معاناة كبار المونديال - طموح الصغار يقلب موازين القوة
من المتعارف في البطولات الكبرى تاريخيًا أن السيطرة والمنافسة تنحصر فقط بين المنتخبات الكبيرة صاحبة الأسماء القوية، ولكن موخرًا أصبح للمنتخبات الصغيرة رأيٌ آخر، فمشاهدة الكبار يتعثرون أمام الصغار لم يعُد الآن غريبًا على كرة القدم التي لم تعُد تعترف بالأسماء الكبيرة ولكنها فقط تعترف بالأداء داخل المستطيل الأخضر، والكثيرين يقولون أن سبب تقديم المنتخبات الكبيرة لمستويات متراجعة أمام الصغار يرجع إلى الحظ ولاأحد يلاحظ أن المنتخبات الصغيرة تطورت ولم تعد تهدف إلى التمثيل المشرف فقط وصارت تقدم مستويات جيدة ومتماسكة تعتمد على طرق لعب متقدمة وخططية تتمحور حول أكثر من عنصر مميز وليس على اللعب السلبي فقط.
وفي بطولة كأس العالم المقامة حاليًا على الأراضي
الروسية شاهدنا العديد من الأمثلة لمعاناة الكبار والكثير من النتائج المفاجأة أبرزهم
خروج حامل اللقب المنتخب الألماني من دور المجموعات بعد الهزيمة التاريخية أمام المنتخب
الكوري الجنوبي.
وفيما يلي
يقدم لكم "الفجر الرياضي" تقريرًا مفصلًا عن معاناة المنتخبات الكبيرة في
كل مجموعة في المونديال:
المجموعة الأولى:
الأرورجواي ومصر
تغلب المنتخب الأوروجواياني على نظيره المصري بصعوبة
وبعد معاناة شديدة في فك شفرات دفاع الفراعنة، تغلب المنتخب الأوروجواياني على نظيره
المصري بهدف جاء في وقت متأخر عن طريق اللاعب خوسيه ماريا خيمينيز، ولم يشفع الهجوم
القوي للأوروجواي في إنهاء المباراة مبكرًا وكسر دفاع الفراعنة بسبب المنظومة الدفاعية
المحكمة التي اتبعها المنتخب المصري وتألق حارسه محمد الشناوي.
المجموعة الثانية:
إسبانيا والمغرب
تعادل المنتخب الإسباني بصعوبة بهدفين لمثلهما أمام
نظيره المغربي في مباراة قدم فيها أسود الأطلس أداءً مشرف للعرب،في شوط المباراة الأول
افتتحت المغرب التسجيل عن طريق اللاعب خالد بوطيب ولكن سريعًا ما عادلت إسبانيا عن
اللاعب فرانشيسكو إيسكو، وفي شوط المباراة الثانيتقدم من جديد للمغرب اللاعب يوسف النصيري
ولكن المنتخب الإسباني عادل النتيجة من جديد اللاعب ياجو أسباس، وقدم المنتخب المغربي
أداءً قويًا من الناحية الهجومية والدفاعية أجبرالمنتخب الإسباني على الوقوف عاجزًا
أمام براعة أسود الأطلس.
البرتغال وإيران
في مباراة اتسمت بالندية من دقائقها الأولى، تعادل
المنتخب البرتغالي مع نظيره الإيراني بهدف لمثله، وتقدم المنتخب البرتغالي أولًا عن
طريق ريكاردو كواريزما وتعادل كريم أنصاري لإيران بعد العديد من المحاولات، وحاول المنتخب
الإيراني بأكثر من فرصة على مرمى البرتغال التي كانت قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة،
ولكن لم يحالفهم الحظ في أي محاولة.
المجموعة الثالثة:
فرنسا والدنمارك
في مباراة صُنفت بالأكثر مللًا في كأس العالم، تعادل
المنتخب الفرنسي مع نظيره الدنماركي تعادلًا سلبيا حصل منه كل فريق على نقطة، ولم يستطع
أي من الفريقين في تقديم فرص ترتقى للخطورة طوال المباراة، واتصف المنتخب الفرنسي في
المباراة بالعقم الهجومي بالرغم من الأسماء القوية التي يمتلكها في خط الهجوم، وفرض
المنتخب الدنماركي أسلوبه في المباراة حيث لم يسمح لمنتخب الديوك الفرنسية بالاقتراب
من مناطق الخطورة في دفاعاته.
المجموعة الرابعة:
الأرجنتين وآيسلندا
تعادل المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره الآيسلندي
تعادلًا ايجابيًا بهدف لمثله، في شوط المباراة الأول افتتح التسجيل للمنتخب الأرجنتيني
اللاعب سيرجيو أجويرو وتعادل سريعًا لآيسلندا ألفريد فيينبوغاسون وحافظ المنتخب الآيسلندي
على الصلابة الدفاعية طوال المباراة وأغلق جميع المداخل على المنتخب الأرجنتيني الذي
فشل في ترجمة جميع الفرص التي سنحت له إلى أهداف.
الأرجنتين ونيجيريا
تغلب منتخب الأرجنتيني على نظيره النيجيري بهدفين
لهدف في مباراة "أكون أو لا أكون"، واحتاجت الأرجنتين إلى الفوز في المباراة
لضمان التأهل، وافتتحت الأرجنتين النتيجة في الشوط الأول عن طريق لونيل ميسي ثم عادلت
نيجيريا في الشوط الثاني من نقطة الجزاء عن طريق اللاعب فيكتور موسيس، وقدم المنتخب
النيجيري أداءً قويًا من الناحية الهجومية والدفاعية وحاول بأكثر من فرصة للوصول لمرمى
الأرجنتين ولكن سجل هدف التأهل للأرجنتين اللاعب
ماركوس روخو في دقائق المباراة الأخيرة ليقتل الأحلام النيجيرية.
المجموعة السادسة:
ألمانيا والمكسيك
في مفاجأة لجميع متابعي كرة القدم، تغلب المنتخب
المكسيكي على حامل اللقب المنتخب الألماني في مباراة تألق فيها دفاع المنتخب المكسيكي
وحارسه غييرمو أوتشوا، سجل هدف المباراة في شوط المباراة الأول والوحيد اللاعب هيرفينج
لوزانو، وأغلق بعدها المنتخب المكسيكي جميع صفوفه في وجه الألمان ليكتب أول صفعة للمنتخب
الألماني في البطولة.
ألمانيا وكوريا الجنوبية
تغلب المنتخب الكوري الجنوبي على نظيره الألماني
في مباراة تاريخية بعد الصمود أمام هجمات الألمان واستغلال الارتباك الذي سيطر على
صفوف المانشافت في دقائق المباراة الأخيرة، مباراة تألق فيها حارس المرمى جو هيونوو
ودفاع المنتخب الكوري الجنوبي، وسجل أهداف المنتخب الكوري الجنوبي في الوقت بدل من
الضائع لشوط المباراة الثاني اللاعب كيم يونج جون واللاعب سون هيونج مين، وقدم المنتخب
الكوري الجنوبي أداءً اتسم بالضراوة الهجومية حيث حالف الحظ المنتخب الألماني في أن
لا يتلقى أكثر من هدفين فقط، خسارة أدت لإقصاء ووداع تاريخي للماكينات الألمانية من
البطولة.