ما بين مذبحة كوبر وسياسة أجيري.. منتخب مصر بين الجدد والقدامى
زي النهاردة يوم 23 مارس العام الماضي، خسر منتخب مصر أمام نظيره البرتغالي بنتيجة 2-1 في المباراة الودية التي جمعت الفريقين علي ملعب "ليتزيجروند" في سويسرا، في إطار استعدادات الفراعنة لبطولة كأس العالم 2018 والتي أقيمت في روسيا.
معسكر منتخب مصر الإعدادي الذي أقيم في "سويسرا" استعدادًا لبطولة كأس العالم الماضية انطلق يوم 19 مارس العام الماضي، وعُرف بمعسكر "مذبحة كوبر"، حيث تخلله مباراتين وديتين الأولي كانت أمام منتخب البرتغال يوم 23 مارس، والثانية كانت أمام منتخب اليونان يوم 27 من نفس الشهر.
وقام الأرجنتيني "كوبر" مدرب منتخب مصر وقتها بالدفع بعدد كبير من العناصر والوجوه الجديدة في تشكيلة منتخب الفراعنة أمام اليونان والذي طالبه الإعلام والجماهير الاستعانة بهم وتجربتهم قبل اختيار قائمة المونديال، واستبعد اللاعبين الأساسيين وفي مقدمتهم محمد صلاح وأحمد حجازي، وخسر الفراعنة المباراتين الوديتين أمام البرتغال 2-1 و اليونان 1-0.
ولكن المفاجأة كانت عقب انتهاء المعسكر وإعلان قائمة منتخب مصر في بطولة كأس العالم أن المدرب الأرجنتيني لم يختار أي لاعب ممن شاركوا في معسكر سويسرا ضمن قائمة الفراعنة، واستعان بالقوام الأساسي للمنتخب والذي اعتمد عليه بشكل كبير طوال فترة قيادته لـ"أبناء النيل"، وكأن تجربته لتلك العناصر في مباراتي اليونان والبرتغال كان لمجرد "شو" أو لإرضاء الجمهور والإعلام فقط.
تمر الأيام والشهور ويبدأ منتخب مصر حقبة جديدة مع المدرب المكسيكي "أجيري" وفي نفس اليوم 23 مارس بالعام الحالي، يخوض منتخب الفراعنة معسكره الإعدادي لبطولة كأس الأمم الإفريقية، والذي يتخلله مباراتين الأولي أمام منتخب النيجر في ختام التصفيات المؤهلة للبطولة وأقيمت اليوم وانتهت بالتعادل 1-1، والثانية مباراة ودية أمام منتخب نيجيريا ستقام يوم 26 مارس الجاري.
أجيري دفع بالعديد من العناصر الجديدة في تشكيلة منتخب مصر أمام النيجر اليوم وأبرزهم عمار حمدي وأحمد أيمن منصور ونبيل دونجا وعبد الرحمن مجدي ومصطفي محمد، كما دفع ببعض العناصر القديمة والغائبة عن المنتخب منذ فترة طويلة، واستبعد العناصر الأساسية من تلك المباراة مثل محمد صلاح وأحمد حجازي وأحمد المحمدي ومحمد النني.
ويري البعض أن تجربة "أجيري" للعناصر الجديدة خلال مباراتي النيجر ونيجيريا مُجرد وسيلة منه للتخلص من "صداع" الجمهور والإعلام بخصوص تجربة بعض اللاعبين الجدد مع المنتخب للاستعانة بهم في بطولة أمم إفريقيا، وأن قائمة الفراعنة في البطولة مُحددة سلفًا ولن تخرج عن القوام الأساسي المعروف للمنتخب وقد يتم إضافة عنصر أو اثنين علي الأكثر من الأسماء المشاركة بالمعسكر الحالي دون تغيير أكثر من ذلك.
يا تري هل تجربة عناصر عديدة وجديدة في مباراة واحدة فقط، وهم لم يشاركون سويًا في أي مباراة من قبل، مثلما فعل "كوبر" و"أجيري" هي سياسة يتبعها المدربين في تجربة العناصر الجديدة ولها معايير وضوابط محددة، أم هو مجرد الدفع بلاعبين جدد للمشاركة في معسكر الفراعنة لإرضاء الجمهور والإعلام دون الأخذ بهذه التجربة إطلاقًا في اختيارات قائمة الفراعنة في البطولات المختلفة؟؟.