الدوري السعودي ينجح في تغيير الفكر المعتاد لدى أندية أوروبا
قبل موسم الانتقالات الصيفية 2023 كان يعتقد البعض أن نجوم العالم يصوبون أعينهم نحو الدوريات الأوروبية ،، وكان التصور لدى الكثيرين أن انتقال أي لاعب من الدوريات الأوروبية إلى الدوري السعودي يعد بمثابة خطوة نهائية في مسيرته الاحترافية وفرصة مالية لا تعوض.
لكن بعد موسم واحد من دوري روشن والذي يضم العديد من النجوم أصحاب الجنسيات المختلفة كان انعكاسه واضح في أداء لاعبي الدوري السعودي الأجانب مع منتخبات بلادهم كان كفيل لفتح العديد من المسارات لانتقال العديد من النجوم والتفكير باللعب بالدوري السعودي كمثل الأندية والدوريات الأوروبية الكبرى.
ومع انتقال العديد ممن النجوم للدوري السعودي من الدوريات الأوروبية جعل فرصة العودة إلى القارة العجوز صعبة للغاية وذلك بسبب المنظور الأوروبي للدوريات الخليجية بأنها أقل تنافسية ولا يمكن أن يستمر اللاعب بنفس مستواه لكن الدوري السعودي نجح في تغيير ذلك المنظور مما جعله قاعدة استثنائية وذلك بعد أن نجح في إغراء العديد من أندية القارة العجوز لإعادة النظر في الموقف الذي تتخذه تجاه لاعبيه السابقين.
- رونالدو وكانتي ولابورت مثلث أوروبي ناجح على أراضي سعودية
وكانت بطولة "يورو 2024" فرصة لتقدم لاعبو الدوري السعودي أنفسهم بشكل أفضل خلال محفل قاري كبير يحظى بمتابعة العالم ونجح العديد من نجوم الدوري السعودي المشاركون مع منتخبات بلادهم في استغلال تلك الفرصة.
ومن أبرزهم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم النصر السعودي والفرنسي نجولو كانتي لاعب وسط اتحاد جدة، والإسباني إيمريك لابورت مدافع النصر.
ويعد قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو من بين الأسماء التي تألقت في الموسم الماضي للدوري السعودي وذلك بعدما سجل رقما تهديفيا قياسيا كما شارك أساسيا في كل مباريات البرتغال باليورو لكن عودة رونالدو إلى أوروبا لم تكن مطروحة سواء بسبب رغبة اللاعب نفسه في الاستمرار مع النصر أو بسبب عدم قدرة الأندية على توفير مقابل مادي ضخم لإغراء الدون وارتبط اسم رونالدو في الاشهر الماضية بالعودة للدوريات الأوروبية عبر بوابة نادي باير ليفركوزن والذي كان سيعد بوابته للعودة إلى أوروبا لكن الأمر لم يتجاوز حد الشائعات.
بينما نجح الفرنسي كانتي في تقديم مستويات مبهرة مع الديوك وكان محل ثقة مدربه ديشامب والذي فضله على لاعبين آخرين مثل كامافينجا نجم ريال مدريد وذلك بعد أن لفت أنظار الجميع نحوه بعد ظهوره بمستوى بدني اذهل الجميع مما جعل صاحب الثلاثة والثلاثين عاما محل اهتمام أندية أوروبية مثل وست هام يونايتد الإنجليزي وهو حدث استثنائي أن يسعى فريق في البريميرليج لضم لاعب بهذا العمر قادما من دوري خليجي.
كما نجح لابورت مدافع النصر في فرض نفسه على تشكيل المدرب دي لا فوينتي بمنتخب إسبانيا وذلك بعدما استعان به مدرب الماتدور الإسباني لمزاملة لو نورماند ليظل ناتشو قائد ريال مدريد السابق على مقاعد بدلاء بلاده وظهر لابورت بأداء قوي لوقت طويل وكأنه لا يزال لاعبا في مانشستر سيتي بنفس الإصرار والحماس ما جعله مطلوبا في عدة أندية بالقارة العجوز.
لينجح بذلك الدوري السعودي في تغيير الفكر المعتاد لدى أندية أوروبا بأن عودة أي لاعب للقارة العجوز لا تعد خيارا مطروحا وذلك بعد أن قدم لاعبوه شكل مميز خلال بطولة "يورو2024".