حاتم بطيشة في حوار لـ "الفجر": الكرة أنصفت ميسي ولست من أنصار الأرجنتين.. صلاح مظلوم والقطبان يرفضا التتويج بالدوري
- مليارات قطر صنعت التنظيم المبهر لكأس العالم 2022
- تعيين "الركراكي" مدربًا للمغرب بكأس العالم كان مخاطرة حقيقية
- التجربة المغربية لا يمكن تطبيقها في مصر
- الكرة أنصفت ميسي رغم عدم شغفي بالأرجنتين
- خروج منتخب البرازيل من كأس العالم كان "صادم ومفاجئ"
- صلاح تعرض للظلم في سباق الكرة الذهبية والجائزة خسرته
- الأهلي والزمالك يتبادلا الهدايا في الدوري.. والمفاجآت غير واردة
يعد حاتم بطيشة واحد من أبرز المعلقين الرياضيين على مستوى مصر والوطن العربي، يتميز بنبرة صوته العالية ومعلوماته الرياضية القيمة، حمل وبعض الأسماء المحدودة مهمة الدفاع عن المدرسة المصرية في التعليق والتي ما دام قدمت العديد من الرموز المميزة في هذا المجال.
توجهنا إلى كابتن حاتم بطيشة وتحدثنا معه في حوار مطول عن رأيه في أهم الأحداث الرياضية داخل وخارج مصر والتي تشغل تفكير واهتمام القارئ في الفترة الأخيرة وعلى رأسها بطولة كأس العالم 2022 وانجاز المنتخب المغربي.
وإليكم نص الحوار...
تنظيم قطر المُبهر لـ كأس العالم 2022
أكد حاتم بطيشة أن تنظيم قطر لبطولة كأس العالم 2022 كان على أعلى مستوى، ونال إشادة الجميع، لكنه لم يأتي من فراغ ولكن جاء بعد صرف مليارات الدولارات للوصول لهذا التنظيم المبهر ولذلك كان النجاح حتمي ومضمون.
وأضاف: "أكثر نسخة من نسخ كأس العالم قبل مونديال قطر 2022 وصل الإنفاق على تنظيمها بشكل كامل لـ15 مليار دولار، لكن هذا العام تم صرف نحو 220 مليار دولار لتنظيم البطولة، لذا كان من الطبيعي أن يكون التنظيم مبهر، وإذا لم تنجح البطولة بعد هذا الإنفاق الضخم كانت ستصبح كارثة حقيقية".
وواصل: "النجاح والإبهار في تنظيم كأس العالم 2022 جاء على قدر الصرف والإنفاق من جانب دولة قطر، وبالتأكيد أهنئهم على التنظيم الرائع للبطولة".
مخاطرة المغرب.. والإنجاز المونديالي
انتقل بطيشة للحديث عن انجاز منتخب المغرب في كأس العالم 2022، وأكد أن الإطاحة بـ المدرب البوسني خليلوزيتش من تدريب أسود الأطلس قبل 3 أشهر من انطلاق المونديال وإسناد المهمة لـ وليد الركراكي كانت مخاطرة كبيرة، مؤكدًا أنه كانت سوف تُسن السكاكين لمن اتخذ هذا القرار الطارئ إذا أخفق المنتخب المغربي بالبطولة.
وعن أسباب نجاح منتخب المغرب بكأس العالم 2022 قال: "المغرب منتخب قوي وله تاريخ وتراث كبير في كأس العالم خلال مشاركاته السابقة بالبطولة، ولكنه يتشابه مع مصر في الظروف سواء على مستوى المسابقات المحلية أو البنية التحتية وحتى المشكلات التي يعيشها البلدين.
وأضاف: "الإنجاز الذي حققه منتخب المغرب في كأس العالم لم يأتي نتيجة تخطيط جيد أو بنية تحتية مختلفة، بالفعل هناك أكاديميات لكرة القدم مثل أكاديمية محمد السادس ولكن هذه الأكاديميات لم يظهر إنتاجها حتى الآن".
وواصل: "نجاح منتخب المغرب الحقيقي كان في إقناع اللاعبين المولودين خارج المغرب والذي بلغ عددهم 14 لاعبًا تقريبا بتمثيل المنتخب المغربي بكأس العالم، بالتأكيد هم يعتزون بمغربيتهم لكن كان هناك تحدي في إقناعهم أن يدافعوا عن ألوان المغرب بدلًا من تمثيل البلدان الذين ولدوا وعاشوا فيها".
وأكمل قائلًا: "بعض الجماهير المصرية يطلب تطبيق التجربة المغربية، ولكن هذا الأمر لا يتماشى معنا وكل دولة لها ظروفها المختلفة، وتجربة المغرب لا يمكن تطبيقها في مصر لكوننا لا نمتلك قاعدة المغتربين أو المحترفين التي تمتلكها المغرب أو الجزائر أيضًا التي نجحت في تطبيق الأمر نفسه في مونديال 2014".
حلم "ميسي".. ومجاملة منتخب الأرجنتين
أما عن تتويج منتخب الأرجنتين بكأس العالم قال "بطيشة": "أنا من عشاق ميسي ولكن ليس من عشاق الكرة الأرجنتينية، وسعيد جدًا أن الكرة أخيرًا أنصفت ميسي وأكمل القطعة الناقصة في سجل انجازاته الكروية ولكن كرة القدم ليست مهرجان سينما، ولا تمنح الجوائز فيها للاعب عن مجمل أعماله مثل الفنانين".
وأضاف: "بالتأكيد الأرجنتين قدمت أداء قوي في كأس العالم وتستحق التتويج باللقب، ولكن كان هناك مجاملة لمنتخب التانجو على مستوى التحكيم، هناك بعض ركلات الجزاء حصلوا عليها كان يمكن عدم احتسابها في مباريات السعودية وهولندا وحتى ركلة الجزاء في المباراة النهائية ضد فرنسا".
صدمة منتخب البرازيل في كأس العالم
وأكد أن خروج منتخب البرازيل من الدور ربع النهائي لكأس العالم كان صادم ومفاجئ، خاصة بعد العروض القوية الذي قدمها في الأدوار الأولى بالبطولة بغض النظر عن الهزيمة أمام الكاميرون في لقاء "تحصيل حاصل".
وأضاف: "كذلك خروج اسبانيا كان مفاجأة ولكن الجيل الحالي كان يتم إعداده بشكل أكبر لكأس العالم 2026 كان لديهم أمل للمنافسة هذا العام، ولكن الهدف الأهم بالنسبة لهم هو مونديال 2026".
وتابع تصريحاته: "منتخب ألمانيا أيضًا كانت الجماهير تنتظر منه أداء أفضل في المونديال ولكنهم انشغلوا بأشياء أخرى ودخلوا في حوارات جانبية، ولم يحزن أحد لخروجهم لكن بالعكس البعض كان سعيد بعد وداعهم للبطولة".
محمد صلاح ظُلم في سباق الكرة الذهبية
وفي سياق آخر، أكد "بطيشة" أن محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول تعرض للظلم في سباق التتويج بالكرة الذهبية 2022، موضحًا أنها ليست المرة الأولى التي يظلم فيها، بل سبق وتكرر الأمر نفسه في بداية مشواره مع الريدز ولم يفز بالجائزة رغم تقديمه موسم أسطوري.
وقال: "مثل هذه الجوائز نعلم جميعًا أن يدخل فيها عوامل أخرى تخص الرعاة وبعيدة تماما عن المردود الفني الذي يقدمه اللاعب، ولكن أعتقد أن صلاح لا يهتم بأمر هذه الجائزة كثيرًا، بالفعل يتمنى التتويج بها، ولكنها بالنسبة له أمر إضافي لا يشغل تفكيره".
وأضاف: "صلاح يصنع التاريخ ولا يحتاج للفوز بـ البالون دور من أجل إثبات أنه لاعب كبير، لأنه أثبت بالفعل نجوميته كثيرًا، والجائزة خسرت محمد صلاح وليس العكس".
أما عن قرار استمرار صلاح مع ليفربول قال: "أؤيد بشدة هذا القرار واستمراره داخل قلعة الأنفيلد، حيث تحول لرمز وأيقونة مع ليفربول، وكان من الصعب عليه أن يبدأ رحلة جديدة في مكان آخر وكان من الوارد عدم انسجامه مع الفريق الجديد والجمهور والمدينة الذي سيعيش بها".
وتابع: "محمد صلاح بفضل ما يحققه من نجاحات وأرقام قياسية وضع نفسه بين رموز تاريخية لليفربول مثل جيرارد وداجليش ومايكل أوين، وف طريقه ليكون العلامة الأكبر في تاريخ النادي بتحطيمه كافة الأرقام".
فرص متساوية بين الأهلي والزمالك في الدوري.. والمفاجآت غير واردة
أما عن المنافسة على لقب الدوري المصري هذا الموسم قال: "هناك أمر غريب في البطولة بالموسم الحالي، حيث أن الأهلي والزمالك لا يقدمون المستوى المنتظر منهم وهناك هدايا متبادلة بينهما وكأنهم يرفضون التتويج باللقب".
وأضاف: "لا يمكن الحكم بشكل واضح عن الفريق الأقرب لحصد لقب الدوري الممتاز ولكن يمكن تحديد ذلك مع بداية المشاركة في بطولة دوري أبطال إفريقيا، والفريق الذي يستطيع توزيع مجهوده ويكون لديه عمق في القائمة ويمكنه القيام بالتدوير بشكل جيد قد ينجح في حصد اللقب ولكن الآن الفرص متساوية بينهما.
واستبعد بطيشة حدوث أي مفاجآت بخصوص تتويج بيراميدز أو فيوتشر بلقب الدوري المصري، مؤكدًا أن الفريقين يمكنهما انتزاع بطولة كأس مصر أو كأس الرابطة من القطبين ولكن سيكون من الصعب تتويجهما بلقب الدوري.
وأوضح أن بيراميدز يعاني من تراجع كبير في المستوى حتى قبل تولي اليوناني تاكيس جونياس قيادة الفريق، مؤكدًا أن عدم وجود قاعدة جماهيرية للفريق تدعمه وتسانده في الانتصارات وتحاسب الفريق على التقصير وقت الإخفاق من العوامل السلبية التي أثرت على أداء الفريق في الفترة الأخيرة.
كيفية تجاوز الإسماعيلي كبوته وإستعادة بريقه
وتطرق بطيشة للحديث عن أزمات الإسماعيلي الحالية وابتعاده عن المنافسة في المواسم الأخيرة، قائلا: "لا يعاني الإسماعيلي من مشكلة فنية بسبب المدرب أو اللاعبين، ولكن المشكلة إدارية في المقام الأول".
وأضاف: "الإسماعيلي يحتاج استقرار وأفكار إبداعية خارج الصندوق لتوفير موارد مالية للنادي وإذا حدث ذلك سيتم حل جزء كبير من مشاكل النادي".
وواصل: "الاستقرار المالي والإداري يساعد الإسماعيلي على العودة للمسار الصحيح، خاصة وأن لديه مقومات النجاح وأبرزها الجمهور الداعم له، وكذلك بعض اللاعبين المميزين، ومع بعض التدعيمات للفريق وتوفير الموارد المالية ومنح الثقة لمدرب كفئ كل ذلك يمكن مساعدة الإسماعيلي لتجاوز كبوته".
رسالة "بطيشة" للقائمين على الكرة المصرية
وفي نهاية حديثه وجه "بطيشة" رسالة للقائمين على كرة القدم في مصر: "أتمنى وضع خطة واضحة لتطوير الكرة المصرية وتحديد أهدافها والخطة الزمنية لتحقيقها، وتحديد المسئولين عن تنفيذها حتى نجد من نحاسبه حال أي إخفاق".
وأختتم تصريحاته: "يجب الاستعانة ببعض أصحاب الخبرات القادرين على التخطيط بشكل جيد ولديهم رؤية مستقبلية واضحة، كما يجب الاستعانة بالشباب القادرين على التواصل مع لغة العصر وتوظيف الأدوات التكنولوجية لخدمة هذه الخطة، والاطلاع على بعض التجارب الخارجية الناجحة وتطبيقها في مصر وفقًا للظروف المصرية".