مؤمن الجندي يكتب: مُحلل خُلع

الفجر الرياضي

بوابة الفجر

سيدة أعمال تطلب الخلع من زوجها بعد ثلاثة شهور من الزواج لأنه يصدر “صوتًا” أثناء نومه، يتولى محامي تحت التمرين قضيتها مع زميلته المحامية، ولأن مبرر السيدة غير مقنع، تبدأ ألاعيب المحامي للبحث عن سبب وجيه للحصول على حكم الطلاق لموكلته.. هذا هو ملخص فيلم "محامي خلع" للفنان هاني رمزي، الذي به مشاهد كوميدية كثيرة ولكنه في نفس الوقت يطرح نقطة في قضية هامة.. ماذا يحدث عندما يكون السبب غير وجيهًا؟


في خضم الحياة الاجتماعية بشكل عام ليس الرياضية فقط، يبرز الانتقاد كأداة تعبيرية تحمل في طياتها شتى المعاني والدلالات، ولكن ماذا يحدث حين يتحول الانتقاد إلى هاجس بلا هدف؟ هنا يتجلى المشهد في ألوان قاتمة، حيث يُستخدم الكلام كالسيف، يجرح دون سبب، ويدمر دون مبرر.

محلل رياضي وهو نجم شهير في مجال كرة القدم، لكنه لم يكن كذلك في التحليل ببداياته إلا أنه غير من فلسفته حتى "ياكل" مع سوق صغار مواقع التواصل الاجتماعي.. انتقاد بلا هدف.. سخرية بلا تأدب.. تحطيم بلا قلب.. كلام بلا عقل، والغريب أنهم يضحكون ولا يردون بالمنطق إلا في الغرف المغلقة.

عمر مرموش، توهج مؤخرًا في الدوري الألماني وتصدر جدول هدافي البوندسليجا، وشعر الجميع بالنشوة لتألق ابن مصر بهذا الشكل أمام فريق عريق مثل بايرن ميونيخ.. لكن المحلل على طريقة "بدر النوساني" في فيلم محامي خلع، بحث عن الأسباب الغير مقنعة وانتقده بقسوة ولم يعطه حقه.. فلماذا الانتقاد بهذا الشكل؟


الانتقاد سلاح ذو حدين 


لا يخفى على أحد أن الانتقاد، في جوهره، يُعتبر أداة لتحسين الأمور وإبراز العيوب. لكن عندما يتجرد من الأهداف النبيلة، يتحول إلى سلاح موجه نحو الشخصيات والإنجازات، دونما اعتبار لنتائجه.. فهل يمكن للانتقاد العشوائي أن يسهم في شيء جيد؟ أم أنه يحفر في النفوس حفرًا عميقًا، يجسد صدى الألم والاستياء؟.


البحث عن الهدف


من الضروري أن نتساءل لماذا ننتقد؟ وما الهدف من وراء ذلك؟ إذا كان الانتقاد خاليًا من الغرض، فإنه يصبح عبئًا على الروح.. لذلك، يجب أن نتوجه نحو التفكير النقدي البناء، الذي يهدف إلى إحداث التغيير الإيجابي. الانتقاد المبني على أسس سليمة يمكن أن يكون نورًا يهتدي به الجميع، بدلًا من أن يكون ظلامًا يحجب الرؤية.

في النهاية، أتمنى من هذا المحلل -مع كامل تقديري له- أن نلتزم جميعًا بتوجيه الانتقاد نحو البناء لا الهدم. من خلال الحوار الإيجابي والتوجيه البناء، يمكننا تحقيق مجتمع يسهم في تطوير أفراده، بدلًا من الانغماس في دوامة "الترند" والانتشار المؤذي -للجميع بالمناسبة-، فالهدف يجب أن يكون دائمًا هو الإبداع والارتقاء، وليس الانقضاض على الآخرين بلا جدوى.