زيدان.. هبط إلى الأرض من كوكب "كريبتون" لينثر سحره في عالم كرة القدم
“عندما نزل زيدان إلى أرض الملعب، تحسن أداء اللاعبين العشرة الآخرين فجأة. الأمر بهذه البساطة. لقد كان سحرًا”
“لقد كان لاعبًا فريدًا، لقد كان أكثر من جيد، وجاء من كوكب آخر، أصبح زملاؤه في الفريق مثله عندما كان على أرض الملعب” زلاتان إبراهيموفيتش.
ويتم زين الدين زيدان عامه الـ52 اليوم الأحد، ويعد الفرنسي أحد أساطير كرة القدم لاعبًا ومدربًا، ليتألق رفقة بوردو في فرنسا ويوفنتوس في إيطاليا، ومع ريال مدريد النادي الأكثر نجاحًا في العالم.
ويستعرض الفجر الرياضي قصة “زين الدين زيدان” مع كرة القدم في يوم ميلاده الـ52 كالتالي:
نشأة صعبة في شوارع مارسيليا
“زيدان بطل، ورغم أنه تربى في فرنسا الا ان على كل الجزائريين ان يفتخروا بمسيرته، لقد شرف الجزائر ووضع مثالا لما يجب ان يفعله الشباب الجزائري” طالبة جزائرية.
ينحدر زين الدين زيدان من أصل جزائري، إذ هاجر أبويه إسماعيل ومليكة الذين هاجروا إلى باريس بفرنسا عام 1953 من قرية صغيرة تسمى أغيمون في منطقة القبائل في شرق الجزائر قبل بدء الحرب الجزائرية.
بعد كفاحهم للعثور على عمل في باريس، انتقل والدا زيدان إلى إحدى ضواحي لا كاستيلان في مرسيليا خلال منتصف الستينيات، ليولد زيدان 23 يونيو 1972 وهو الأصغر بين 5 أشقاء.
وعمل والده في أحد المستودعات، كان المنزل الذي يعيش فيه صغيرًا جدًا لدرجة أنه كان عليه هو وإخوته أن يتناوبوا على الجلوس وتناول الطعام.
ونشأ زيدان في لا كاستيلان، وكانت الاضطرابات العنصرية والفقر شائعا في مدينة مارسيليا، ووقع في حب كرة القدم في سن الخامسة عندما كان يلعب كرة القدم مع أطفال الحي في الساحة الرئيسية للمجمع السكني.
صعود بسرعة الصاروخ
واكتشف زيدان (14 عامًا) بواسطة الكشافة في معسكر تدريبي للاتحاد الفرنسي لكرة القدم من قبل مسؤول التوظيف في نادي كان.
لعب زيدان أول مباراة احترافية له مع نادي كان عندما كان عمره 17 عامًا، وسجل هدفًا في أول ظهور له.
وانتقل إلى بوردو في عام 1992، وفي السنوات التالية، اكتسب زيدان شهرة بسبب واسعة بسبب أدائه في الدوري الفرنسي.
وخلال السنوات الأربع التي قضاها في النادي، فاز زيدان بكأس إنترتوتو عام 1995 وساعد بوردو على احتلال المركز الثاني في كأس الاتحاد الأوروبي 1995-1996.
لعب زيدان دورًا رائعًا جنبًا إلى جنب مع بيكسنتي ليزارازو وكريستوف دوجاري الذين مثلوا حقبة ذهبية لكل من بوردو والمنتخب الفرنسي.
ولعب مع الفريق 179 مباراة، إذ سجل 39 هدفًا وقدم 23 تمريرة حاسمة خلال مسيرته مع الفريق الفرنسي.
إلى جنة كرة القدم
"زيدان ساحر كرة القدم" بيليه أسطورة البرازيل.
وانتقل إلى يوفنتوس في عام 1996، بعد الفوز بدوري أبطال أوروبا، سعى يوفنتوس وراء الشاب زيدان، ودفع 3.2 مليون جنيه إسترليني مقابل توقيعه، بعد وصوله، ساعد زيزو يوفنتوس على الفوز بلقب الدوري الإيطالي عام 1996 وكأس الإنتركونتيننتال عام 1996.
كما ساعد يوفنتوس في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1997 لكنه خسر المباراة 3-1 أمام بوروسيا دورتموند، كما فاز بلقب الدوري الإيطالي موسم 1997-1998 والبقاء بطلًا لإيطاليا لمدة عامين على التوالي.
كان زيدان جزءًا من فريق يوفنتوس الذي وصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكنه خسر المباراة النهائية مرة أخرى 1-0 أمام ريال مدريد.
أنهى زين الدين زيدان مسيرته في يوفنتوس بتسجيله 24 هدفًا في 151 مباراة وأنهى آخر موسمين له مع يوفنتوس في المركز الثاني في موسمي 1999-2000 وموسم 2000-2001 في الدوري الإيطالي.
وفي عام 2001، انتقل إلى ريال مدريد مقابل قدره 70 مليون جنيه إسترليني.
جلاكتيكوس مرعب
“زيدان هو أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، لاعب رائع حقًا” فرانز بيكنباور أسطورة ألمانيا السابق.
ضم ريال مدريد حينها أفضل اللاعبين في العالم، إذ كون جلاكتيكوس مرعب من بينهم فيجو وزيدان ورونالدو، وتواجد كارلوس ورؤول وكاسياس.
"أردت الفوز بكأس أوروبا وأردت الفوز بها مع ريال مدريد"، زيدان متحدثًا خلال تقديمه الرسمي كلاعب مدريدي، ولم يكن مخطئا بالطبع.
وفي عام 2002، صدم زيدان العالم عندما سجل هدف الفوز بتسديدة زيدان الشهيرة باستخدام قدمه اليسرى الأضعف ليسدد الكرة في الزاوية العليا ويساعد ريال مدريد على الفوز بنهائي دوري أبطال أوروبا 2002 2-1 أمام باير ليفركوزن.
استمرت الألقاب في النادي الملكي، إذ ساعد ريال مدريد على الفوز بلقب الدوري الإسباني 2002-2003 والفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثالثة في مسيرته.
في عام 2004، صوت المشجعون لزيدان كأفضل لاعب كرة قدم أوروبي في الخمسين عامًا الماضية في استطلاع الذكرى الخمسين لليوبيل الذهبي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
في عام 2006 أعلن عن خطته للاعتزال كرة القدم الاحترافية بعد انتهاء عقده مع ريال مدريد خلال نفس العام.
وأنهى زيدان مسيرته مع النادي بتسجيل 9 أهداف وتقديم 10 تمريرات حاسمة في 28 مباراة خلال موسمه الأخير مع ريال مدريد.
في 7 مايو 2006، لعب زين الدين زيدان آخر مباراة له على أرضه مع ريال مدريد، وسجل هدفًا واحدًا في المباراة التي انتهت بالتعادل 3-3 أمام فياريال.
وإجمالا لعب زيدان، 227 مباراة مع ريال مدريد نجح في تسجيل 49 هدفًا وقدم 68 تمريرة حاسمة.
لحظات من الجنون
“إن رؤية زيدان وهو يلعب بمثابة سماع الشعر، المهارات والرؤية والأهداف، كان لاعبًا عظيمًا، كان بلا شك أفضل لاعب على هذا الكوكب”.
قاد زيدان فرنسا للظهور بشكل رائع في بطولة يورو 1996، كما حقق الديوك كأس العالم 1998، و2000 يورو.
اشتهر زيدان بالحفاظ على هدوئه على أرض الملعب، وقد شابت مسيرة زيدان الكروية لحظة من الجنون خلال نهائي كأس العالم 2006.
أثناء اللعب ضد إيطاليا، تلقى بطاقة حمراء بسبب نطحه ماتيرازي مدافع إيطاليا، ومن الطبيعي أن يفقد زيدان أعصابه لأن الأخير سب أخته وأمه، لكنه حصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة في النهاية.
مدرب تاريخي
بدأ مسيرته التدريبية في أكاديمية الشباب في ريال مدريد، ثم انتقل لإدارة الفريق الرديف، ي. أدى فهم زيدان العميق للعبة، إلى جانب قدرته على التحفيز إلى تعيينه مدربًاا لريال مدريد في عام 2016.
وتعد إدارة نادٍ مثل ريال مدريد دائمًا ما تكون معقدة، إذ لا يستطيع معظم المديرين الاستمرار لأكثر من موسمين أو حتى موسم واحد بالنسبة للبعض، ورغم ذلك قاد زيدان ريال مدريد للفوز بثلاثة ألقاب متتالية لدوري أبطال أوروبا في الفترة من 2016 إلى 2018، ولم يتم تحقيق هذا الإنجاز من قبل أو منذ ذلك الحين.
في عام 2018، غادر النادي، قبل أن يعود لمهمة إدارية أخرى في ريال مدريد بين 2019-2021، حيث فاز النادي بلقب الدوري الإسباني مرة أخرى وكأس السوبر الإسباني في ذلك الموسم، إنه يعتبر أحد أعظم مدربي كرة القدم على الإطلاق.
أرقام قياسية فريدة حققها زين الدين زيدان كمدرب لريال مدريد
زين الدين زيدان هو أول مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية.
فاز زيدان باللقب في كل 19 مباراة خاضها مع ريال مدريد كمدرب.
أسرع مدرب في تاريخ الدوريات الخمس الكبرى يفوز بـ 8 ألقاب مع نادي واحد.
زيدان هو أيضًا المدرب الوحيد الذي دافع عن لقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم للأندية في وقت واحد مع ريال مدريد.
استقبلت شباكه 23 هدفًا فقط في موسم 2019-20، وهو أفضل رقم قياسي مقارنة بالأندية في الدوريات الخمس الكبرى في أوروبا.