زيزوووو.... هل يكون كلاسيكو الفرصة الأخيرة طوق النجاة؟
لاشك أن خسارة ريال مدريد نادي القرن وبطل أوروبا ثلاثة عشر مرة وأكثر الأندية تتويجآ في القارة الأوروبية أمام المتواضع إسمآ والمتألق أداءآ شاختار دونيتسك الأوكراني في أولى جولات الموسم لبطولة دوري أبطال أوروبا وإستقباله لثلاثة أهداف على ملعبه ووسط أرضية ميدانه ( ملعب دي ستيفانو ) وفي شوط واحد ، ألقت بظلالها على جنبات أسوار الملكي ، وزرعت الشك لدى أنصاره وبين جماهيره ومحبيه في إسبانيا والعالم حول قدرة الفريق بقيادة مدربه الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان بالتتويج بالبطولات هذا الموسم والذهاب بعيدآ فيها . فما قدمه الريال وزيدان منذ بداية الموسم في الليغا الإسبانية وبداية دوري الأبطال وحتى أيضاً نهاية الموسم الماضي والخروج من الشامبيونزليغ أمام مانشيستر سيتي في ملعب الإتحاد يدعو للخوف والقلق بين الأنصار والمحبين ، لم لا؟ والفريق لم يحصد سوى عشر نقاط فقط من أصل خمسة عشر نقطة في أول خمس جولات فقط في الدوري الإسباني ، وكذا خسارتين متتاليتين على أرضه ووسط ميدانه بملعب دي ستيفانو ، خسارة من الصاعد حديثآ للدوري الإسباني قادمآ من الدرجة الثانية قادش والأخرى أمام شاختار دونيتسك الأوكراني في دوري الأبطال .
المستوى السيء والرديء الذي ظهر عليه لاعبي الفريق منذ بداية الموسم وهبوط مستوى الكثير من لاعبيه خاصة العمود الفقري من نجوم الفريق والحديث هنا عن الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي مارسيلو وحتى المهاجم الأول للفريق الفرنسي كريم بنزيمة أحيانآ ، إضافةً إلى كثرة غياب أفضل مدافع بالفريق وإسبانيا وأوروبا بل والعالم وأحد أفضل المدافعين بالتاريخ القائد سيرجيو راموس ، كابتن الفريق والمنتخب الإسباني ، والذي بات واضحآ وفاضحآ وكاشفآ وظاهرآ للجميع أنه بغيابه يفقد الريال الكثير والكثير من قوته الفنية والذهنية ومن الشخصية القيادية التي تتحكم في رِتْم وأسلوب لعب الفريق ، ما جعل البعض يتوقع موسمآ صعبآ وحادآ على النادي الملكي .
ربما ما حدث مؤخرآ يذكرنا بما حدث الموسم الماضي ، حين خسر الريال مباراتيه الأخيرتين قبل الكلاسيكو الماضي بالدور الثاني في الدوري المنصرم والذي توج به في نهايته ، فالخسارة الموسم الماضي أمام ليفانتي في مدينة فالنسيا في الدور الثاني والتي تبعتها خسارة أخرى أمام السيتيزينس مانشيستر سيتي بملعب سانتياجو بيرنابيو ثم جاء الدور على كلاسيكو البيرنابيو والذي تألق فيه بطل إسبانيا وتجلى في قمة أداءه وأدَّى واحدة من أقوى مبارياته في الموسم وفاز على برشلونة بهدفين نظيفين ، ثم جاءت بعدها الإستفاقة والتي ورغم توقف البطولة بعدها وتوقف الحياة في إسبانيا والعالم أجمع جرَّاء وباء كورونا Covid 19 لأكثر من أربعة أشهر ، عاد الفريق بعدها لاكتساح الأخضر واليابس في إسبانيا والتتويج في النهاية بلقب الليغا . ربما هي نفسها ذات الأجواء التي عاشها البيت الأبيض الملكي الموسم الماضي تشبه كثيرآ هذه الفترة ، وتشاء الظروف ويشاء القدر أن يكون الكلاسيكو أيضاً هو المباراة الفاصلة في مسيرة الفريق هذا الموسم ، فهل يكون هو طوق النجاة للأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان؟ أم تكون المباراة هي القشة التي ستقسم ظهر زيزووو وتعلن تخبط الفريق ، وتعلن أيضاً دخول النادي مرحلة الشك . هذا ما سيتضح جليآ الرابعة عصرآ بتوقيت القاهرة بكلاسيكو السبت المقبل بالكامب نو في إقليم كاتالونيا
خلاصة القول : ملحوظتان يؤرقان الملكي وأنصاره هذه الآونة ، الأولى وهي تتعلق بمدافع الفريق الفرنسي رافائيل فاران والذي كلما غاب رفيقه في خط الدفاع وقائد الفريق سيرجيو راموس كلما إرتكب الفرنسي أخطاءآ تؤدي إلى كارثة بالدفاع ، تنتهي أحيانآ بأهدافٍ وأخرى ينتهي بها المطاف بخسارة الفريق وتتسبب كثيرآ بخروجه من بعض البطولات الكبرى كما حدث أمام السيتي في ملعب الإتحاد الموسم الماضي بدوري الأبطال وتوديع الريال البطولة بأخطاء الفرنسي فاران وكما حدث أيضآ أمام شاختار بدوري الأبطال أيضاً آخر لقاءات الفريق وإحرازه هدفآ في مرماه ، فاستمراره بمستواه الحالي وعدم عودته لسابق مستواه وسابق عهده مع الفريق سينتهي به الأمر إلى الرحيل في ميركاتو الصيف القادم نهاية الموسم ، وربما لا ينتظر الريال لنهاية الموسم وينتهي بالفرنسي المطاف بالرحيل في يناير القادم الميركاتو الشتوي إذا استمر بهكذا أداء وهذه الروح .
أما الملحوظة الثانية فهي تتعلق بالفرنسي زين الدين زيدان أسطورة الفريق والنادي لاعبآ ومدربآ ، والذي وإن كان له رصيد كبير لدى جمهور الملكي حول العالم لما قدمه للنادي لاعبآ ومدربآ ، وهو الفتى المدلل لرئيس النادي الإسباني فلورنتينو بيريز ، والذي يعتبره البعض أيضاً بل الكل من الإدارة والجماهير غير قابلٍ للمَسّ أو اللمس أو الإقتراب ، وأنه في مأمن دائمآ وأبدآ في منصبه ولن يمسه أحدآ حتى رئيس النادي نفسه فهو أسطورة الريال الحية ورمز النادي ، إلا أنه وفي حالة إستمرار تلك النتائج السلبية وما سيحدث في الكلاسيكو السبت المقبل ، فإن الجماهير والأنصار ربما تنسى وتتناسى كل ما قدمه ويقدمه وصنعه ويصنعه الفرنسي للنادي ، ورغم عشق الجماهير حول العالم لزيزووو وحبهم الكبير له وشغفهم به وبأسطورته القوية التي من المؤكد أنها لن تتزحزح أو تتأثر بأي عوامل أخرى ، إلا أن الجمهور لا يحب ولا يتذكر سوى النتائج الأخيرة التي يقدمها الفريق واللاعبين والمدرب ، ويشكلون آرائهم ورؤيتهم على هذا المنوال ، الأمر الذي يجب على زيدان فِعلِه والعمل على القيام به لتحسين صورته أمام الجماهير عامة ومن قبلها تحسين صورة الفريق ، والتي تتأثر بتأثير النتائج عليها .
وأخيرآ وليس آخرآ ؛ كلنا ثقة بأن زيدان سيعود وبقوة ، وهو من سيقود الملكي للعودة إلى ما كان عليه ، قويآ وعنيدآ ، ولنا بعد الكلاسيكو حديثٌ آخر