أحمد شوبير يكتب: الحصري يدمر الكرة المصرية برضا رجال اتحاد الكرة
ما بعد الجابون وانتخابات أبوريدة
■ أبوريدة فى خطر وعلى الدولة التحرك
■ الإعلام رسالة وأمانة وحيادية.. والسفر لابد أن يكون على حساب المؤسسات
انتهت على خير بطولة الأمم الإفريقية الأخيرة بالجابون والتى حقق فيها المنتخب الوطنى المصرى لكرة القدم المركز الثانى بعد الهزيمة أمام الكاميرون 2/1 فى المباراة النهائية وكان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق البطولة لولا الإرهاق الشديد الذى أصاب اللاعبين فى الشوط الثانى من المباراة وهو بكل المقاييس أداء جيد ونتيجة مقبولة جدا من منتخبنا الوطنى، خاصة أنه جاء بعد غياب ثلاث دورات متتالية عن نهائيات الأمم الإفريقية ورغم بعض السلبيات التى أحاطت بمنتخبنا الوطنى وهى كلها سلبيات إدارية لا دخل للجهاز الفنى أو الإدارى لمنتخب مصر بها وإنما هى من صميم اختصاصات الاتحاد المصرى لكرة القدم من فتح أبواب المعسكر لوسيلة إعلامية كادت أن تطيح بنا من تصفيات كأس العالم بعد أن ساد التسيب معسكر المنتخب استعدادا لمباراة غانا وشاهدنا لأول مرة فى تاريخ الكرة المصرية نقل كل وقائع المعسكر على الهواء مباشرة بحجة أنها حقوق لهذه القناة وهو أمر لم نره أبدا فى حياتنا الكروية أو الرياضية حتى الآن ولكن يبدو أن تضارب المصالح داخل اتحاد الكرة أوصلنا لهذه الدرجة المخيفة من التوغل داخل معسكر المنتخب وكلنا يتذكر مباراة غانا بمصر وكيف أننا فزنا فقط بدعوات الملايين وبالتوفيق من الله وأن منتخب غانا كان الأفضل طوال المباراة ويبدو أن المسئولين باتحاد الكرة قد تفاءلوا بهذا التسيب وقرروا أن يستمر فى بطولة الأمم الإفريقية بالجابون وعلى الرغم من شكوى المدرب والجهاز الفنى واللاعبين وصراخهم المتكرر إلا أن المسئولين باتحاد الكرة ضربوا عرض الحائط بكل التقاليد والأعراف واستمروا فى مجاملاتهم الصارخة، ولولا قرار كوبر بعد توسل اللاعبين له بوقف هذه المهزلة لتحول معسكر المنتخب إلى ستار أكاديمى ونقل حى على الهواء مباشرة للاعبين حتى أثناء نومهم وحسب معلوماتى أن عددا كبيرا من اللاعبين طلبوا من إيهاب لهيطة مدير المنتخب وكوبر المدير الفنى وقف هذه المهزلة فورا بل رفضوا حتى الظهور فى لقاءات بعد ذلك لمنحهم بعضا من التركيز المفقود تماما والغريب أنه على الرغم من تواجد عدد كبير من الزملاء الإعلاميين مع المنتخب إلا أنهم تغاضوا تماما عن ذكر أى شىء من كل هذا التسيب لأنهم وبوضوح شديد سافروا وأقاموا وتقاضوا بدل سفر من المسئولين عن الشركة الراعية للمنتخب وأيضا للقناة وهو أمر تكرر بكل أسف مع كل رحلات المنتخب الأخيرة وهنا أتوقف لاتساءل عن هذا السلوك وهل هو أمر يليق بالإعلام المصرى والذى يشهد له الجميع بالنزاهة والشرف وهل وجود إعلامى لتغطية أحداث بطولة أو مباراة يكون على حساب الوسيلة الإعلامية التى يعمل بها وهو الأمر الذى عاهدناه طوال عمرنا بالملاعب وعاصرنا فيه عبر سنوات طويلة العديد من الزملاء الذين احترموا مهنتهم دوما وكانوا شديدى الأمانة فى نقل الأحداث بأمانة مهنية جعلت الإعلام الرياضى فى أرقى وأعلى مستوى وهل من المقبول أن تكون رابطة النقاد الرياضيين هى عراب هذه الرحلات! ومن المسئول عن كل هذا الخروج عن النص والمجاملات الصارخة لبعض المسئولين فقط لأنهم سافروا وأقاموا وتقاضوا بدلات سفر من الشركة أو القناة الراعية لمنتخب مصر! ولعلى كنت أكثر الناس سعادة عندما بدأ عدد من الزملاء الإعلاميين وبعض الصحف فى التساؤل مثلى عن هذا الموقف الغريب جدا من بعض الصحفيين وأيضا رابطة النقاد الرياضيين فحسب ما هو معروف أن كل وسيلة إعلامية تتولى مهام سفر مندوبها لأى مناسبة رياضية وتكون مسئولة بشكل كامل عن كل التزاماته سواء داخل مصر أو خارج مصر ولكن يبدو أن الزمن قد تغير وأن المصالح أصبحت هى التى تتحكم فى الأمر فبات هناك البعض من الزملاء أساسيا فى عملية السفر والتغطية وأصبحت صفحات الفيس بوك وتغريدات التويتر هى التى تحكم وتأمر وتنهى بعيدا عن كل ما تعلمناه وعرفناه من تقاليد وأعراف مهنة من أنزه وأهم المهن وهى مهنة الإعلام الرياضى ويبدو أن الأمر لن ينتهى ولن يتوقف لأننا نكتب كثيرا ونتكلم كثيرا ولكن للأسف لا حياة لمن تنادى ولعلى أتساءل كيف وأننا كدولة نعانى وبشدة من أزمة اقتصادية طاحنة ومن قلة العملة الصعبة ولكننا نجد كل هذا الإسراف والبذخ فيما لا يفيد ولا ينفع فقط أن نكسب هؤلاء فى صفنا! ولعلى أتوجه بالنداء هذه المرة لوسائل الإعلام نفسها والمسئولين عنها برفض مثل هذه المجاملات والتى قد تتحول إلى ما يشبه الرشاوى لأن مهنة الصحفى هى كشف الحقائق والأسرار والتغطية بأمانة وشرف لكل الأحداث، ولكن يبدو أن الزمن تغير وأننا سنصرخ بأعلى صوت ولن يستمع أحد لنا اللهم إلا إذا كان هناك بعض من أصحاب الضمائر والحرص على حرية الصحافة والإعلام وهو ما نتمناه.
■ أعود إلى البطولة نفسها وبعيدا تماما عن الجانب الفنى وأقول إننا قادرون على الاستمرار فى النجاح والانتصارات بشرط أن نكون أكثر تركيزا وأن نستفيد مما تحقق فى البطولة وتقدم مصر عدة مراكز تتيح له أن يكون قوة لا يستهان بها سواء فى التصفيات الإفريقية أو كأس العالم ومن هنا أحذر وأنبه بشدة من مباراة تونس القادمة فى التصفيات الإفريقية وهو فريق قوى ويعرف تماما كيف يلعب أمام منتخب مصر ولا ننسى أنه فى آخر تصفيات فاز علينا ذهابا وإيابا لذلك فالاستعداد وتلبية مطالب كوبر لازمة وواجبة من الآن نعم الحفاظ على المسابقة مهم جدا ولكن أيضا مسيرة منتخبنا الوطنى شديدة ولعل ما حدث من توحد للشعب المصرى بدءا من رئيس الجمهورية والذى خرج مستقبلا المنتخب فى مطار القاهرة وجاملهم بكلمات رقيقة مواسيا خسارتهم النهائى ومؤكدا وقوف الجميع خلف المنتخب ومظاهرات الحب التى خرجت فى كل أنحاء مصر عقب كل فوز لنؤكد أننا شعب يفرح جدا بكرة القدم وأنها الوحيدة القادرة على توحيد الناس خلف هدف واحد لتستوجب من السادة المسئولين أن يكونوا أكثر قوة وصرامة فالفترة القادمة مليئة بالتحديات من تصفيات بطولة الأمم ثم تصفيات كأس العالم وبطولة إفريقيا للمحليين وغيرها مما يستجد من أحداث ولعل هذا ما يدعونى للتأكيد على أهمية التركيز وبشدة حتى لا نفقد أرضية قوية نجحنا فى الفوز بها.
■ أتابع وباهتمام شديد كل أخبار انتخابات الاتحاد الدولى لكرة القدم ونظرا لعلمى بدوائر الانتخابات وخفاياها أجدنى مضطرا للقول إن مرشح مصر فى هذه الانتخابات هانى أبوريدة فى موقف خطر فالرجل الذى نجح فى الانتخابات الأخيرة باكتساح كبير وأصبح قوة شديدة فى الاتحادين الإفريقى والدولى يجد نفسه فى أمس الحاجة للمساندة والمساعدة وهذه المرة ليست مساندة أشخاص بل الدولة نفسها فأبوريدة والذى كان الذراع اليمنى لعيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى أصبح فجأة بعيدا كل البعد عنه والسبب طبعا معروف وهو إثارة مصر لأزمة حقوق المباريات ومنحها لقناة واحدة دون طرحها لمزايدات طبقا لما هو متبع فى كل أنحاء العالم ورغم علمى أن أبوريدة كان يرفض إثارة هذه القضية فى هذا التوقيت نظرا لاقتراب موعد الانتخابات والتى ستجرى فى شهر مارس المقبل إلا أن الأمور تطورت بشدة وبسرعة وأصبح أبوريدة مغضوبا عليه من حياتو الرجل القوى جدا فى الاتحاد الإفريقى والذى يدير الأمور كلها كما يحلو له دون أدنى تدخل من أعضاء المكتب التنفيذى ولعل آخرها بعد تصويت صورى فقط وإسناد تنظيم أربع دورات إفريقية متتالية لدول غرب إفريقيا بل خمس دورات بدءا من غينيا الاستوائية ثم الجابون ثم كوت ديفوار ثم الكاميرون ثم غينيا ضارباعرض الحائط بدول شمال إفريقيا بالكامل تونس ومصر والمغرب والجزائر ومعهم السودان ولعلى أتوقع قريبا جدا أن يبدأ حياتو فى إجراءات نقل مقر الاتحاد الإفريقى من مصر إلى إثيوبيا لذلك أعود فأكرر أن موقف هانى أبوريدة أصبح خطرا جدا فى هذه الانتخابات وأن وجود ممثل لمصر داخل الاتحاد الدولى هو أمر جيد خصوصا أن السودان الشقيق له مقعد وأن معظم دول إفريقيا ممثلة فى الاتحادات الإفريقية والدولية وستكون مصر تقريبا هى الاستثناء رغم عظمة ومكانة مصر.. فهل تتحرك وزارة الخارجية لدعم المرشح المصرى وهل يتحرك المسئولون المصريون لإنقاذ فرصة مرشح مصر لهذه الانتخابات أم أننا سنخسر المعركة بسهولة لننتظر بعدها سنوات طويلة كى نبحث عن مكان من جديد لمصر فى هذه الاتحادات؟!