خبير نفسي: غرفة الملابس سبب هزائم الفراعنة في مونديال روسيا
صدمة كبيرة تعيشها جماهير الكرة المصرية، عقب خروج منتخبنا القومي لكرة القدم بصفر جديد في مونديال روسيا ٢٠١٨.
فالبرغم من ارتفاع الأماني والطموحات قبل بدء المنافسات،
وتوقع الكثيرون تحقيق مصر لنتائج جيدة في كأس العالم، حتى أن مسؤولي الاتحاد المصري
لكرة القدم وأعضاء الجهاز الفني أنفسهم، تحدثوا بكل ثقة واطمئنان عن الذهاب بعيدا في
روسيا وتخطي الدور الأول بسهولة إلى دور ال ١٦، وبدأوا التفكير في كيفية اللحاق بالدور
ربع النهائي في البطولة في إنجاز غير مسبوق، رأوه قريبا ورسموا للشارع الكروي صورة
غير حقيقية عن إمكانية الوصول إليه.
إلا أنه مع بداية المباريات، ظهر الفريق المصري بصورة باهتة
وآداء ضعيف جدا، احتل معه المركز الأخير في المجموعة الأولى بدون نقاط، بعد الخسارة
في الثلاث مباريات من منتخبات أوروجواي وروسيا والسعودية، وهو ما أثار ردود أفعال غاضبة
ظهرت في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
فما هي الأسباب التي أدت لظهور المنتخب بهذا الشكل السيء
على المستوى الجماعي والفردي، وما هي طرق العلاج للخروج من الكبوة والعودة للتألق من
جديد؟.. للإجابة عن ذلك كان هذا اللقاء مع دكتور كريم كوته، المدرب والمؤهل النفسي
للدلالات العصبية بالولايات المتحدة الأمريكية ومدرس علم العبقرية الشخصية وعلم نفس
إثبات الذات والمعد النفسي السابق لفريق مصر المقاصة لكرة القدم.
في البداية أكد دكتور كريم أن النتائج السلبية للمنتخب القومي
في المونديال، جاءت بسبب وجود تفاوت كبير بين اللاعبين في النواحي النفسية والذهنية
والسلوكية، وعدم فهم المدير الفني كوبر لكيفية توظيف قدرات وإمكانيات اللاعبين، فحدثت
حالة ارتباك وتأثر الآداء بشكل كبير وانعكس ذلك على النتائج، لافتا إلى أن الأزمة في
المقام الأول هي عدم وجود العقلية الاحترافية والعملية في مصر، والتعامل دائما بالعاطفة،
عكس الغرب الذي يتعلم الفرد فيه منذ الصغر، التفكير والتصرف بعقلية عملية سليمة، ويعمل
كترس في مجموعة عمل لتحقيق هدف محدد، وهو ما يؤدي لتحقيق أفضل النتائج.
وأضاف كوته أنه لا يمكن الفصل بين الجسم والعقل عند التعامل
مع الرياضي بوجه عام ولاعب الكرة بصفة خاصة، وحتى
يستطيع الآداء بشكل جيد وإخراج كل ما لديه من مهارات وإمكانيات فنية وبدنية،
يجب أن يتم تأهيله نفسيا وسلوكيا وتجهيزه بشكل سليم، لأن العقل هو الأساس وهو الذي
يعطي إشارات وأوامر للجسم بالحركة، وفي حال فقدان العقل لتركيزه يظهر الخلل في الآداء
ويعجز الجسم عن تأدية المطلوب منه.
وأشار إلى أنه بحسب أحداث مباريات المنتخب المصري، يستطيع
القول بأن هناك شيء ما حدث بين شوطي مباراة روسيا قد يكون في غرفة الملابس أو في التعامل
مع اللاعبين، أدى لخروجهم عن تركيزهم تماما، وهو ما شاهدناه بعد نزولهم أرض الملعب،
وخلال ربع ساعة فقط دخلت الشباك المصرية ٣ أهداف، مؤكدا أن هناك حالة من التشوش وفقدان
التركيز وانعدام الحافز ظهرت واضحة على وجوه اللاعبين وفي أعينهم وأدت لما حدث، وتكرر
الأمر أيضا في آخر مباراة أمام السعودية.
وأوضح أن هناك وعلى
أرض روسيا، كان هناك نوع من الغموض والتعامل بشكل غير مفهوم مع اللاعبين، أدى لحدوث
مشكلة وتغيير في سلوكيات اللاعبين، بجانب عدم خلق الدوافع أو عمل التحفيز اللازم وهو
ما يسمى (Demotivation) لا أعلم من السبب أو المتسبب في ذلك، لكن هذا ما حدث، فخرجت الأمور عن
السيطرة.
وتابع أنه هناك حقيقة علمية تقول إن النجاح "معدي"
والفشل أيضا "معدي"، لذلك ظهر اللاعبون بمستوى أقل من المعروف عنهم، ومثال
ذلك نجمنا الكبير محمد صلاح، ورأيناه في حالة ضيق وغير راض عن نفسه، فمن ناحية حدثت
مفاجآت وظروف أدت لتغيير سلوكه المعروف عنه، ومن ناحية أخرى هو يريد الحفاظ على حلمه
ويحقق أهدافه، فوقع في حالة نفسية سيئة وضحت على نظرات عينيه وملامح وجهه.
وعن الحلول وكيفية الخروج من هذه الكبوة، قال إن المطلوب
هو العمل من الآن والتجهيز لمونديال ٢٠٢٢ ، من خلال التجهيز النفسي والذهني للاعبين
وتقويم السلوك، للوصول بهم للثبات الانفعالي اللازم والعقلية الاحترافية العملية، بجانب
فتح باب الاحتراف، لتوفير المعايشة والأجواء الاحترافية السليمة المطلوبة للاعبين.