عقل بيريز المدبر.. كيف عاد ريال مدريد للسيطرة على الألقاب تحت قيادة أنشيلوتي؟
واصل ريال مدريد الفوز بالألقاب المحلية والأوروبية، وتمكن من التتويج بثلاثة ألقاب بالفعل خلال الموسم الجاري 2022-2023 وهم كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية وآخرها بطولة كأس ملك إسبانيًا.
وأوضحت صحيفة “ماركا” الإسبانية في تقرير لها اليوم بعد تتويج ريال مدريد أمس بكأس ملك إسبانيا، عن السر وراء عودة الميرنجي بقوة على الساحة المحلية والأوروبية واستعادة لقب دوري الأبطال، والحصول على الكوبا ديل راي بعد غياب تسعة سنوات.
والسر وراء تتويج الميرنجي بالألقاب كان شخص واحد في مقدمة المركب التي تسير نحو البطولات بشكل مستمر، ألا وهو رئيس النادي فلورينتينو بيريز، والذي يسير بخطى ثابتة في ملًا من الرياضة والاقتصاد، لم يُكتب ترتيب الأهمية لأنهما يسيران جنبًا إلى جنب وعلى الرغم من أنه قد يبدو غريبًا، إلا أن أحدهما نتيجة للآخر، فلورنتينو بيريز هو قائد المشروع، الرجل الذي يجمع كل شيء، والذي سيسجل في تاريه كرة القدم مثل سانتياجو برنابيو.
مع الفوز يوم السبت على أوساسونا والتتويج بلقب كأس ملك إسبانيا، يمتلك رئيس ريال مدريد الآن 32 لقبًا في قسم كرة القدم، متجاوزًا تلك التي حققها برنابيو، الرئيس الذي ميز حقبة والذي وضع بالنسبة للكثيرين أسس كرة القدم الأوروبية بسبب إدارته، لطالما كان فلورنتينو بيريز مرجعًا له، الأرقام والتاريخ الحديث لكيان مدريد يضعه بالفعل فوق رئيس مدريد الأسطوري.
مشروع فلورينتينو بيريز لاستقرار ريال مدريد
لقد كان التاريخ يعيد نفسه في السنوات الأخيرة، تشير الانتقادات إلى كل ما فعله ريال مدريد، خاصةً للرئيس بسبب غياب الألقاب عن النادي لمدة موسمين على التوالي وغيابه عن نهائي دوري أبطال أوروبا لمدة ثلاثة مواسم، لكن انتهى الوقت بالاتفاق مع المشروع الذي يقوده فلورنتينو بيريز والذي يقوم بشكل أساسي على استقرار النادي قبل كل شيء.
لا يوجد أحد فوق كيان ريال مدريد، ويتم اتخاذ القرارات الرياضية الخاصة بفريق كرة القدم بناءً على ذلك، الإدارة الرياضية موضع تساؤل، والذي يعتبر بالنسبة للبعض نقصًا في الانتقالات، لكن الأداء الرياضي لا شك فيه، مع التتويجات التي يحققها الفريق في الوق الراهن، وبالنظر إلى ما حققه الملكي منذ وصول كارلو أنشيلوتي، ستة ألقاب في موسمين، وقد تزداد، وهو شيء لم يحققه الكثير، بل حققه الملكي تحت قيادة المدرب الذي يفهم النادي أكثر من أي شخص آخر.
تم تعزيز تشكيلة ريال مدريد في العامين الماضيين، وصل إدواردو كامافينجا ودافيد ألابا وأنطونيو روديجير وأوريليان تشاوميني، وفي ديسمبر الماضي وقبل فترة الانتقالات الشتوية، وقع النادي الأبيض مع البرازيلي إندريك، وخلال الأسابيع المقبلة سيوقع الدولي الإنجليزي جود بيلينجهام على عقود انضمامه للميرنجي، كل تلك التدعيمات تضمن المستوى التنافسي للفريق على المدى القصير والطويل، لاعبون مثل فينيسيوس جونيور، رودريجو، ميليتاو، فالفيردي، كامافينجا، تشواميني، واللاعبين الذين لم يصلوا بعد، هم دعم المواسم القادمة.
الإدارة الرياضية في ريال مدريد وسر التتويج بالألقاب
لقد منح فلورنتينو بيريز النادي هيكل رياضي قوي بقيادة خوسيه أنخيل سانشيز، بجانب جوني كالافات وفريقه المسؤول عن البحث عن هذه الموهبة الناشئة، فيما يكمل العمل كلًا من سانتياجو سولاري ومانو فرنانديز.
تضع الإدارة مع المدير العام للنادي، والذي يتفهم جيدًا ما يبحث عنه فلورينتينو بيريز، النسبة الأكبر من الأموال المخصصة للصفقات في مراكز الهجوم، على عكس باقي المراكز التي لا تحتاج إلى أموال طائلة للتدعيم، وتتركز فكرة إدارة ريال مدريد عن البحث عن لاعبي كرة القدم في بداية مسيرتهم، لن يدفعوا للاعبين من المستوى الثاني من أجل التدعيم، إما مواهب هجومية قوية تسحب الزخم المادي بالكامل أو مواهب شابة في بداية حياتها الكروية، وكل شيء ضمن معايير إقتصادية معقولة، ويتم حساب كل شيء.
موسم بعد موسم، يسعى رئيس ريال مدريد لتحقيق التوازن والملاءة الاقتصادية كضمان للنجاح الرياضي، وهو ما يفعله في المواسم السابقة على وجه التحديد خاصة بعد توقف النشاط فجأة بسبب فيروس كورونا قبل ثلاثة أعوام، ومن هنا تأتي مبيعات لاعبي كرة القدم التي يتم إنتاجها والتي تشكل إلى حد كبير أساس ما سيأتي مستقبلًا، عدد صفقات وتدعيمات لا بأس بها وضمن الشروط التي تمت الإشارة إليها، خاصة من حيث الرواتب، قادرة على مقاومة الوباء ومضايقات أندية الدولة.
يأتي الدخل الكبير نتيجة لنجاح ونمو الفريق، والذي يجلب معه أعظم حضور لريال مدريد على الكوكب بأسره، باختصار، سيضمن البرنابيو الجديد مستقبل الكيان، ولكن ما دام استمر تطبيق المعايير الحالية، فهذا أمر مضمون مع فلورنتينو بيريز على رأسه.