وجهة نظر : ورحل "الأرشيف" .. الضيف الخفيف
يوما بعد يوم يمر علينا في هذه الدنيا نتعلم جديد ونكتسب خبرات وفي سن معين تعرف وقتها "الحقيقة الوحيدة" على هذه الأرض التي لا تحتمل الأمور "النسبية" ولا العودة من جديد وهي الموت .
ستعرف بعد خبراتك في الحياة أننا ما نحن في الدنيا إلا ضيوف وما على الضيف سوى الرحيل .. سترحل وإما أن تترك أثرا طيبا في نفوس الغير أو ترحل ولا يترحم عليك أحدا .
هكذا هي الدنيا .. وهكذا رحل الرجل الطيب الذي عاش في الظل وفي هدوء لكنه كان محبا للجميع ولخدمة الغير .. عاش محبا وعاشقا لكرة القدم ومات على حبها .. عاش في الظل طيبا فقيرا ورحل في هدوء دون أن يسمع عنه أحد .
"أبو بكر سيد الحاوي" .. اسم قد لا يعرفه الكثيرون لشخص يتواصل مع عدد كبير من الإعلاميين ونجوم الكرة المصرية ... والمضحك أنه اسم قد لا يعرفه من يعرفون الشخص نفسه لأنه بالنسبة لهم كان اسمه "بكر أرشيف" .
هذا المحب لتاريخ الكرة وكواليس النجوم وأعياد ميلادهم وأبرز أرقامهم المرتبطة بالتواريخ فتجده يبادر بنفسه بالاتصال بالإعلامي الفلاني ليذكره بتاريخ هدف النجم الفلاني في مباراة كذا النهائية أو بذكرى وفاة لاعب ومدرب سابق وهكذا .
لم يطلب يوما فرصة عمل في الصحافة أو الإعلام ولم يطلب يوما جنيها واحدا من أحد رغم أننا جميعا استفدنا من معلوماته وأرشيفه وكنا نلجأ إليه دائما للقول الفصل في أي قضية أرشيفية .
رحل قبل أيام قليلة "عم بكر" في العقد الخامس من عمره في منطقته التي عاش فيها في الهرم ودون ضجيج وبهدوء متأثرا بمرضه وبآلامه في الحياة وترك لنا آلام كرة القدم المصرية تعيش معنا أبد الدهر .
قد لا يكون لمقالي اليوم صدى لديك عزيزي القارئ .. قد يكون مجرد أقل ما لدي لأقدمه كرثاء للأرشيف الذي رحل كالضيف الخفيف ... رحمك الله يا بكر .
تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر