بيليه.. حكاية نجم في كأس العالم

تعتبر بطولة كأس العالم قصة عشق وشغف تتجدد فصولها كل أربع أعوام، حيث يشهد كل فصل منها على بزوغ نجم جديد يسطر  اسمه بحروف من ذهب.

وينتظر عشاق كرة القدم حول العالم انطلاق مونديال قطر الذي سيقام في الفترة ما بين 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر  2022  بشوق ورغبة شديدة من أجل مشاهدة نجوم جدد  سيتألقون ويكتبون أسمائهم بأحرف من نور، ليكونوا بين أساطير استطاعت أن تحجز مكانها في سجلات  عالم الساحرة المستديرة  على مدار 21 نسخة من كأس العالم.

وفي السطور التالية سنعرج على مشوار أحد الأساطير التي تمكنت من وضع اسمها ضمن لوحة الشرف لنجوم بزغت أسمائهم في المونديال  منذ انطلاقه عام 1930 وهو الأسطورة البرازيلية بيليه.

الأسطورة بيليه

يعد إدسون أرنتيس دو ناسمينتو الشهير بيليه الذي ولد 23  أكتوبر عام  1940  بالبرازيل،  حيث يطلق عليه ألقاب عدة مثل الجوهرة السوداء وملك الكرة، أحد أفضل وأعظم من لعب كرة القدم في التاريخ، فهو أسطورة لم تتكرر في عالم الساحرة المستديرة.

ورغم الأرقام القياسية والبطولات التي حصل عليها كلا من  دييجو مارادونا  وكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي طوال تاريخهم  ، إلا أنهم لم يتمكنوا من تحطيم أرقام الأسطورة بيليه حتى الآن،  فما قام به الأسطورة البرازيلية خلال 20 سنة قضاها في ملاعب كرة القدم  معجزة لم تتحقق من قبل، بل ويصعب الوصول لها خلال الفترة الحالية.

إنجازات بيليه

ثلاثة كأس العالم

استطاع الأسطورة البرازيلية بيليه التتويج مع منتخب بلاده بثلاث بطولات كأس عالم من أصل 5 ألقاب فاز بها  السيلساو، وهو الأمر الذي لم يتمكن أحد من تحقيقه حتى الآن، حيث كانت هذه الألقاب أعوام 1958 و1962 و1970.

كما يعد بيليه أحد أصغر اللاعبين مشاركة في كأس العالم  ، إذ تواجد رفقة البرازيل في مونديال 1958 بالسويد،وكان يبلغ من العمر 17 عاما و8 أشهر و6 أيام  ،  حيث حصد لقب  أفضل لاعب ناشئ في تلك البطولة،  بعدما جاء ثانيا ضمن قائمة الهدافين ب6 أهداف خلف هداف النسخة السادسة الفرنسي جاست فونتين ب 13 هدف.

وسجل الأسطورة البرازيلية رقما قياسيا لم يصل إليه أي لاعب حتى الآن في تاريخ المونديال،  حيث أحرز بيليه وهو في سن 17 عاما و244 يوما  ثلاثة أهداف في مرمى المنتخب الفرنسي في الدور قبل النهائي من كأس العالم عام 1958  ليصبح بذلك أصغر لاعب يسجل هاتريك في تاريخ المونديال، بالإضافة لفوزه مع السامبا بأول ألقابه في كأس العالم.

وبعد خروج  المنتخب البرازيلي من الدور الأول من كأس العالم 1966 قرر بيليه اعتزال اللعب الدولي وعدم المشاركة مرة أخرى مع السيلساو في أي بطولة، ولكنه سرعان ما تراجع في قراره وشارك في مونديال 1970  بالمكسيك، إذ توج باللقب ورفع كأس العالم للمرة الأخيرة في مشواره مع كرة القدم، كما حقق لقب أفضل لاعب في هذا المونديال.

هدف الكأس

دائما وأبدا تظل الأهداف هي متعة كرة القدم لما لها إثارة وتشويق،  إذ يقوم اللاعبون بإحرازها بطرق مختلفة تجذب انتباه المتفرجين والمشاهدين، وقد تبقى عالقة بالأذهان لفترات ولا تمحى من الذاكرة مع مرور الوقت.

وقد قاد النجم الأسطورة بيليه منتخب السامبا للفوز بأول ألقاب كأس العام 1958 وهو في سن صغيرة، حيث سجل هدف من أجمل وأروع الأهداف التي تم تسجيلها في تاريخ كرة القدم حتى الآن وهو الهدف الأول له في نهائي هذا المونديال في شباك السويد، إذ تسلم كرة طولية على صدره، ثم خدع مدافع السويد وجعل الكرة تمر من فوقه، قبل أن يستلمها مرة أخرى ويسددها في المرمى، بالإضافة لإحرازه هدف ثان في تلك المباراة لينتهي اللقاء بفوز البرازيل 5-2 والتتويج باللقب على حساب السويد.

أرقام قياسية لم يستطع أحد على تحطيمها

كانت موسوعة جينيس للأرقام القياسية عام 2013 قد أعلنت عن أن الأسطورة البرازيلية بيليه يمتلك في رصيده من الأهداف 1283 من 1363 مباراة، وهو الرقم القياسي الذي لم يصل إليه أحد من اللاعبين حتى وقتنا هذا.

ويعتبر بيليه أكثر اللاعبين تسجيلا للهاتريك بواقع 92 مرة  بنسبة 21.5 % من رصيده التهديفي، إذ يصعب تحطيم هذا الرقم القياسي في عالم كرة القدم وحتى في وجود الأساطير ميسي ورونالدو ومحمد صلاح وليفاندوفيسكي وكريم بنزيما.