عذرًا برشلونة «بارتوميو هو المُنقذ».. ما خلف الأضواء
منذ الساعات الأولي التي هزت نادي برشلونة في مدينة لشبونة البرتغالية، بزلزال بايرن ميونيخ، بقوة ثمانية ريختر، بدأ معارضي الرئيس جوزيب ماريا بارتوميو في اشعال نار الحرب داخل إقليم كتلونيا، الذي كان مُدشن مسبقًا بالحروب السياسية.
لحظة نسي خلالها عشاق البلوغرانا، عشر سنوات حافلة بالإنجازات، داخل أسوار النادي الكتالوني، سواء في كرة القدم، أو الرياضات الأخري، أو حتي في الميزانية.
دشن مارك دوتش حرب في غني عنها النادي الذي طالما هدف إلى الاستقرار، خاصة بعد محنة عصيبة من الخروج الفاضح والكارثي من البطولات الثلاث الأخيرة في دوري أبطال أوروبا.
مذقت ذئاب روما أجساد الكتالونيين، ليكمل عليهم لهب نيران ليفربول، ليمحيهم جبروت بايرن ميونيخ، ثلاث ضربات كانت كفيلة لدق المسمار الأخير في نعش بارتوميو، لكن ماذا بعد!.
هل إقالة رئيس النادي هي الحل الوحيد للخسائر الفاضحة؟، هل سقوط عرش بارتوميو مفتاح أشراق شمس جديدة على الكامب نو؟، هل ثورة المعارضين دائم تكون أساس الإصلاح في القادة والمسئولين ؟ بالطبع لا.
فإدارة الفاشل كما لقب من أعضاء حملة حجب الثقة قد أستطاعت خلال عشر سنوات من تحقيق لقبين في دوري أبطال أوروبا، وسته ألقاب في بطولة الدوري الإسباني.
مما دفع نائب الرئيس للشئون الاقتصادية " جوردي مويكس " يُهاجم المعارضين عبر صحيفة " سبورت " متباهياً بما حققة من إنجازات قائلاً :"إدارتنا جيدة جداً بكل تأكيد، يمكننا القول بأنه في آخر 10 سنوات حقق البارسا 6 دوري 5 كأس الملك و 2 دوري ابطال أوروبا".
بالطبع لم تكن فاشلة حتي على مستوي تفاقم الأزمات، والإدارة قد منعت رحيل ميسي المحتمل في نهاية الموسم، بوضع كافة الحواجز سواء الفنية أو القانونية، من أجل الحفاظ على الجوهرة داخل الكامب نو"
تلك الخطوة دفعة أسطورة النادي " ريفالدو " إلى الإشادة بقدرة بارتوميو القيادية عبر تصريحات نقلتها صحيفة " موندو ديبورتيفو " الإسبانية في منتصف سبتمبر الماضي قائلاً :"بارتوميو حمي النادي من كارثة فنية برحيل ميسي عن برشلونة ".
أما على مستوي حب النادي، لم يتخلي بارتوميو عن برشلونة، في أصعب الأوقات هذا الموسم، ففي ظل احتفال " مارك دوتش " المتحدث باسم حملة حجب الثقة بالانتصار بجمع التوقيعات، كان الرئيس الحالي يخشي على برشلونة من التفكك الإداري في المرحلة الانتقالية بعدة حتي أختيار رئيس جديد في نهاية ديسمبر المقبل.
وهو ما دفع أيضًا " جوردي مويكس " يخرج مرة أخري ويعلق على إنتماء بارتوميو، خلال تصريحات نقلتها صحيفة " سبورت " قائلاً :"كان القرار الأسهل بعد أزمة الكورونا هو الإستقالة والرحيل من برشلونة، ولكننا نرفض أن نترك نادينا في عز الأزمة وضحينا بكل شيء من أجل برشلونة".
بارتوميو لم يرغب في أي مطالبات شخصية أو حتي ثروات مالية، انتقده الكثيرين على ميركاتو باهت هذا الموسم ونسوا ما أنققه في جلب كلا من " فيليب كوتينيو، أنطوان جريزمان، عثمان ديمبلي، لويس سواريز، نيمار جونيور.. إلخ".
اتهم أيضا بالتهرب وعدم الإستقالة لإغراق النادي رغم نيتة الواضحة في الحفاظ عما تبقي من برشلونة حتي نهاية ولايته في مارس المقبل، لكن مازال يعتقد البعض أن البلاغات المقدمة إلى الحكومة الإسبانية، هي مجرد خدعة لتعطيل الرحيل، لكنها صورة حقيقية لإيقاف المزورين بعد إكتشاف 1155 توقيع مزور.
وتحدث كاستيلناو ( محامي نادي برشلونة في قضية حجب الثقة ) في ذلك الصدد خلال تصريحات عبر إذاعة " راديو كتلونيا " قائلاً :" لقد أبلغنا السلطات الأمنية المختصة عن حادثة التزوير لأنها جريمة كبيرة بالإضافة لأنها سرقة إقتصادية بسبب استفادة البعض من بيع التذاكر على أثر هذه العضويات الغير قانونية، لا نريد تعطيل سحب الثقة ولكن هدفنا إيقاف المجرمين".
مما أدي أيضًا " ايفان سان انتونيو " الصحفي الشهير التعاطف من بارتوميو عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي " تويتر " قائلاً :"بارتوميو لديه كل الحق بعدم الاستقالة، وله الحق كذلك بالذهاب إلى التصويت ومشاهدة كم من الأعضاء سيدعمونه وسيطلبون بقائه، بعيداً عن أفعاله الإدارية إلا أنه الديموقراطية تحتم على الجميع إحترامها ".
بارتوميو قدم ومازال يقدم لنادي برشلونة على المستوى المالي أو حتي الإداري، وليس القصور الفني في كرة القدم عامل مقياس لإدارة النادي سواء نجاح أو فشل، لكن الحسابات في أقليم كتالونيا، تتسم بمعايير مختلفة، فبين مؤيد ومعارض، يظل بارتوميو أحد أفضل الرؤساء في تاريخ برشلونة .