مؤمن الجندي يكتب: محمد صلاح.. القومي الثائر أم الخائف المنبطح
إذا كان الحق للقوة فمن الحكمة ألّا تكون ضعيفًا، يمكن القول إن الشخصية أكثر الأدوات قدرة على الإقناع، فإن الإنسان ذو الشخصية القوية هو الذي يواجه الأزمات بتكّيف إيجابي دون كبتٍ أو ضياع.. تستطيع أن تعرف شخصية الإنسان مما يقوله عن الآخرين أكثر مما يقول عنه الآخرون، أو تصرفه في مواقف يجب أن يكون له موقفًا فيها.
عادة مع كل حدث عربي كبير نجد الصفوف الأولى من المنتقدين والمعارضين لتصرفات النجوم بشكل عام ولاعبي كرة القدم بشكل خاص، في ردة فعلهم تجاه الأحداث القوية، هل سيلعقون وما هو تعليقهم؟ ولماذا لم يعلقون؟.
من أكثر نجوم الكرة الذين تعرضوا لحملات فتاكة بسبب التعليقات السياسية هو محمد أبو تريكة لاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق، الذي نال نصيب الأسد من الهجوم بسبب امتناعه عن التعليق على أحداث معينة أو العكس.
فجميعنا يتابع بكل حواسه ما يحدث في فلسطين الشقيقة، وكلنا ندعو الله أن يوفقهم ويشملهم بحفظه ورعايته، ولكن وسط كل هذا لماذا لم يعلق محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر على طوفان الأقصى؟.
انجرفت الجماهير المصرية والعربية نحو عدم تعليق صلاح على ما يحدث حتى ولو بدعاء لهم، وانقسم المعلقون عبر منصات السوشيال ميديا حول تجاهل النجم العربي لما يحدث، فهناك فئة ليست بالقليلة هاجمت اللاعب بسبب عدم قوميته العربية ولماذا لا يكون ثائر مثلنا؟ وفئة أخرى التمست لهداف ليفربول التاريخي العذر بسبب مكانته الأوروبية وخوفه من التعليق على الحدث فيصطدم بما لا يتوقعه أحد.
الحقيقة أن صلاح ملامُ في كل الأحوال، سواء علق سيكون بطلًا عربيًا في - وجهة نظر البعض - وإن لم يعلق فسيكون خائفًأ ومنبطحًا، بسبب خوفه من الأوروبيين.
بل اتخذ البعض حجة على نجم الكرة المصرية، بتعليقه السابق على قضية تخص الحيوانات ودفاعه عنها بالتعبير عن وجهة نظره كاملة، وكتب نجم نادي ليفربول الإنجليزي، عبر حسابه على موقع تويتر: "لن يتم تصدير القطط والكلاب لأي مكان.. هذا لن يحدث ولا يمكن أن يحدث"، مرفقا حديثه بصورة له مع قطتين. واختتم صلاح تغريدته بهاشتاج "لا لانتهاك حقوق الحيوانات".