باولو دي كانيو.. صاحب التحية "النازية" الذي قال لا لـ "فيرجسون"!
دائمًا ما تكون ذاكرة كرة القدم مليئة بالأحداث المثيرة، والتي تجذب الأنظار وتشد الانتباه إليها، فهناك بعض القصص لا يُمكن أن تنساها، كأنك تقرأ راوية بوليسية من تأليف "نبيل فاروق"، أو أنكَ تشاهد فيلمًا لـ "جيمس بوند".
الفرصة في كرة
القدم لا تأتيك إلا مرة واحدة، ويجب عليك أن تستغلها على أكمل وجه، فخبراء الكرة
يقولون "الفرصة لا تعوض أما أن تستغلها وتبقي على قيد الحياة، أما أن تدير
لكَ ظهرها فتسقط صريعًا للأبد".
"باولو
دي كانيو"، لاعب لا يعرف البعض، كان مشهورًا بتحيته النازية (تحية الزعيم
الألماني أدولف هِتلر)، عندما كان لاعبًا في وست هام يونايتد الإنجليزي في عام
2001، وتحديدًا في فترة أعياد الميلاد، رن هاتفه الجوال، ليجب عليه كانيو قائلًا
"من معي"، ليرد عليه الطرف الآخر قائلًا : "أليكس".. من؟
"أليكس فيرجسون"، ليظن الإيطالي بأنه مقلب ليقوم بالرد عليه بوابل من
الشتائم باللغة الإيطالية.
ويقول كانيو عن
هذه القصة : " أعتقدت أنها مزحة من إحدي الأصدقاء، فلم أتخيل قط أن فيرجسون
يتحدث إليّ"، قال لي فيرجسون "هل تريد أن تأتي إلى مانشستر"، لم
أفكر كثيرًا فرفضت الأمر قائلًا له :" لا أستطيع ذلك أنا في وست هام وأريد
البقاء معهم".
لكن فيرجسون
أصر وضغط عليّ مجددًا، ليكون ردي كما في السابق :" لا أستطيع إنه شرفًا
عظيمًا، ولكنني أريد البقاء مع وست هام وإنهاء مسيرتي الكروية هنا".
في اليوم
التالي، عرف أصدقائي بما حدث، فلم يصدقوا ما حدث، ولحسن حظ فيرجسون أنه لا يفهم
الإيطالية، لأنني سببته بأبشع الشتائم باللغة الإيطالية.
بعدها لم أظن
أن ما حدث سيتكرر مجددًا، لكن جائني نفس الاتصال في العام التالي وفي نفس التوقيت
بالتحديد، ليقول لي فيرجسون مرة أخري : " أريدك معنا أنت ستلعب خلف الهولندي
فان نستلروي في مانشستر يونايتد"، وقتها كنت في عامي الثلاثون، وهذه المرة
فكرت قليلًا في الأمر، لكن في النهاية قولت له : " شكرًا لك، أنا باقٍ هنا في
وست هام".
مرت الأيام
سريعًا، وقولت في نفسي ماذا لو كنت وافقت على عرض فيرجسون ولعبت في مان يونايتد
أحد أفضل الأندية في تاريخ كرة القدم، خاصة بعدما سمعت فيرجسون وهو يقول إنني كنت
من ضمن أحد ثلاثة صفقات كان يتمني أن يضمُها لصفوف الشياطين الحُمر، لكن لم أندم
لأنني كنت مجنون بحب وست هام.
الإخلاص والوفاء في كرة القدم عملة نادرة جدًا لا تراها إلا في قلة قليلة من اللاعبين، فالكل الآن يلهث وراء الشهرة والأموال، فالآن تري الكثير من لاعبو كرة القدم يضحون بفرقهم التي شهرتهم وجعلتهم نجومًا من أجل حفنة من الأموال!.