كريم عبده لـ"الفجر الرياضي": رونالدو لا يعرف الغرور وهي صفة زلاتان.. أنا من "مجانين" راموس وصلاح لم يطلب حارسا بالمنتخب
يُعد المصري كريم عبده واحدًا من أشهر حراس لاعبي كرة القدم بالعالم والوطن
العربي في الوقت الحالي، حيث تولى مسؤولية تأمين نجوم كرة القدم العالمية.
ربما معيشة المُلقب بـ”حارس نجوم العالم“، فى الولايات المتحدة الأمريكية، أتاحت له الوصول إلى العالم الذى أحبه، ليصبح اليوم مسؤولًا عن تأمين أشهر نجوم الرياضة العالميين، حيث ساعدته لدخول مجال الحراسة، والتي كانت فى البداية للعبة البيسبول الأمريكية والهوكى وكرة القدم الأمريكية.
عمل كريم عبده، على ضرورة الحصول على دورات تدريبية وكورسات تأهيلية، حتى أصبح المسؤول الأمني والتنظيمي للمباريات.
بدأت حراسات عبده، عندما تعاون مع برشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتى وروما وليفربول، ومسؤولية تأمين منتخب البوسنة والهرسك خلال بطولة كأس العالم 2014.
حظي كريم عبده بحب جماهيري طاغي، خاصةً جماهير النادي الأهلي، بعدما ساعدهم في كثير من الظروف وانتشالهم من أصعب المواقف.
وحرصت جريدة "الفجر الرياضي" على استضافة حارس نجوم العالم، خلال ندوة للحديث عن عمله وكيفية تأمينه للنجوم وجاءت كالآتي:-
* كيف كانت بدايتك مع كرة القدم؟
- عرفت كرة القدم حينما كنت صغيرًا، ونشأت على حب النادي الأهلي، عن طريق جدي والذي دائمًا كان متواجدًا بمران الفريق، توجهت للولايات المتحدة الأمريكية ودرست في مجال التنظيم ثم التأمين واستمريت هناك لمدة 16 سنة.
* ماهو الفرق بين الحارس الشخصي والرجل الشرطي والبودي جارد؟
- مدرستي تختلف عن غيرها، فوظيفة الرجل الشرطي هي حماية الملاعب والجماهير واللاعبين وعدم تحقيق أي خسائر في الأرواح، والخروج بالمباراة الي بر الأمان فهم أساس التامين في جميع بلاد العالم ولا نستطيع التقليل من أهميتهم ودورهم، أما عن البودي جارد فهم عبارة عن أجسام للشو وتوصيل الإحساس بالرهبة من التضخم الجسدي وهذا مايسبب الإحتقان، أما مدرستي فهي عبارة عن وسيط لجميع الأطراف.
* وهل الملاعب تحتاج حراس في ظل وجود الشرطة؟
- بالتأكيد دور الشرطة هام للغاية وتحتاج لوظيفتي أيضًا لأكون حلقة وصل وتقديم المساعدة للجمهور وتسهيل الأمور بالنسبة للقيادات الأمنية، نحن جميعًا فريق عمل واحد، أما بالنسبة للاعبين فأعمل على منع الإحتكاكات.
* ما رأيك في عدم تقبل الجماهير لفكرة وجود الرجل الأمني؟
- أعتقد أن الأمور في الوقت الحالي أصبحت مختلفة وأصبح هناك تعاون بين جميع الأطراف، وظهر ذلك خلال مباراة الأهلي وشبيبة الساورة الجزائري، والتي أقيمت ببرج العرب ضمن منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات لدوري أبطال إفريقيا، حيث حرصت رجال الشرطة على مساعدة الجماهير رفقتي، وساهمت في معالجة المصابين والإغماءات التي سقطتت وتم نقلها عبر عربة الإسعاف.
* ماهي أصعب مباراة قمت بتأمينها؟
- مباراة البوسنة والهرسك أمام الأرجنتين بالولايات المتحدة الأمريكية قبل نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014.
* ماذا حدث وكيف تعاملت مع الأزمة؟
- تعتبر جماهير البوسنة والهرسك من أشرس الجماهير حول العالم، وكانت المباراة على ملعب "بيبسبول" ، قبل أن يتم تحويله لملعب كرة قدم، فقام أحد الجماهير بإشعال شمروخ من الدخان بعلم بلاده.
بعد لحظات فوجئت بوجود الشرطة وكلاب الحراسة وعدد كبير من رجال الأمن خوفًا من إعتبار ذلك بالعمليات الإرهابية لعدم إمتلاكهم ثقافة تلك الشعوب في تشجيع منتخب بلادها.
حاولت إيقاف الشرطة عن التوغل وسط الجماهير، لكن دون جدوى وإستمروا في الإنتشار، ولجئت مسرعًا إلى مديرة الملعب وطالبتها بإيقاف ذلك الإنتشار وشرحت لها أن هذا الأمر عادي في تلك البلدان وأنني مسؤول عن إخراج المباراة بالصورة اللائقة.
تحركت بعد ذلك تجاه الجمهور بعد نجاحي في إيقاف انتشار الشرطة، وتحدثت مع أحد الجماهير وطالبته بإيقاف تلك الأمور لعدم منعهم من حضور أي مباريات داخل أمريكا، وبالفعل نجحت في ذلك وهدأت الجماهير.
* كيف تقبلت جماهير البوسنة عباراتك بهذه السهولة؟
- جماهير البوسنة تعرفني بالشكل الجيد، كنت مسؤولًا عن منتخب بلادهم، وعملت لأن أكون حلقة وصل بينهم وبين نجوم منتخبهم حيث كنت اخصص يومًا للاعبين وسطهم للإحتفال بينهم والتصوير معهم لذلك العلاقة قوية.
* هل هناك حماس لوجود وظيفتك داخل الملعب؟
- بالتأكيد، وتلقيت الإشادة من كثير الشخصيات، أبرزهم المكسيكي خافيير أجيري المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، والذي حرص على مداعبتي وهنأني على عملي وطالبني بالإستمرار لأهميتي داخل الملاعب، وغيره من المدربين أمثال البرتغالي جوزيه بيسبرو والفرنسي باتريس كارتيرون وسباليتي، والجميع أثنى على وظيفتي ودوري.
* من أصعب لاعب تعاملت معه طوال مسيرتك؟
- فرانشيسكو توتي أسطورة إي إس روما الإيطالي.
* ماهو سبب صعوبة تعامله؟
- أعتقد أنني لم أواجه طوال مسيرتي أصعب من ملازمة الإيطالي فرانشيسكو توتى أسطورة روما الإيطالي، فمن السهل أن تؤمن لاعبًا مثل كرستيانو رونالدو وميسي، لأنه يصبح فى حمايتك أثناء المباراة فقط أو تزاحم المعجبين ولفترة معينة، لكن من الصعب أن تحرس لاعبًا مثل توتي، مبينامش خالص طوال اليوم، معرفش هو بيلعب إزاى فى الملعب، لازم تكون مصحصح معاه 24 ساعة، توتي أصعب لاعب أمنته في حياتي.
* هل يتميز كريستيانو رونالدو بالغرور؟
- إطلاقًا، رونالدو من الشخصيات الفكاهية خارج الملعب ويتعامل مع الجميع بالحب والهزار، ولا يمتلك صفة الغرور، ولكن داخل الملعب يتمتع بشخصية قوية هي من تضعه أمام الجماهير بهيئة المغرور.
* من هو أبرز لاعب يتمتع بالغرور؟
- السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، هو يتعامل بتلك الطبيعة، ليس حبًا في الغرور، ولكنه يعتقد بأنه سيكون هكذا محبوب لدى الجماهير، لذلك اتخذ تلك الصفة وجعلها السائدة.
* من أصعب ما تعاملت معه ميسي أم رونالدو؟
- ميسي، بسبب وصوله لأكثر من مجرد محترف، فهو مخطط له جميع خطواته، وعدد زياراته وعدد دقائق ظهوره بالإعلام، لذلك يجب أن يكون هناك عدة خطط من تأمينه.
* ماهو الفرق بين تأمين مباريات الرجال والنساء؟
- أنا في مشواري قمت بتأمين كرة قدم نسائية مرة واحدة، فمباريات الرجال في كرة القدم، أنت مسؤول عن عدد كبير جدًا من الجماهير بجميع الأعمار، أما مباريات كرة القدم النسائية فهمي مقتصرة على الأقارب والمعارف.
* ما الخطط التي تحتاجها الملاعب للتأمين؟
- الملاعب تحتاج للتعديل أولًا، بحيث يتم تغير أنواع ونمط الكراسي لعدم التكسير واستخدامها بأساليب غير مشروعة، وكيفية ترتيب مداخل ومخارج الملعب، بتحديد أماكن لخروج طوارئ وأماكن خروج الإصابات وتأمين خروج الحكام واللاعبين.
* كيف ترى عودة زيدان لتدريب ريال مدريد؟
- أعتقد أنه قرار صائب، تعاملت مع زيدان أكثر من مرة، هو لا يبحث عن الشهرة أو جني الاموال، لأنه لا يحتاج لهما فهو لديه من حب الجماهير حول العالم ما يكفيه، أعلم أن زيدان، عاد من أجل الإنتماء وعشقه لقلعة الملوك هو من دفعه لذلك، بعد أن حقق جميع الألقاب مع الميرنجي، في الولاية الأولى، أعتقد أن زيدان لن يفشل، وعودته لا تعني بالضرورة تحقيق البطولات التي حققها في السابق، هو عاد للمساعدة فقط وبناء جيل قوي قادر على تحطيم الأرقام وتحقيق البطولات بالمستقبل، في النهاية أعتقد أن زيدان سيعتذر عن إستكمال المهمة، عندما يحقق ذلك وينجح في بناء الفريق مجددًا، وسيقدم شكره كما فعل بالولاية الأولى.
* كيف ترى قرار حسام غالي لاعب الأهلي بالإعتزال؟
- لا أحد كان يتمنى أن يعتزل حسام غالي كرة القدم، خاصةً أنه قائد لفريق بحجم النادي الأهلي وأحد أبناءه، حتى أن غالي، عقب قرار وضع النهاية كان في حالة إنهيار تام ولا يرغب في الإعتزال.
* كيف أمنت روبرتو كارلوس بالقاهرة؟
- قمت بعزله عن وسائل الإعلام وأخفيت تحركاته، حتى الإنتهاء من مهمته، ولم يسمح لأحد برؤيته إلا دقائق معدودة حتى عاد إلى بلاده.
* من أقرب اللاعبين إلى قلبك؟
- الإسباني سيرجيو راموس، أنا من عشاق راموس ومجانينه ولم أتخيل حراسته، وعندما شاهدته طلبت إلتقاط الصور معه.
* ماهو رد فعلك تجاه راموس عقب إيذاءه لصلاح؟
- كنت في أشد الغضب، لأنه تعمد بالفعل إيذاء محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، خلال نهائي دوري أبطال أوروبا، وأعتقد أن إيذاء صلاح كان جزءًا من خطة مدريد للحد من خطورة ليفربول بالمباراة، وقام راموس بتنفيذ الخطة كما طُلب منه، ورغم عشقي الشديد للمدافع الإسباني، إلا أنه انتاتني الغيرة والحزن على لاعبنا المصري، وقمت بشن هجومًا حادًا على راموس وقتها، حتى أنه لم يرد الإساءة واكتفى بعدم التحدث معي مجددًا، ولكني بعد فترة قمت بمراسلة راموس، وتهنئته بعيد ميلاده.
* ما أبرز المواقف الكوميدية التي واجهتها مع اللاعبين؟
- جمعني موقف طريف مع البرتغالي بيبى مدافع الفريق الأول لكرة القدم بنادي ريال مدريد الإسباني، بإحدى المباريات، كنت منسقًا لإحدى مباريات ريال مدريد الإسباني، وعقب نهاية المباراة، حاولت الجماهير التدافع لإلتقاط الصور التذكارية، أنا دوري كان حماية اللاعبين وإبعاد التدافع، وفوجئت بمدافع البرتغال، خلفي يتشبث بي ويطلب مساعدتي، بيبى، كانت الجماهير المصرية تطلق عليه لقب ”الجزار“، ولم أتوقع أن يكون هذا اللاعب هو من يطلب حمايتي، وعقب نهاية الأمر تحدثت معه، وشرحت له سبب إندهاشي، وأنه إذا انتشر أمر خوفه، سيتم تجريده لقب الجزار بالقاهرة.
* ما رأيك في طلب محمد صلاح حارس شخصي بالمنتخب؟
- صلاح لم يطلب حارس شخصي كما أشيع، ولكنه طالب بالتنظيم داخل معسكر الفراعنة وحماية جميع اللاعبين، لأخذ قسط من الراحة خاصةً أن الفريق كان يعسكر في شهر رمضان ويستعد للسفر إلى روسيا، لخوض نهائيات كأس العالم، وشكوى صلاح جاءت بعد العودة من روسيا، في غياب المهندس إيهاب لهيطة مدير المنتخب، ولو تواجد في ذلك اليوم لما حدثت كل هذه الأزمة.
* هل تعني أن لهيطة يحدث الفارق بشكل كبير بتواجده؟
- بالتأكيد، في رأي أن نجاح المنتخب الوطني تحت ولاية الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني السابق، جزء كبير منه يعود إلى المهندس إيهاب لهيطة، بسبب حالة التنظيم الكبيرة التي يشهدها المعسكر، وتواجدت في المعسكر الأخير وشاهدت بنفسي حجم المجهودات المبذولة منه لتوفير كل سبل الراحة للاعبين.
* ما هي أصعب زوجة لاعب تعاملت معها؟
- أعتقد أن الأصعب هي زوجة دجيكو مهاجم روما الإيطالي ومنتخب البوسنة والهرسك، وتأتي الصعوبة في تأمينها بسبب وجودها بشكل دائم وسط الجماهير وإرتدائها لقميص منتخبها، ويصعب رؤويتها في كل مكان، وجمعني بها جلسة في المدرجات خلال مباراة البوسنة والمكسيك، وأحرزت البوسنة هدفا فقمنا بالإحتفال، ولكنني فوجئت بأن هناك عدد من جماهير المنافس، تجلس في المدرجات العليا، ليتم إلقاء علينا الزجاجات الفارغة وحاولت تأمينها من الهجوم، وإخراجها بشكل يحافظ على سلامتها.
* هل تم ترشيحك لتأمين بطولة الأمم الإفريقية ؟
- لم يتحدث معي أحد بشكل رسمي، ولكن تلقيت بعض المحادثات بطريقة ودية وشفوية وعلى كل حال جاهز ومستعد للمشاركة في حدث قاري كبير والمساهمة في خروجه بالشكل اللائق والتي تضمن لمصر مكانتها وسط الشعوب.
* وكيف تستعد لذلك الحدث؟
- المنسق الأمني من الضروري أن يكون على علم بكل شئ من حوله، حول حقوق الرعاية ومن له حق التواجد، ومعرفة كل الشخصيات العامة وتأمينها بالشكل اللازم، لعدم تواجد الأزمات، وضرورة تقبل كل شئ للحماية، هناك ملاعب على سبيل المثال تمنع خروج اللاعبين والشخصيات لما يقرب من ساعة سواء في حالة الفوز أو الهزيمة، لتحديد كيفية الإخلاء، والإعتماد على مباغتة الجماهير للخروج بالشخصية لطريق الأمان.
* هل وظيفه المسؤول الأمني للفريق وظيفه جديده علي المصريين ؟
- لا ، حيث أن العميد محمد مرجان مدير عام النادي الأهلي هو أول مصري يعمل بها في تأمين فريق النادي الأهلي بالسابق وهو أستاذي ومعلمي وأتعلم منه الجديد يوميًا حيث أنه ساهم بشكل كبير في تغير شخصيتي وعملي إلي الأفضل، وأكن له كل الشكر دائمًا.
* كيف تتعامل مع الجماهير المقتحمة للملاعب؟
- بعض الأشخاص تكون مأجورة لعمل ذلك من أجل إشهار إعلان أو ماشابه من ذلك والبعض يتعامل معاها للشهرة، عادةً قبل أي مباراة أتحدث مع مخرج اللقاء و أؤكد عليه عدم وضع الكاميرا على المقتحم حتى لا يتحقق هدفه بالشهرة ويتم تكرار الأمر من باقي الجماهير.
* ما أغرب موقف قابلته في إقتحامات الملاعب؟
- أحد الجماهير قام بإقتحام الملعب والنزول إلى الأرضية ومعه علم فلسطين، وحاول احتضان سامي خضيرة نجم منتخب ألمانيا، فركضت إليه سريعًا وهمست في أذنيه حتى استسلم وأرجع العلم.
* ما حقيقة إعلانك إعتزالك للمجال؟
- نعم أعلنتها من قبل أنني أنوي الإعتزال، والعودة إلى أمريكا، الجميع يعلم أنني لم أرغب يومًا في الشهرة ولكنني أريد أن أحقق مشروعي وإنجاح منظومة تأمين الملاعب، لكن ما رأيته بالفترة الماضية ورغبة الجميع في تصدر المشهد ومزاولة المهنة دون دراسة لمجرد التواجد بجانب النجوم، جعلني أفكر كثيرًا في الإعتزال.
* في النهاية ماهي رسالتك للجماهير؟
- حابب أتوجه لهم بالشكر والتأكيد على لولاهم ما كنت أنا، ولا أصبحت في تلك المكانة، انتوا أعظم جمهور في الكون وشرف ليا اني أكون اخ ليكم وربنا يقدرني علي خدمتكم.
