خطوتان تفصل "مودريتش" عن ملامسة الكرة الذهبية
رفع اللاعب الكرواتي لوكا مودريتش كأس بطولة دوري أبطال أوروبا في 26 مايو مع ريال مدريد الإسباني، وها هو بعد 51 يوماً من تحقيقه هذا الإنجاز أصبح على بعد أمتار قليلة من لقب بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.
وأصبح اللاعب الكرواتي المخضرم على بعد خطوتين فقط من دخول تاريخ كرة القدم، فليس سوى عشرة لاعبين فقط هم من نجحوا في تحقيق هذين اللقبين البارزين في الكرة العالمية خلال عام واحد.
وإذا نجحت كرواتيا في الفوز اليوم على إنجلترا في العاصمة الروسية موسكو فإنها ستلتقي يوم الأحد المقبل مع فرنسا أو بلجيكا في نهائي المونديال.
ويفصل مودريتش عن اللقب العالمي الكبير مباراتان فقط، وقد يشكل هذا اللقب قيمة إضافية فيما يخص الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، التي من المتوقع أن تكون من نصيب أحد لاعبي الفريق الفائز بالمونديال.
ومودريتش (32 عاماً) هو البوصلة التي تقود كرواتيا في هذا المونديال، فصاحب القميص رقم 10 هو قائد الجيل الذي تمكن من معادلة النتيجة الأفضل التي تحققت في تاريخ المنتخب الكرواتي، وهي الوصول إلى المربع الذهبي للمونديال.
وقال مودريتش عقب فوز كرواتيا على روسيا السبت الماضي بركلات الترجيح في دور الثمانية للمونديال: «لقد حققنا شيئاً، ولكن هذا الفريق يمكنه أن يحصل على المزيد».
ونجح لاعب وسط ريال مدريد في تنفيذ ركلته الترجيحية بنجاح بمعاونة كبيرة من الحظ، ولكنه في النهاية أرسل الكرة إلى الشباك، وهذا ما يهم في كرة القدم، وهذا أيضاً هو ما يفرق بين الهزيمة والفوز.
ركلة الجزاء
وفي دور الستة عشر عاش مودريتش أسوأ لحظاته في نهائيات كأس العالم عندما أهدر ركلة جزاء أمام الدنمارك في الدقيقة 116، كانت كفيلة بإرسال كرواتيا إلى ربع نهائي البطولة، ولكن القدر ضمد جراحه وكافأه على مجهوده الكبير خلال ركلات الترجيح، حيث سجل هدفاً لصالح منتخب بلاده.
ولم يتراجع مودريتش أو يتوارى على الأنظار بعد إخفاقه في التسجيل من ركلة الجزاء، بل تقدم بكل شجاعة وسدد بقوة ركلته الترجيحية في شباك المنتخب الدنماركي.
وقال إيفان راكيتيتش، لاعب وسط كرواتيا: «لوكا ليس أفضل لاعبينا الحاليين وحسب، بل هو أيضاً اللاعب الأفضل في تاريخ كرواتيا».
والآن أصبح مودريتش على بعد انتصارين فقط من الدخول إلى قائمة العظماء في الكرة العالمية.
واللاعبون الوحيدون الذين فازوا بلقب دوري الأبطال والمونديال في العام نفسه، هم: الألماني سامي خضيرة (2014)، والبرازيلي روبرتو كارلوس (2002)، والفرنسي كريستيان كاريمبو (1998)، وأولي هوينس، وجيرد مولر، وفرانز بيكينباور، وباول بريتنر، وهانز جورج، وسيب ماير، ويوب كابلمان (1974). وفاز اللاعبون السبعة المذكورون مؤخراً باللقب الأوروبي الكبير مع بايرن ميونخ قبل أن يتوجوا بلقب المونديال مع ألمانيا. أما الثلاثة الآخرون، خضيرة، وروبرتو كارلوس، وكاريمبو فقد فازوا بدوري الأبطال مع ريال مدريد، الذي يلعب لصالحه مودريتش، ويعد أحد أبرز عناصره الأساسية.
وبجانب مودريتش سيكون هناك أيضاً ماتيو كوفاسيتش، زميل مودريتش في المنتخب الكرواتي وريال مدريد.
الأبرز
وأصبح مودريتش في الوقت الراهن أحد أبرز المرشحين للفوز بجائزة اللاعب الأفضل في المونديال، كما أن الأصوات التي تطالب بمنحه جائزة الكرة الذهبية ليست بالقليلة، خاصة أنه اللاعب الذي لقب بـ «كرويف الكرة الكرواتية» في بواكير ظهوره في ملاعب الساحرة المستديرة.
وقالت مجلة «جول» مؤخراً: «ليس رونالدو ولا ميسي، أفضل لاعب في العالم حالياً، هو مودريتش».
وودّع كل من كريستيانو رونالدو، وليونيل ميسي المونديال مبكراً في دور الستة عشر، ولحق بهما نيمار في دور الثمانية بعد سقوط البرازيل أمام بلجيكا.
وقال اللاعب الكرواتي ديان لوفرين متحدثاً عن زميله مودريتش: «لو كان يلعب لصالح ألمانيا أو إسبانيا كان سيحظى باهتمام أكبر، وربما اختير اللاعب الأفضل في العالم، ولكن بما أننا بلد صغير فهو يحظى باهتمام أقل مما يستحق».
ويرى اللاعب الأسطوري السابق لكرواتيا، دافور سوكر، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الكرواتي للعبة، أن مودريتش يستحق الفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال الحالي.
3 أصوات
وقال سوكر، هدّاف بطولة كأس العالم 1998: «سأمنح لوكا ثلاثة أصوات لو استطعت».
ويحظى مودريتش بقدر كبير من الثناء والإشادة مع المنتخب الكرواتي عنه مع ريال مدريد الذي يعج بالنجوم، مثل كريستيانو رونالدو، وسيرخيو راموس، ولكنه في كرواتيا هو القائد.
وربما يفوز مودريتش بالكرة الذهبية أو جائزة الأفضل التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في سبتمبر من كل عام، ولكن هذا الأمر لا يشغل اللاعب الكرواتي المخضرم في الوقت الحالي.
وقال مودريتش قبل لقاء منتخب بلاده المرتقب أمام إنجلترا غداً: «أهم شيء الآن هو كرواتيا».