الدورس المستفادة من انهيار الكرة المصرية في سنوات الحزن

الفجر الرياضي

الأهلي والترجي
الأهلي والترجي


واصلت الكرة المصرية إخفاقاتها المتتالية على مستوي الأندية والمنتخبات الوطنية، وذلك بعد خسارة الأهلي لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا للعام الثاني على التوالي، على يد فريق الترجي الرياضي التونسي، والذي فاز بنتيجة 4-3 في مجموع مباراتي ذهاب وإياب النهائي الإفريقي.

خسارة الأهلي نهائي دوري أبطال إفريقيا مساء أمس الجمعة أمام الترجي التونسي، هو النهائي القاري الرابع على التوالي التي تخسره الكرة المصرية خلال الثلاث سنوات الأخيرة سواء على مستوي الأندية أو المنتخبات.

ويستعرض "الفجر الرياضي" 4 ألقاب قارية خسرتها الكرة المصرية خلال السنوات الثلاثة الأخيرة:-

- نهائي دوري أبطال إفريقيا 2016

خسر الزمالك لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا 2016 أمام ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، حيث خسر الفارس الأبيض بنتيجة 3-0 في جوهانسبرج، قبل أن يفوز في لقاء الإياب بهدف دون رد ولكنه فوزًا "لا يسمن ولا يغني من جوع" حيث ذهب اللقب الإفريقي إلي صن داونز متفوقًا في مجموع نتيجة المباراتين.

- نهائي أمم إفريقيا 2017

منتخب مصر الأول خسر نهائي بطولة أمم إفريقيا 2017 في البطولة التي استضافتها الجابون، وذلك أمام منتخب الكاميرون بهدفين مقابل هدف، لتخسر الكرة المصرية اللقب القاري الثاني على التوالي، ويرجع آخر تتويج لمنتخب مصر بلقب البطولة القارية إلي عام 2010 أي منذ 8 سنوات تقريبًا.

- نهائي دوري أبطال إفريقيا 2017

خسر الأهلي لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا العام الماضي أمام الوداد المغربي، حيث انتهي لقاء الذهاب بين الفريقين في القاهرة بالتعادل الايجابي 1-1، قبل أن يفوز الوداد في المغرب بهدف دون رد.

- نهائي دوري أبطال إفريقيا 2018

خسر الأهلي النهائي القاري الرابع للكرة المصرية هذا العام أمام فريق الترجي الرياضي التونسي، حيث فاز المارد الأحمر ذهابًا 3-1، وخسر لقاء الإياب أمس بنتيجة 3-0، ليتفوق بطل تونس بنتيجة 4-3 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.

• الدروس المستفادة من خسارة الكرة المصرية 4 نهائيات قارية متتالية:

1- معالجة وتدعيم الدفاع

وضح جلياً خلال النهائيات القارية الأربعة الأخيرة للكرة المصرية، معاناة خط الدفاع سواء للأندية أو لمنتخب مصر الأول بشكل كبير، ويتحمل الدفاع جزء كبير من خسارة الألقاب القارية الأربعة، البداية كانت مع الزمالك الذي سقط بثلاثية نظيفة أمام صن داونز الجنوب إفريقي بفضل بعض الأخطاء الدفاعية واستهتار بعض اللاعبين حتي أن الهدف الأخير للفريق الجنوب أفريقي سجله إسلام جمال في مرماه.

وفي نهائي أمم إفريقيا 2017 ظهر ايضًا عدم تركيز خط دفاع الفراعنة بالشكل الكامل، وهو الأمر الذي سمح لمنتخب الكاميرون من خطف هدف الفوز قبل دقيقتين من نهاية المباراة، وفي لقاء الأمس بين الأهلي والترجي التونسي ظهرت الأخطاء الدفاعية بشكل كبير وتراخي لاعبي الأحمر مما تسبب في استقبال مرماه بثلاثة أهداف نظيفة.

2- الإصرار وعدم الاستسلام

التراخي والاستهتار كان العامل المشترك بين بعض اللاعبين خلال النهائيات القارية الأربعة التي خسرتها الكرة المصرية مؤخرًا، وتسبب ذلك في سقوط أنديتهم بهزائم فادحة، كما اتضح ايضًا الاستسلام للنتيجة دون أي مبرر واضح وبشكل لا تعرفه كرة القدم، يجب أن يتعلم نجوم الكرة المصرية معان الإصرار واللعب بروح قتالية عالية وعدم الاستسلام حتي صافرة الحكم، فكثيرًا ما تغيرت نتائج مباريات بعد الدقيقة 90.

3- مواجهة الضغوط الجماهيرية

يبدو أن غياب الجمهور عن مدرجات الملاعب المصرية كان سببًا في ظهور جيل جديد من اللاعبين لا يعرف كيفية اللعب تحت ضغوط جماهيرية كبيرة، خاصة خارج مصر، واتضح ذلك خلال المباريات المذكورة أعلاه والتي جاءت كلمة النهاية فيها خلال المباريات خارج ملعبنا والتي شهدت بالتأكيد حضور جماهيري كثيف للمنافس وظهر خلالها توتر وخوف بعض اللاعبين المصريين وتسببت في خسارة أنديتهم، ولذلك يجب على المسؤولين التحرك سريعًا لعودة الجمهور للمدرجات بشكل طبيعي حتي يتعلم لاعبونا كيفية التعامل مع الضغط الجماهيري مع الحضور الجماهير.

4- التركيز في الهدف الرئيسي

آفة الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة سواء على مستوي المنتخبات أو الأندية هو عدم التركيز والانشغال ببعض الأمور الفرعية بعيدة عن الهدف الرئيسي من المباريات، مما يتسبب في هزائم فادحة للأندية والمنتخبات المصرية، وظهر ذلك بشكل واضح خلال نهائي بطولة دوري أبطال إفريقيا هذا العام، حيث انصرف لاعبو ومسؤولو النادي الأهلي للتفكير في احداث لقاء الذهاب والعقوبات التي وقعها الاتحاد الإفريقي ضد وليد ازارو مهاجم الفريق واتهامات الكاف للمدرب الفرنسي باتريس كارتيرون بالتواطئ، وانتقادات الجانب التونسي لحكم اللقاء، في الوقت الذي كان يستعد المنافس بشكل جيد في الهدف الرئيسي من المباراة ونجح في ذلك وحصد اللقب الإفريقي.

5- الثقة

يفتقد اللاعبون المصريون كثيرًا للثقة والقدرة على التتويج بالبطولات، واتضح ذلك في الحالة التي صاحبت منتخب مصر خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2017 حيث اقتنع الكثير من لاعبي المنتخب بعدم قدرتهم على حصد اللقب وذلك بناءًا على الاتجاه الذي كان سائدًا في هذا الوقت، وتناسي اللاعبون تاريخ منتخب مصر في القارة السمراء، وتتويجه بلقب أمم إفريقيا 7 مرات بالإضافة للإنجازات والأرقام الفردية التي حققها الفراعنة على مدار سنوات بعيدة، وذلك تسبب في مفاجأة للاعبين عندما وجدوا أنفسهم يخوضون نهائي البطولة أمام الكاميرون ولم يستوعبوا ذلك إلا بعد خسارة اللقب القاري.

6- شخصية البطل

يجب على الأندية والمنتخبات المصرية أن تُدعم وتنمي شخصية البطل لدي لاعبيها خاصة وأن هناك الكثير من اللاعبين الشباب والصاعدين الذي يفتقدون للمنافسة على البطولات والألقاب بعكس الأجيال السابقة وظهر هذا بشكل واضح خلال النهائيات القارية الأربعة التي خسرتها الكرة المصرية خلال السنوات الأخيرة، ولذا يجب على المدربين والإدارات أن تزرع في لاعبيها منذ الوهلة الأولي روح المنافسة والقتال على البطولات، واللعب للحظات الأخيرة دون تراخي أو خوف، وأن تدعم الأندية صفوفها بلاعبين لديهم شخصية البطل التي تظهر دائمًا في المباريات والمواقف الصعبة.