بايرن ميونخ وسط نار سياسات مديره الرياضي
انتصر بايرن ميونخ على مضيفه غرويتر فورت، بنتيجة 4-1 على ملعب الأليانز أرينا، في الجولة الـ 23 من مسابقة الدوري الألماني، وأمن على صدارته، ولكن كان هذا الانتصار صاحبه أداء باهت بعض الشيء، وبدأت الشكوك والتساؤلات تدور حول الفريق، ماذا حدث لصلابة بايرن الدفاعية؟.
فزعيم المانيا منذ بداية النصف الثاني من الموسم، لم يخرج إلا بمباراة واحدة بشباك نظيفة، من أصل سبع مباريات، بالإضافة إلى أن النزعة الهجومية خذلت الفريق في بعض المباريات المهم من الموسم؛ ليبدأ الجميع بالتساؤل.
هنا اتجهت كل الأنظار على المدير الرياضي حسن صالح حميديتش، وليس المدرب كما تعودنا عند سوء النتائج لأي فريق، فتكون كل الأنظار وقتها على المدرب كالمسئول الأول عن هذا، لكن هنا في بايرن الوضع مختلف قليلًا.
حميديتش هنا المسئول الأول عن هذه الحالة، والسبب سياساته في سوق الانتقالات،فإذا عندنا إلى الخلف قليلًا نجد أن هذه المشكلات ليست وليدة اللحظة، فبعد موسم 2020 الذي حصد فيه البافاري على السداسية الشهيرة مع فليك بدأت المشاكل بالظهور في الموسم الذي يليه، وظهرت سياسة حميديتش وأفكاره بالتأثير على الحمر، فقد أعلن فليك رحيله عن الفرق دون إكمال عقده،بسبب سوق الانتقالات والسياسات التي يتبعها البوسني، فقد رحل عن الفريق ثلاث ركائز مهمة من وجهة نظر فليك، لم يستطع تعويضهم وهم، كوتينيو، وإيفان بيريسيتش، وتياغوألكانتارا، بل أن التعويضات التي أتى بها حميديتش لم تكون على نفس المستوى،وهنا بدأت أول نقاط قوة الفريق البافاري بالضعف، وهى دكة البدلاء، فدكة البدلاء القوية التي كان يمتلكه بايرن، كانت أحد أسباب انتصار إف سي هوليوود -لقب بايرن في التسعينيات- بالنجمة السادسة له في دوري الأبطال،ليلجئ هنا حميديتشإلى يوليان ناجلزمان من ليبزيج، ويدفع الشرط الجزاء الكبير في عقده، وتبدأ قصة جديده.
بدى على كلًا من حميديتشوناجلزمان التفاهم الكبير بينهم، وعن الطموحات والأفكار المشتركة، وأعتقد الكثير أن المشاكل التي حدثت في الماضي لن تحدث ثانيًا، ولكن ضربت موجة الإصابات الفريق البافاري مرة أخرى، وظهرت نفس نقاط الضعف من جديد، وهى جودة اللاعبين المتاحين عند إصابة الأساسيين؛باستثناء ساني،حميديتش لم يستطع تعويض ألكانتارا، أو تعويض خسارة بواتينج وألابا بالمجان، فالأسماء التي جُلبت مثل روكا من إسبانيول، وبونا سار من مارسيليا أو حتي مارسيل سابيتزر وأوباميكانو من لايبزيج، لم يقدموا شيء يذكر حتى الآن.
فأصبح استياء الجماهير كبيرًا أتجاه البوسني، خاصة بعد أن أعلن المدافع سولي عدم التجديد، وفضل الرحيل إلى المنافس المباشر دورتموند؛ واتجهت الأنظار نحو البوسني وعمله وليس المدرب، وهذا أصبح واضحًا على الساحة، فالإعلام الألماني يلوم سياسات حميديتش، فالصحفي الشهير كريستيان فالك، بصحيفة (بيلد) الألمانية، أكد على أنناجليزمان محبط من سياسة الانتقالات في البايرن، والذي بدوره حميديتش هو المسئول الرئيسي عنها، كما أضاف أن البوسني كانالسبب الرئيسي في رحيل فليك عن بايرن، وأيضًا سوء تعامله مع ملفات اللاعبين الذين رحلوا بالمجان.
لوثار ماتيوس اللاعب السابق لبايرن، والمحلل الحالي في قنوات سكاي سبورت الألمانية، يستمر منذ فترة في الهجوم على حميديتش فهو يرى أن سياسته، وسلطته الكبيرة في قيادة سوق الانتقالات، هي السبب في المشاكل التي تواجه الحمر حاليًا.
فكيف ستكون ردت فعل حميديتش مع كل هذه المشكلات، والهجومالدائم عليه من قبل وسائل الأعلام الألماني المختلفة، وأيضًا من بعض مشجعين بايرن الذين يحملونه السبب في كل هذا؛ فقد يكون انتصر بايرن على غرويتر فورت، لكن مع هذا الأداء الباهت بسبب السياسات المتبعة، سيستطيع البافاري مجاراة الكبار فيما بعد!.