ماوريسيو ساري.. تحديات وصعوبات سيواجهها الإيطالي مع تشيلسي
يستعد نادي تشيلسي الإنجليزي بقيادة مدربه الإيطالي الجديد ماوريسيو ساري، لخوض موسم صعب وبه تحديات كبيرة، علي الصعيدين المحلي والأوروبي، في ظل التعديلات الفنية والتكتيكية التي سيشهدها الفريق بعد إقالة أنطونيو كونتي وتعيين ساري.
ويرصد لكم "الفجر الرياضي" أبرز التحديات التي سيواجهها البلوز خلال الموسم المقبل، وكيفية تطبيق فلسفته "الهجومية" مع فريق تشيلسي "الدفاعي"، علي النحو التالي :
أولاً.. "التحديات التي سيواجهها ساري"
*الوضع المتراجع للبلوز :
اختتم نادي تشيلسي الإنجليزي موسمه الماضي 2017-2018 تحت قيادة كونتي، في ظل تراجع ملحوظ علي مستوي الأداء والنتائج، وعلي الرغم من حصوله على لقب البريميرليج في الموسم قبل الماضي (2016-2017)، إلا أنه حصد المركز الخامس خلال الموسم الماضي.
كما ودع النادي اللندني منافسات دوري أبطال أوروبا من الدور ثمن النهائي، بعد أن تم إقصاءه علي يد برشلونة الإسباني، مما سيجعل تركيز تشيلسي خلال الموسم المقبل علي لقبي الدوري الإنجليزي والبطولات المحلية، فضلاً عن بطولة الدوري الأوروبي.
*نجوم الفريق علي رادار المنافسين :
صار معظم نجوم تشيلسي علي رادار العديد من الأندية الأوروبية الكبري، سواء من الخصوم المباشرين (في الدوري الإنجليزي) أو غير المباشرين بالدوريات الأخري (في دوري أبطال أوروبا)، مما سيعني أن الفريق معرض لخطر "الخلو من النجوم"، علي الرغم من المرحلة الجديدة التي يستعد لها.
وأبرز نجوم تشيلسي المطلوبين للأندية الأخري هماللاعبين: إيدين هازارد وتيبو كورتوا (مطلوبين في ريال مدريد)، ويليان ونجولو كانتي (مطلوبين في برشلونة)، جاري كاهيل (مطلوب في مانشستر يونايتد)، أوليفييه جيرو (مطلوب في أتليتكو مدريد)، تيموي باكايوكو (مطلوب في باريس سان جيرمان).
*الإختلاف بين أسلوب تشيلسي "الدفاعي" وبين فكر ساري "الهجومي" :
كما نعلم أن فريق تشيلسي دائمًا ما يعتمد على تطبيق "الكرة الدفاعية" منذ سنين عديدة وتحت قيادة مدربين كبار هم: كلاوديو رانيري وكارلو أنشيلوتي وجوزيه مورينيو ودي ماتيو وختامًا أنطونيو كونتي، وجميعهم يطبق تكتيك دفاعي وخطط تشابه تكتيك (4-3-3 أو 3-5-2).
وعلي العكس، يعتمد ساري علي تطبيق كرة "هجومية" مفعمة بفكر ومدرسة "يوهان كرويف" الهولندية، وتشهد هذه المدرسة إعتمادًا علي الكرات القصيرة، مع بناء الهجمة من الخلف، وخلق مثلثات يتم الاستفادة فيها من دور اللاعب الثالث، وتتناقل تلك المثلثات الكرة بين لاعبي الخصم تباعًا للأمام حتي تتزعزع صفوفهم.
ويتسم هذا الأسلوب المعروف باسم "تيكي تاكا" والذي طبقه أيضًا بيب جوارديولا مع بنجاح مع برشلونة سابقًا، بالجرأة والقوة والصعوبة، لأن الهدف الرئيسي من تطبيقها، أن يفرض الفريق الإستحواذ التام علي مجريات المباراة.
ثانيًا.. "كيفية تطبيق فكر ساري التكتيكي مع تشيلسي"
*لمحة سريعة عن كيفية نجاح ساري الرهيب مع نابولي :
اعتمد ساري مع فريقه السابق نابولي الإيطالي، علي فكر معقد ولكنه صار مألوفًا بين لاعبيه، حيث يتم تقسيم الملعب إلي (3 أثلاث = 9 مربعات)، مع عمل مثلثات بين اللاعبين، ويتم تناقل الكرة بشكل رأسي للأمام، بدءًا من خط الدفاع ثم الوسط وختامًا للهجوم، علي أن يتم تناقل الكرة بين خطوط لاعبي الخصم لزعزعتها.
كما اهتم ساري بالجبهة اليسري لهجوم الفريق، حيث دائمًا ما تكون الجبهة اليمني بها زخم كبير من قبل لاعبي وسط ودفاع الخصم؛ فيتم توجيه الكرة نحو الجبهة اليسري التي يكون بها مساحات كبيرة، وبهذا تُضرَب دفاعات الخصم عن طريق تلك المساحات بواسطة الظهير أو الجناح الأيسر بالتعاون مع المهاجم الصريح داخل منطقة الجزاء.
أما علي الجانب الدفاعي، فقد اعتمد ساري مع نابولي علي الضغط العالي من قلب مناطق الخصم (ثلث ملعب الخصم)، وتبدأ الهجمة من الخلف عن طريق ترابط خطوط الفريق وتحركها ككتلة واحدة للأمام، وهذا ما يظهر حالة من المرونة والانسجام والحركة المدروسة جيدًا.
*كيف سيطبق ساري فلسفته مع تشيلسي :
من المؤكد أن لاعبو تشيلسي سيواجهوا صعوبة كبيرة خلال الموسم الأول لهم مع ساري، بسبب اختلاف فلسفته الهجومية عما اعتادوا عليه من أسلوب الدفاعي منظم، وفوق ذلك يحتاج أسلوب ساري لوجود نوع معين من اللاعبين المناسبين لتطبيق فكره.
ويأتي مصدر الصعوبة الأول علي ساري، حول كيفية إختيار الأسماء الصالحة لتطبيق فكره، والذين لابد أن تتوافر لديهم صفات الدقة والسرعة في التمرير، فضلا عن الذكاء والمراوغة، وليس مجرد الدفاع الصلب والتمرير الطولي للكرة مع تقدم الأظهرة والأجنحة، كما هو الحال بين لاعبي البلوز.
*كيف يُطَوّع ساري عناصر تشيلسي لخطته ؟
-"حراسة المرمى"... سيحاول ساري ضبط دقة التمرير الطويل والقصير لدي حراس مرمى الفريق الأول، لما سيكون لهم من دور فعال في صناعة وبناء الهجمة، وخاصة إذا واجه تشيلسي ضغطًا عاليًا من الخصم.
-"خط الدفاع"... علي الرغم من امتلاك البلوز عدد كبير من المدافعين، هم كاهيل، كريستنسن، روديجير، أزبليكويتا، روديجير، لويز، زاباكوستا، ألونسو، وغيرهم، إلا أنه لا يوجد بينهم لاعب موهوب أو به المقومات الأساسية المطلوبة لتطبيق فكر ساري التكتيكي، ومن هنا سيكون عليه أمرين، أحدهما تغييرهم والأخر هو تطبيق فكره التكتيكي عليهم.
وقد نري ساري يضع كلا من كريستنسن وروديجير أو زاباكوستا في مركز قلب الدفاع بحكم مرونتهم وقابليتهم للتطور تحت قيادته، فضلاً عن استخدام أزبليكويتا كظهير أيمن، نظرًا لتألقه في هذا المركز بصورة لافتة، والمداورة بين ماركوس ألونسو وإيمرسون بالميري في الجبهة اليسري.
-"خط الوسط"... يعد هذا المركز هو حلقة الوصل الرئيسية لخطة ساري، ولذلك أصر علي جلب جورجينهو نجم وسط نابولي السابق الذي دربه لعدة مواسم، ويستطيع أن يلعب جيدًا كوسط مدافع وإرتكاز، فضلاً عن براعته في بناء الهجمات من الخلف.
ومن المحتمل جدًا أن يأخذ جورجينهو مكان نجولو كانتي كلاعب ارتكاز محوري يستطيع الربط بين الدفاع والهجوم، علي أن يستخدم كانتي كلاعب "بوكس تو بوكس"، وظهر ذلك إبان تواجد نيمانيا ماتيتش معه سابقًا، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد.
ويكون أمام كانتي وعلي نفس الجبهة أحد من لاعبي الوسط المتقدمين، سواء باكايوكو أو فابريجاس، والأقرب فابريجاس، لأن أسلوبه يخدم المنظومة، ولذلك تمسك به جميع مدربي البلوز.
-"خط الهجوم"... من المنتظر أن يقود إيدين هازارد الجبهة اليسري كما هو (في حال بقاؤه مع تشيلسي)، ثم يراوغ كعادته بالتعاون مع الظهير ماركوس ألونسو ويدخل في العمق ويكون خلف المهاجم الصريح مباشرة، وهذا ما سيجعل الرواق الأيسر هو منطقة العمليات الرئيسية.
وعلي الجبهة اليمني يتواجد فابريجاس لاعب الوسط ذو النزعة والأدوار الهجومية، وسيتعاون مع بيدرو رودريجيز الجناح الأيمن للبلوز والذي يخدم المجموعة أكثر من ويليان، بحيث يخترق بيدرو من عمق الجبهة حتي يصل إلى خلف المهاجم الصريح، ليكون مثل "كاليخون" الذي كان عمود الخيمة في مركز الجناح الأيمن بتشكيل ساري مع نابولي.
ولن يكون للمهاجم الصريح أوليفييه جيرو دور في خطط ساري للموسم الجديد، لأن الفريق لن يعتمد علي الكرات العرضية أو الطولية في بناء الهجمات، لكن ألفارو موراتا وفيكتور موسيس، سيكون دورهم أفضل للمجموعة، لأنهم يساهمان في بناء الهجمة مع الفريق.