صلاح" كثيرًا مع تشيلسي
بسبب عدم مشاركته بشكل أساسي مع الفريق وذلك دفعه للموافقة علي الرحيل في فبراير
2015 إلي فيورنتينا الإيطالي علي سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر ليعود الدولي المصري للتألق
من جديد في واحدة من أهم محطاته الكروية في أوروبا.
ومطلع موسم 2015/2016 إنضم محمد صلاح إلي
روما الإيطالي واستطاع أن يفرض نفسه علي التشكيل الاساسي لـ"الذئاب" سريعًا
وقدم مستويات مبهرة مع الفريق وأحرز العديد من الأهداف الحاسمة حتي أصبح واحد من نجوم
الدوري الإيطالي وأحد أفضل المحترفين الأفارقة بأوروبا ، ولا يزال يواصل "مومو"
كما تلقبه جماهير روما النجاح والتألق مع الفريق الإيطالي حتي الآن.