"حكاية كورة".. من "الخاسر الأكبر" صاحب هاتريك ركلات الجزاء المهدرة إلى معشوق الجماهير الأول.. معجزة القديس باليرمو
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
الخاسر الأكبر صاحب هاتريك ركلات الجزاء المهدرة
قصتنا اليوم تعود إلى أواخر تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا في عام 1999، والبطولة هي كوبا أمريكا، والمنتخب هو الأرجنتين، واللاعب هو مارتن باليرمو، صاحب أغرب قصة في تاريخ التانجو.
يعتبر مارتن باليرمو أحد أهم مهاجمي المنتخب الأرجنتيني أصحاب اللقطات الخالدة عبر التاريخ، وقدم مستويات مبهرة للغاية رفقة بوكا جونيورز حتى أصبح الهداف التاريخي للنادي العريق، بجاانب مسيرة جيدة رفقة فياريال وريال بيتيس وديبورتيفو ألافيش في إسبانيا، وفي نهاية مسيرته بات أكبر لاعب يسجل هدفًا للتانجو في نهائيات كأس العالم، بعدما سجل هدفًا في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، ثم اعتزل في عام 2011.
البداية الصاعقة
بدأ مشواره رفقة الأرجنتين في عام 1999، وكانت تلك البداية والنهاية التي لم تُختتم، حيث دخل باليرمو التاريخ من الباب الخلفي، بعدما أهدر ثلاثة ركلات جزاء في مباراة واحدة رفقة المنتخب الأرجنتيني دخل بها موسوعة جينيس للأرقام القياسية.
وبدأ باليرمو بطولة كوبا أمريكا بقوة، حيث سجل هدفين أمام الإكوادور، قبل أن تأتي القصة الأغرب، عندما أضاع ثلاثة ركلات جزاء في مواجهة كولومبيا مستضيف البطولة آنذاك، جاءت الأولى في العارضة الأفقية، والثانية أعلى المرمى تمامًا، وتصدى الحارس للثالثة.
وأكمل مهاجم الأرجنتين مشواره في البطولة بتسجيل هدفًا أمام أوروجواي، وقادهم إلى التأهل لربع نهائي البطولة، ولكن سرعان ما غادروا منافسات البطولة القارية.
العودة الدرامية
لم يتم استدعاء مارتن باليرمو لتمثيل المنتخب الأرجنتيني منذ ذلك الوقت، واستمر غيابه لمدة 10 سنوات كاملة، عندما قرر دييجو مارادونا المدير الفني للتانجو حينها، استدعاء مهاجم بوكا جونيورز لتمثيل المنتخب في عام 2009 وهو ابن السادسة والثلاثين آنذاك.
وشارك في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010، حيث كان موقف التانجو صعبًا للغاية، وعلى وشك عدم التأهل، استعان مارادونا بـ باليرمو وشارك بالفعل كبديل في مواجهة باراجواي والتي انتهت بخسارة الأرجنتين بهدف دون مقابل وتعقّد موقف كتيبة مارادونا في التصفيات.
صدمة ثم فرحة مجنونة.. معجزة القديس باليرمو
واجه منتخب الأرجنتين ضيفه بيرو في العاصمة “بوينس آيرس” وسط أجواء عاصفة للغاية، وأصحاب الأرض بحاجة ماسة إلى الفوز من أجل الحفاظ على آمال التأهل إلى نهائيات كأس العالم، حيث افتتح جونزالو هيجواين مهاجم ريال مدريد أهداف اللقاء عند الدقيقة الثانية من بداية الشوط الثاني، ولكن تعادلت بيرو عن طريق هرنان رنغيفو في الدقيقة 89 لتشير إلى خروج التانجو من التصفيات خالية الوفاض.
ووسط صدمة مارادونا والجماهير الأرجنتينية المتكدسة في “المونيمونتال” التابع لفريق ريفر بلايت الغريم التقليدي لفريق بوكا جونيورز الذي يعتبر مارتن باليرمو هدافه التاريخي، دعمًا للمنتخب الوطني، جاء باليرمو ليكون المنقذ، وعند الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل من الضائع 90+2، سجل مهاجم بوكا جونيورز هدف التانجو الثاني ليقتنص ثلاث نقاط ثمينة منحتهم أمل التأهل.
لقد تغنت الجماهير الموجودة في الملعب باسمه بعدما كان يسمع ما لا يرضيه من جماهير ريفر بليت في السوبر كلاسيكو، بسبب القصة التي مر عليها 10 أعوام كاملة.
تمكنت الأرجنتين بعد ذلك في الفوز على أوروجواي خارج الديار والتأهل رسميًا إلى كأس العالم 2010، وتواجد مارتن باليرمو في القائمة المتجهة نحو القارة السمراء، وسجل هدفًا أمام اليونان في الدقيقة 88 ضمن منافسات دور المجموعات، كان نهاية مسيرته مع التانجو.