تحقيق - من الكشاف للسمسار إلى وكيل اللاعبين.. مهنة الرجل المُؤثر التي تحولت لعمل «اللي مالوش شغلانة»
مع مرور الوقت والزمن تتغير الألقاب والأسماء ولكن تبقى المهن تقدم نفس المضمون حتى لو تغير اسمها، حيث كان لتقدم التكنولوجيا دورًا كبيرًا في تغيير العديد من الملامح التي عاصرهتا كل الأجيال السابقة
مجموعة من الأطفال اعتادوا على التواجد في الشوارع والحارات والأزقة من أجل لعب كرة القدم، كمتنفس وحيد لهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، والأمر لا يحتاج إلا مجموعة من الجوارب لتكوين "كرة شراب" للبدء سريعاً في مباراة حماسية قادرة على تخريج أبرز نجوم الكرة المصرية.
- كشاف اللاعبين
ومن هنا يظهر دور الكشاف الذي يصول ويجول وينتقل من الحارات للملاعب ثم الشوارع ، وذلك من أجل البحث عن أي موهبة صاعدة للإستفادة منها داخل أحد الأندية الكبيرة.
مهمة الكشاف التي بدأت برجل اربعيني مهمته الأولى البحث عن المواهب المتميزة من أجل توصيلها إلى الأندية التي تثق في قدراته ونظراته الثاقبة القادرة على اكتشاف النجوم، تلك المهنة التي تحولت مع مرور لأسماء آخرى بمهام جديدة.
- السمسار
مع الوقت اختفت مهنة الكشاف بشكل تدريجي بعد ظهور اختبارات الأندية ومدارس الكرة وفرق الناشئين، لتتحول مهنة الكشاف الى رجل يسعى للمصلحة يسمى بالـ"سمسار" يحاول بكافة الطرق البحث عن أي لاعب مميز بالفرق الصغيرة والفقيرة لانتقاله إلى الكبار مقابل العمولة من اللاعب والنادي، وبهذه الخطوة ينتهي دوره بشكل نهائي املًا في إيجاد مصلحة جديدة يحصل من خلفها على نسبة إضافية.
- وكيل اللاعبين
بالرغم من وجود مهنة السمسار حتى وقتنا هذا ولكن شهد الأمر تطور كبير، حيث تحولت المهنة إلى شخص محترف يحاول بشتى الطرق مراعاة موكله إذا كان لاعباً أو حتى مدرباً، ليكون على علاقة متواصلة به حتى بعد تعاقده مع ناديه، ليقدم المشورة والنصيحة والرأي في معظم قراراته، ويكون له دور مستمر في تصريحاته الإعلامية وظهوره في الأماكن العامة وطريقة حديثه وتعامله مع الآخرين.
في الجهة المقابلة هناك وجه آخر لمهنة وكيل اللاعبين، بالرغم من وجود أشخاص مميزين خير من يمثلوا هذه المهنة بطريقتهم المحترفة في العمل، هناك فئة آخرى لا تسعى إلا لتحقيق"السبوبه" من أجل عمل مصلحة سريعة دون احترام موكله او الجهة التي تتعامل معه أو حتى احترام نفسه واسمه ومهنته.
وكانت هذه هي وجهة نظرنا في مهنة وكلاء اللاعبين والقصة التاريخية لبداية هذه المهنة منذ ظهورها ومعاصرة التطورات التي حدثت لها إلى ما وصلت عليه الآن ولكن تناولنا في موقع "الفجر الرياضي" أيضا أراء نجوم كرة القدم والمحللين ورؤساء الأندية بل والوكلاء نفسهم الذين تحدثوا جميعا في تصريحات خاصة في هذا التحقيق وكان رأيهم كالآتي:
- تاريخ كرة القدم يتحدث
قال محمود أبو رجيلة نجم ومدرب نادي الزمالك الأسبق بأن خلال فترة الستينات لم يكن هناك وظيفة بإسم وكيل اللاعبين أو محامي لاعبين أو حتى سمسار، كان هناك مجموعة كبيرة من الكشافين الذين كانوا يبحثون عن المواهب في الشوارع والحواري والأزقه.
"الكشاف مكنش بياخد فلوس دة كان بيدفع من جيبه وكمان بيصرف على المواهب اللي بيجبها" جملة قالها أبو رجيلة في حديثه مع "الفجر" بعد استعادة شريط الذكريات والعودة بالزمن لخمسين عاما، حيث أكد على أن الكشاف لم يكن يحصل على أي أموال مقابل البحث عن المواهب، وكان يفعل ذلك حباً في ناديه، وأن الكشافين في هذه الفترة كانوا يبحثون عن أي موهبة حتى وإن كانت بين مجموعة من الأطفال يلعبون كرة "شراب" في الشارع.
كما تحدث عبد المنعم "شطه" نجم النادي الأهلي السابق عن هذه المهنة قائلا: "هناك فرق كبير بين الكشاف ووكيل اللاعبين، الكشافين هم من يشاهدون لاعب مميز في مكانا ما ويذهبوا لإبلاغ مدرب الفريق مثل الأهلي أو الزمالك أو مجلس الإدارة وكان يكلفهم النادي بأن يتحركوا في المحافظات ويبحثوا عن المواهب، ولم يكن الكشاف يحصل على أي أموال بل كان يقوم بهذا الأمر حبا في النادي أو يحصل على قيمة تنقله أو وجبة أو قميص من النادي بينما الآن من الممكن أن يطلب الكشاف مثلا 1000 مقابل اللاعب ويكون معه 10 لاعبين".
وواصل: "هناك كشافين يجلبوا لاعبين غير مقيدين من الشارع مثلا وهناك من يجلب لاعبين من أندية ولكن دخلت هذه العملية الآن في الإحتراف وأصبح يتم طلب مبالغ ضخمة في أي لاعب وأغلب الكشافين الذين ظهروا في الفترة الأخيرة كانوا من "المدربين"، أما الوكلاء فإذا رأوا لاعب مميز يقوم بالذهاب إلى أهله مثلا أو اللاعب نفسه ويعطيه مبلغ ما ويوقع معه عقد عن طريق محامي بأنه هو من سيتولى مهمة انتقاله من نادي إلى آخر وسيحصل على نسبة معينة يتم الاتفاق عليها في كل مرة".
وأكمل: "يجب أن يكون الوكيل معروف ومعتمد من الاتحاد المصري والإفريقي أو أي اتحاد ينتمي له، حاليا المهنه لا تمارس بالشكل الصحيح لأن ليس جميع الوكلاء معتمدين لدى الاتحاد ولكن أهم شئ يجب أن يحرص أي لاعب على توثيق العقد بينه وبين الوكيل في الاتحاد المصري تحسبا لحدوث أي خلافات بين الطرفين، ويستطيع وكيل اللاعبين أن يوقف اللاعب من اللعب ويقوم بشكواه في حالة حدوث أي خلاف بينهما وأحيانا نرى حدوث خلافات بين الوكلاء وبعضهم أيضا في حالة تدخل وكيل في صفقة يتولاها وكيل أخر".
- انتقاد لاذع من نجوم كرة القدم
فيما تحدث طارق العشري المدير الفني لنادي المصري البورسعيدي عن المهنة قائلا: "الحرب أو المنافسة بين وكلاء اللاعبين هي السبب في خراب منظوم كرة القدم في مصر بأكملها وليست الأندية فقط فقد أصبح من الصعب أن تعرف من هو الوكيل المعتمد والغير معتمد بسبب كثرهم وعمل أي شخص في هذه المهنة وأهم شئ بالنسبة لهم المال بل تسببوا في تلويث سمعة بعض المدربين ولكن الحل الوحيد هو أن يتدخل اتحاد الكرة المصري ويقوم بتقنين العاملين في هذه المهنة".
- الوكلاء ظهروا بعد بداية الألفينات
وقال حسين عبد اللطيف نجم نادي الزمالك ومدرب منتخب مصر للسيدات السابق: "أعتقد أنه في فترتنا هذه منذ التسعينات وحتى الألفينات لم يكن هناك بروز واضح لمهنة وكلاء اللاعبين أو السمسار وقد يكون هناك فردين أو ثلاثة فقط طوال هذه الفترة هم من كانوا معروفين وكانت الدنيا منظمة بشكل أكبر عن الوقت الحالي وبها أخلاقيات ولكن كان التحول الكبير حدث من بعد 2002 تقريبا شهدت المهنة خلل كبير أخلاقيا بل ومن كل جوانبها وأصبح أهم شئ أن يتم الاستفادة من اللاعب ماديا وأصبح سوق العمل مثل "النخاسة" وحتى اللاعبين أنفسهم تفكيرهم تلوث ولكن لا ينطبق الكلام على الجميع بالطبع، فأكبر مثال لدينا محمد صلاح، وأنا حاليا أرى أنهم من أسباب دمار الكرة المصرية لأنهم يتعاملون مع فئة كبيرة من المدربين على أساس الأعمال المشتركة".
- مهنة مصالح
وتحدث محمد صلاح نجم الزمالك السابق أيضا عن هذه المهنة قائلا: "أنا لا أتابع وكلاء اللاعبين أو مشكلاتهم أو أي شئ يحدث بشأن هذا الأمر نهائيا ولكني أرى أن عملية الانتقالات والصفقات هي عرض وطلب ولكنها تحتاج إلى تنظيم أكثر من جانب اتحاد الكرة لأن الكرة في مصر أصبحت تسير بالمصالح والصدفة، ومن رأي أي مدرب يعتمد على وكيل لاعبين هو "مدرب فاشل" لأنه يجب أن تعتمد على نفسك وإمكانياتك لذلك نجد أن هناك خمسة أو ستة مدربين فقط المطلوبين في الدوري المصري ويدربون كل الفرق".
- الوكيل في مصر ميعرفش معنى مهنته
وأكد أحمد صالح نجم الزمالك السابق أن الوكلاء في مصر لا يعرفون حتى معنى هذه الكلمة حيث قال: "كل الأزمات التي تحدث في الأندية بسبب الوكلاء من الممكن أن تحدث بسبب مدرب له مصلحة لم يأتي إلى النادي لينجح وإنما يريد المكان والمال فقط ولكن إذا كان هناك مدرب يعرف إمكانياته لن يهتم بالوكلاء من الأساس سواء لتسويقه شخصيا أو لشراء لاعبين له، هناك مجالس إدارات ومدربين بل ولاعبين بيسمعوا كلام الوكلاء ويعملون مع مجموعة معينه منهم يكونوا أصدقاء لهم أو بينهم أعمال مشتركة، وفي مصر لا يوجد وكيل يعرف حتى معنى هذه الكلمة وهذا شئ خطير جدا لأنه يضر اللاعب وناديه بل ويأخذ أوامر من نادي بألا ينقل لاعب إلى نادي أخر وأحيانا تسبب المهنة مشكلات كبيرة جدا إلى اللاعب نفسه إذا لم يكن موقع على عقد موثق مع الوكيل".
- ميدو ورايولا
وكشف أحمد حسام "ميدو" عن الفارق بين تفكير وكيل اللاعبين في الخارج وفي مصر بشكل غير مباشر عن طريق قصة طريفة رواها في إحدى المقابالات التليفزيونية من قبل مع مينو رايولا وكيل اللاعبين المعروف حيث قال: "رايولا نصحني ألا أرحل من توتنهام إلى ميدلزبره ولكني صممت على رأي كما أخبرني أنه يجب على لاعب الكرة ألا يكون كثير الأسئلة حيث قال لي أنه إذا جلبني رفقة إبراهيموفيتش إلى أحد الشواطئ ثم طلب مننا أن نبني قلعة بالرمال، أنا وزلاتان سنفعلها بشكل مميز للغاية ولكن الأزمة ليست هنا وإنما إذا طلب مننا هدم قلعة الرمال بعد بنائها مباشرة سيفعلها زلاتان ولكنني سأسأل لماذا علي فعلها وأنا قمت ببنائها منذ لحظات وهذا هو الفارق بيني وبينه".
- علشان تلعب هنا هات الوكيل وتعالى
وأكد شوقي السعيد لاعب الزمالك السابق على تحكم الوكلاء بشكل كامل في الكرة داخل مصر، حيث روى قصة في إحدى المقابلات التليفزيونية بأن هناك رئيس نادي "تحفظ على ذكر اسمه" رفض إتمام التعاقد مع أحد اللاعبين لأنه يتعامل مع وكيل معين، حيث أشار إلى رد فعل رئيس النادي الذي قال للاعب "أنا مش بتعامل غير مع وكيل معين.. عشان تلعب في النادي هات الوكيل دة وتعال".
- المدرب والوكيل بيظبطوا مع بعض
وقال أمير عزمي مجاهد لاعب الزمالك السابق ومدرب نادي مصر بأن هناك مدربين يتعاملون مع الوكيل بمبدأ المصلحة، حيث يقوم المدرب بالتنسيق مع الوكيل "بيظبط معاه" من أجل التعاقد لإدارة أحد الأندية مقابل التعاقد مع اللاعبين التابعين لهذا الوكيل، بغض النظر عن كفاءته أو مهاراته أو مستواه الفني والبدني، الجميع يعلم ذلك وأنا شاهدت هذا بعيني".
- الوكلاء يتحكمون في الكرة داخل مصر
وفي نفس السياق أكد هاني العقبي لاعب الأهلي السابق على أن وكلاء اللاعبين يتحكمون بشكل كامل في الكرة داخل مصر، ولهم دور أكبر وأقوى من إدارات الأندية.
- رؤساء الأندية غير راضين
وقال فرج عامر رئيس نادي سموحة متحدثا عن وكلاء اللاعبين: "أنا لا أحب التعامل مع وكلاء اللاعبين نهائيا ولكني في الصفقات أتحدث مع اللاعب أو ناديه مباشرة فأي شخص يمشي في الشارع يقول على نفسه وكيل لاعبين حتى أصبح عددهم اكثر من اللاعبين نفسهم وبالطبع هناك حروب كبيرة بينهم تسببت في "خراب" الأندية وفشل العديد من الأشياء لنادي سموحة بشكل خاص وليس صفقات فقط وبالتالي أطالب اتحاد الكرة بالتدخل ووضع ضوابط لهذه المشكلة".
- اتعامل مع الوكلاء والأندية
فيما قال محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري في هذا الأمر: "بالطبع الحرب أو المنافسة بين وكلاء اللاعبين سببت أزمة كبيرة وأثرت على كرة القدم في مصر سلبيا ولكني أتعامل معهم ومع الأندية بشكل مباشر أيضا ولا أحد يمكن حل هذه الأزمة حتى اتحاد الكرة نفسه ليس له دخل بها".
- ليس لنا علاقة بحرب الوكلاء
وتحدث فايز عريبي رئيس نادي طنطا عن وكلاء اللاعبين قائلا: "أتعامل مع الأندية بشكل مباشر في الصفقات إلا في حالة إذا كان اللاعب غير مقيد على قوة نادي وقتها احتاج إلى التعامل مع الوكلاء ولكني لا أشعر بأي مشكلة من منافستهم فإذا كان هناك منافسة أو حتى حرب ستكون بين بعضهم البعض وليس لنا أي دخل بها".
- وكلاء اللاعبين يردون
وتكلم أسامة فرحات وكيل اللاعبين المعروف عن المهنة بشكل عام قائلا: "حتى الآن لا أرى أن الإفادة من مهنة وكلاء اللاعبين هي أن يتمكن أحد مننا أن يسهل احتراف اللاعبين خارج مصر وبالحديد في أوروبا وبالتالي لم يفد أي منا الدولة حتى اللحظة فهذا الأمر سيكون فكر اقتصادي هام جدا ولكن جميعا نركز على الدول العربية في عملنا، أما الإفادة الشخصية فهذه المهنة ماديا مميزة جدا وأصبح مهنة مميزه بشكل عام ومليئة بالعلاقات، ولا أرى أن هناك خلافات أو حروب بين الوكلاء بعضهم البعض وإنما هي مجرد منافسة طبيعية بين أبناء المجال الواحد".
وتابع: "يجب أن يكون هناك حرب بين الوكلاء والرؤساء أو مناقشة شديدة فيجب أن يكون الوكيل هو من يرى مصلحة اللاعب المسئول عنه فيجب أن يكون الوكيل هو "الي في وش المدفع" وليس اللاعب لأن تواجده داخل النادي قليل على عكس اللاعب المتواجد في النادي كل يوم حتى إذا قيل عن الوكيل مادي أو يحب المال هذا شئ جيد جدا ولكن يجب أن نعلم أن الوكيل يسير بتوجيهات اللاعب أيضا، ونسبة نجاح الوكلاء تقاس بنسبة الدخل الذي حصل عليه طوال العام أو عدد اللاعبين المتواجدين معه".
وأكمل: "الوكيل الناجح أيضا هو من يستطيع أن يطور من نفسه ويتمكن من بيع لاعبين في أوروبا ويكون لديه الاستمرارية ومن لم يتميز لن يعمل، الوكلاء أصبحوا كثيرين جدا حتى عندما قالوا يجب أن يتم تطبيق الاعتماد ليس له أي فائدة فأنا عملت 15 عام دون اعتماد و5 أعوام بإعتماد ولا أرى أي فارق ولا يعترف به إلا الاتحادات الأهلية حتى نحن كوكلاء لاعبين قدماء لا نقبل أن نتعامل كسمسار فحتى بالنسبة لي أفكر في أن أدخل في عمل جديد كأي استثمار رياضي مثل أن أشتري نادي وأطوره مثلما فعل العديد من مشاهير هذه المهنه وهناك الآن وكلاء صغيرين مميزين سيبدأوا في النجاح في هذه المهنة وتطويرها، أما عن الكشافين فأنا أحيانا اعتمد على كشاف لاعبين في عملي ولكن لا يكون يعمل معي بشكل شخصي وإنما أتواصل مع بعضهم لأعرف إذا كان هناك لاعب مميز يمكن أن اوقع معه أو شئ".
- دوري ليس تخريب الصفقات وأنصح بالأمانة
كما تحدث سمير عبد التواب وكيل اللاعبين المعروف عن هذه المهن قائلا: "من سلبيات مهنة الوكلاء أنه أصبح أي أحد يعمل بها فاللاعب يوكل أي فرد من عائلته مثلا أو محامي أو وسيط ليتحدث بأسمه وهذا شئ بالطبع خطأ جدا، ويجب أيضا أن أكون وكيل لاعب أو نادي لا يجوز أن أعمل مع الإثنين أو أجمع بينهما، كما يجب أن يخضع أي أحد يعمل في هذه المهنة إلى امتحان خاص بالاتحاد المسئول ويكون معتمد حتى يتمكن من النجاح في هذه المهنة غير ذلك يكون هذا الوكيل "نصاب" لأنه لا يتقن عمله بشكل صحيح بل وينهب حق الدولة والضرائب".
وأضاف عبد التواب وكيل العديد من المشاهير مثل شيكابالا وميدو وحازم إمام: "نشعر أن هناك حروب بين وكيل اللاعبين ورؤساء الأندية أو خلافات مستمرة لأن الوكيل هو الوحيد الي يقدر يحدد سعر وقيمة اللاعب وبالتالي يطلب كل طلبات اللاعب وبالتالي هذا الأمر قد يتسبب في غضب رئيس النادي لكن من الطبيعي أن الصفقة تفشل أو إني أوقفها لأني أريد الأفضل للاعب الي معايا وليس لأنني أحب "تبويظ الصفقات"، والي يحكم على مدى نجاح أي وكيل هي أسماء اللاعبين الي معاه فقط ومدى نجاحهم مع أنديتهم وكونهم نجوم".
وواصل: "أنصح أي فرد يريد دخول هذه المهنة أن يتصف دائما بالأمانة ويحرص على تحقيقها في عمله ولكي نطورها يجب ألا يعمل أي وكيل إلا إذا كان معتمد من الاتحاد ومعه رخصة بذلك كما أنه لابد أن يكون هناك رقابة من جانب الاتحاد المصري لكرة القدم والاتحاد الإفريقي والدولة على المهنة وممارستها فمن المستحيل ألا يكون هناك وجود للوكيل أو الوسيط نهائيا فهو ليس في كرة القدم فقط بل في كل شئ في حياتنا، أما وكشافين اللاعبين فقد كانت هذه المهنة متواجده في الماضي فقط ولكن الآن لم يصبح لها وجود نهائيا ويمارسها مديرين الأكاديميات أو المدربين بها".
- وكيل اللاعببن.. أصبحت مهنة من ليس له مهنة
وقال سالم محمد سالم وكيل اللاعبين بأن مهنة الوكيل مثل أي وظيفة لها ايجابيات بأنها تحت الاضواء ويكون دخلةالفرد منها جيد على حسب العمل ولها سلبيات بأنها أصبحت مهنة من لا مهنة له، تسببوا في وجود مشاكل كبيرة للوكلاء المحترفين.
واضاف: دائماً الوكيل المحترف تعرفه في تعامله مع الاجانب، عندما تجد الوكيل يحدث العديد من المشاكل تعرف انه غير محترف بالمرة، الأمر ليس الحصول على أموال فقط، الوكيل الذي ينظر للمال فقط يقع دائما في مشاكل.
وتابع : من الصعب تطوير مهنة الوكيل في ظل وجود اللوائح والقوانين الموجودة في مصر والوطن العربي، نتمنى تعديلها، للأسف نرى بعض إدارات الاندية تتعامل بشكل غير قانوني مع الوكلاء واللاعبين وهذا يتسبب في أزمات كبيرة.
- مهنة صعبة ولكن لا غنى عنها
أما أحمد يحيى وكيل اللاعبين فقد قال عن هذا الأمر: "مهنة وكلاء اللاعبين هي مهنة مرهقه جدا لأنك شخص تعمل في النهاية على التوفيق بين أشخاص يفكرون جميعا فكر عكسي فاللاعب يريد أن ينتقل للنادي ويحصل على أعلى راتب والنادي يريد منحه الأقل وأنت ترغب في أن تبيعه بأعلى ثمن والنادي يريد الأقل بالتالي لكي تصل إلى اتفاق بهذا الشكل يجب أن توفق بين كل دول بعد مجهود كبير جدا ووارد أيضا بعد كل هذا ألا يتم الاتفاق، ولا أحد يقدر في هذه المهنه أن يعمل بمفرده مادام مسئول عن كثير من اللاعبين وإنما يجب أن يكون لديك فريق يعمل معك حتى لا يكون لديك كسور".
وواصل: "لا يوجد أي حروب أو خلافات بين رؤساء الأندية والوكلاء وإنما الوكيل دائما يفعل ما يكون لمصلحة اللاعب لأنه وكيله وليس وكيل النادي وبالتالي هذا الأمر أحيانا لا يعجب رئيس النادي ولكني بشكل شخصي ليس لدي أي خلاف مع أحد، ويمكن أن نحكم على مدى نجاح الوكيل بأسماء اللاعبين الي معاه، عمل الكثيرين في مهنة الوكلاء أصبحت في العالم كله وهي بالطبع شئ سلبي ولكن في النهاية هذا قرار اللاعب هناك من يريد أن يكون والده أو أخوه أو أحد أقاربه وكيله ولا يوجد شئ يمكن أن يحكمها ولكنها صعب أن تختفي نهائيا من الحياة فهي لا غنى عنها".
- الوكيل لازم يكون "على مزاج" رئيس النادي
بينما تحدث وليد سماكة وكيل اللاعبين المعروف ومالك نادي الفراعنه سبورت عن مهنة الوكلاء قائلا: "هذه المهنة جيدة مقارنة بمهن أخرى ومربحه أيضا ولكن ما يعيبها أنها قد تتسبب في طمع البعض في المال بسبب كثرته فيها وبالتالي يكون هو اهتمامه الأول وليس أن يجلب لاعب جيد، ولا يوجد حرب بيننا وبين رؤوساء الأندية وإنما الأمور تسير حسب المصلحة نفسها فإذا كان الوكيل "على مزاج" رئيس النادي هينجمه ويفيده وإن لم يكن كذلك فلن يتعامل معه بل وسيتم التحدث عنه بشكل سئ".
وتابع: "مهنة الوكلاء لاغنى عنها نهائيا في كرة القدم ولن تختفي نهائيا بل ستزيد أكثر ولكن يجب أن يتم وضع معايير كثيرة عليها من اتحاد الكرة لأن عدد الوكلاء زاد بشكل كبير جدا بسبب غياب الرقابة وبالطبع لأنها مربحة ولكن أي وكيل يتم الحكم على مدى نجاحه من قدرته على التعاقد مع لاعب مميز وهذا شئ صعب في مصر لأن في "مافيا" تسيطر على المنظومة كما يجب أن يكون هناك معايير لتعمل في هذه المهنة مثل الثقافة العالية وإمتلاك أكثر من لغة وقدرتك على التعامل مع الجميع بشكل جيد".
- أراء متضاربة ونتيجة واحدة
وفي نهاية الأمر تناولنا كل الأراء والأحاديث من نجوم كرة القدم في مصر ورؤساء الأندية والوكلاء أنفسهم في قصة وكلاء اللاعبين خلال تصريحاتهم الخاصة لموقع "الفجر الرياضي" او تصريحات بعضهم التليفزيونية بخلاف القصة التاريخية لنشأة هذه المهنة من الأساس.
وخلصنا من كل هذا أن الأراء في مصر متضاربة بشكل كبير تجاه مهنة وكلاء اللاعبين ولكن الأغلبية استقروا على أنها مكتظة بالعيوب الخطيرة التي أضرت بكرة القدم في مصر بل ومن الممكن أن تضر بها أكثر الفترة المقبلة ولكنها لا غنى عنها، وكان الاتجاه الأكبر هو أن يتم مراقبة الوكلاء من جانب اتحاد الكرة والدولة والتي تترك لهم الأمور كما هي عليه الآن حتى تنجح هذه المهنة، فهل ستلبى الدولة هذه المطالب ونرى تنظيم للمهنة أم سنظل في نفس الدوامة لسنوات طويلة نرى خلافات واعتراضات وحروب وشد وجذب وسنعيد فتح هذا الملف في المستقبل؟.