رحيل إيهاب جلال: مسيرة حافلة بالنجاحات والتحديات
رحيل إيهاب جلال: مسيرة حافلة بالنجاحات والتحديات في عالم كرة القدم المصرية(بروفايل)
فقدت الكرة المصرية اليوم أحد أبرز مدربيها، إيهاب جلال، المدير الفني لنادي الإسماعيلي، الذي وافته المنية بعد صراع قصير مع المرض. كانت مسيرة جلال مليئة بالإنجازات والتحديات، حيث ترك بصمته في عدة أندية مصرية، وقاد المنتخب الوطني لفترة قصيرة. نستعرض فيما يلي أبرز محطات حياته ومسيرته التدريبية.
صراع مع المرض
توفي إيهاب جلال بعد تعرضه لوعكة صحية منذ أسابيع قليلة، أدت إلى دخوله المستشفى وخضوعه لأكثر من ثلاث عمليات جراحية للسيطرة على جلطة في المخ. وظل تحت الملاحظة بالرعاية المركزة، ولكن المرض لم يمهله طويلًا. وتم إعلان خبر الوفاة بواسطة أشرف خضر، نجم الإسماعيلي السابق، لينهي جلال بذلك مشوارًا حافلًا بالتحديات والإنجازات في عالم التدريب.
البدايات كلاعب وانتقاله إلى التدريب
وُلد إيهاب جلال في مصر عام 1967، وبدأ مسيرته كلاعب كرة قدم في نادي الإسماعيلي، حيث لعب في مركز المدافع. انتقل جلال بين عدة أندية مصرية، منها الأهلي وأندية أخرى أقل شهرة، قبل أن يعتزل اللعب في أوائل الألفينيات. وبعد اعتزاله، قرر دخول مجال التدريب وبدأ مسيرته كمدرب مساعد في بعض الأندية المحلية، وسرعان ما برز كمدرب رئيسي مع العديد من الأندية المصرية.
النجاحات مع نادي مصر المقاصة
أحد أبرز محطات جلال التدريبية كانت مع نادي مصر المقاصة، حيث قاد الفريق إلى مراكز متقدمة في الدوري المصري الممتاز، ومكّنه من المنافسة على المراكز المؤهلة للبطولات الإفريقية. وعُرف جلال بقدرته على تطوير اللاعبين واكتشاف المواهب الشابة، مما جعل منه اسمًا بارزًا في عالم التدريب المحلي.
التحدي الكبير مع الزمالك وبيراميدز
في عام 2018، تولى جلال منصب المدير الفني لنادي الزمالك، أحد أكبر الأندية في مصر وإفريقيا. ورغم الضغوط الكبيرة، ترك جلال بصمته التكتيكية في الفريق، لكن مهمته لم تدم طويلًا. بعدها، تولى تدريب نادي بيراميدز، حيث قدم أداءً جيدًا، لكن التوقعات الكبيرة أثرت على النتائج بشكل عام.
العودة العاطفية إلى الإسماعيلي
إيهاب جلال كان مرتبطًا بنادي الإسماعيلي عاطفيًا منذ أيامه كلاعب، وقد تولى تدريب الفريق عدة مرات. وفي آخر مواسمه، كان يطمح لإعادة الفريق إلى المنافسة في الدوري المصري الممتاز، وتجنب الهبوط، لكن المرض لم يسمح له بإكمال مسيرته مع الدراويش.
قيادة المنتخب المصري وتحديات دولية
في مارس 2022، تم تعيين إيهاب جلال مديرًا فنيًا للمنتخب الوطني المصري خلفًا للبرتغالي كارلوس كيروش. وتولى المسؤولية في فترة صعبة بعد عدم تأهل المنتخب لكأس العالم 2022، لكن مسيرته مع المنتخب لم تدم طويلًا بعد خسارته في مباراتين ضد إثيوبيا وكوريا الجنوبية، مما أدى إلى إنهاء مهمته بعد ثلاث مباريات فقط.
أسلوبه التدريبي وإرثه في كرة القدم المصرية
اشتهر إيهاب جلال بأسلوبه التدريبي الذي يعتمد على الانضباط التكتيكي وتطوير الجانب الفني للاعبين. وكان يفضل اللعب الهجومي المتوازن، مع التركيز على بناء اللعب من الخلف والسيطرة على الكرة. كما أعطى جلال أهمية كبيرة لتطوير اللاعبين الشباب وإدماجهم في الفرق التي دربها.
التحديات والفرص التي لم تكتمل
رغم التحديات التي واجهها جلال في مسيرته، إلا أنه يظل أحد أبرز المدربين المصريين الذين جمعوا بين الخبرة المحلية والتجارب الدولية. ترك جلال بصمة واضحة في الأندية التي قادها، وكان من المتوقع أن يستمر في تحقيق النجاحات مع نادي الإسماعيلي قبل أن ينهي المرض مسيرته.
برحيل إيهاب جلال، فقدت كرة القدم المصرية مدربًا قديرًا أثرى الساحة التدريبية بخبراته وإنجازاته، ليبقى اسمه محفورًا في ذاكرة عشاق الرياضة المصرية.