بعد تدهور أوضاع الأهلى.. من هو الفاشل الأكبر الخطيب أم كارتيرون ؟
شهدت الأسابيع الماضية، أحداثًا مثيرة داخل جدران النادي الأهلي، حيث قام مجلس إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب، بإقالة المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، الفرنسي باتريس كارتيرون، وإسناد المهمة الفنية للمدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة، محمد يوسف، بصفة مؤقتة لحين التعاقد مع مدرب جديد.
وفقد المارد الأحمر بصورة مخجلة، بطولة دوري أبطال أفريقيا، عقب خسارته النهائي أمام الترجي الرياضي التونسي، بمجموع المباراتين بنتيجة 3-4، كما ودع بطولة كأس زايد للأندية الأبطال، بعد خسارته أمام الوصل الإماراتي، بمجموع المباراتين 2-2، ولكن تأهل الوصل، لتسجيله هدفًا في شباك الأهلي خارج الديار.
وتلقت الجماهير الأهلاوية تلك هذه الأخبار الكارثية بغضب شديد تجاه الإدارة برئاسة محمود الخطيب، والإدارة الفنية برئاسة باتريس كارتيرون، وهذا ما وضع النادي في ورطة كبيرة، وخاصة أنه لاتزال هناك مباريات كثيرة للغاية مؤجلة في الدوري المحلي، تصل إلى 8 مباريات تقريبًا، وهناك مباراة قوية أمام بيراميدز في دور الستة عشر لكأس مصر.
وحملت بعض الجماهير مسؤولية تلك الإخفاقات للإدارة، بينما حمل البعض الآخر السبب للمدير الفني، ولذا؛ نقوم بعرض المتسبب الأول في هذه المشكلة، على النحو التالي :
إذا نظرنا للموضوع بصورة موضوعية وبإبعاد العواطف والميول، سنجد أن تدهور أوضاع الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، يتحمل مسؤوليته كلا الطرفين، الخطيب ومجلس إدارته، والمدير الفني وجهازه المعاون.
منذ بداية الموسم الحالي 2018-2019، لم يظهر النادي الأهلي بمستوياته المعهودة، حيث صار معرضًا للهزيمة أو التعادل أمام أي فريق، محليًا أو إفريقيًا، وقد ظهر ذلك جليًا عندما تلقى هزيمة كاسحة من الإتحاد السكندرى برباعية كارثية، أظهرت مدي تهلهل صفوف المارد الأحمر.
وقد تسببت سياسة إدارة النادي الأهلي، في عدم التعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ بحجة ارتفاع الأسعار الفاحش، فهذا عذر غير مقبول، لأن النادي الأهلي يمتلك ميزانية ضخمة، ولديه العديد من الرعاة الذين يمكنهم المساهمة في دعم مثل هذه الصفقات.
ومما أثار استياء الجمهور الأحمر، أن مطالب الفريق واضحة وضوح الشمس، حيث أن هناك حالة من الإخفاق الكبير في خط الدفاع وكذلك مركز صناعة اللعب، منذ رحيل أحمد حجازي، نجم دفاع الأهلي السابق إلي الدوري الإنجليزي الممتاز منذ ما يقرب من عام كامل، وصانع الألعاب الدولي عبدالله السعيد، الذي احترف في الدوري السعودي منذ الميركاتو الصيفي المنصرم.
ومنذ ذلك الحين قام النادي الأهلي بجلب عدد من اللاعبين الشباب من أندية متوسطة أو مغمورة لتدعيم مركز الدفاع، فضلا عن استعادة ناصر ماهر من فريق سموحة، وهو صانع الألعاب الوحيد لدي الأهلي حاليًا، لكن لسوء حظ اللاعب والفريق، أنه يقضي فترة عقوبة، لمشاركته في إحدى دورة بأحد مراكز الشباب، وهي عقوبة طال أمدها دون مبرر معقول لكل هذه الفترة التي جلس خلالها اللاعب على دكة البدلاء، أو تعرض للإستبعاذ من القائمة.
ومع ذلك لم يكن موقف الإدارة حازمًا، في ظل المشاكل والإخفاقات المتتابعة التي يمر بها الفريق، بل ارتضت الإدارة واعتادت على العلاج ب"المسكنات"، عن طريق التوضيح بأن الإخفاقات التي يعاني منها الفريق متوقعة، في ظل ضغط المباريات، وأن النادي سيقوم بجلب نجوم من العيار الثقيل، خلال الميركاتو الشتوي المقبل في يناير.
أما عن المدير الفني، باتريس كارتيرون، فيتحمل هو الآخر نصيب من إخفاقات الفريق، ولكن النسبة الأكبر تعود للإدارة، وتأتي أبرز سلبيات المدير الفني، في عدم فحص لاعبي الفريق بصورة مفصلة، من أجل تحديد طلباته خلال الميركاتو الصيفي المنصرم، واكتفائه بما جلبته الإدارة من لاعبين لا يرتقون لمستوى ومكانة النادي الأهلي.
فضلاً عن ذلك، اعتمد كارتيرون على طريقة لعب معينة (غالبًا ما تكون 4-3-3 أو 4-2-3-1 أو في أحيان قليلة 4-4-2) دون الاعتماد على صانع ألعاب مثلما اعتاد فريق الأهلي، طيلة السنوات الماضية، حيث برع في هذا المركز كثيرون آخرهم محمد أبوتريكة وبعده عبدالله السعيد، ثم ناصر ناصر، الذي لم يحصل على فرصة حقيقة لاثبات قدراته وموهبته الكبيرة يمتلكها بالفعل ولكنها تحتاج الفرصة.
وختامًا، تمسك كارتيرون بعدد معين من اللاعبين رغم عدم تقديمهم مستويات جيدة إلا في أوقات قليلة، وأبرزهم ميدو جابر وأحمد حمودي ومروان محسن، فضلا عن كريم نيدفيد الذي يقدم مستويات متواضعة، وعدم إشراك نجوم ذوي فاعلية كبيرة بصورة أساسية في مباريات الفريق، مثل صلاح محسن وأحمد حمدي وناصر ماهر وأحمد علاء ومحمد شريف.