حكاية كورة| نبوءة أسطورة زامبيا تتحول إلى حقيقة.. والقدر ينقذه من الموت في حادث الطائرة المنكوبة
"الكورة حياة.. ولإن كلنا عندنا شغف بكرة القدم وأخبارها وأحداثها" يضع "الفجر الرياضي" بين أيديكم كل الأخبار والأحداث والتحليلات والحكايات لما تفعله عناصر اللعبة من مسؤولين ومدربين ولاعبين وحكام داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
ونقدم لكم هنا "حكاية كورة" والذي سنتناول خلاله حكاوي كروية فريدة من ونوعها وقصص رياضية ممزوجة بنكهة خاصة، نستعرضها في الأسطر التالية:
كارثة تحطم طائرة منتخب زامبيا 1993
ليلة كارثية عاشتها زامبيا، في مساء يوم 27 إبريل 1993، وذلك بعد تحطم طائرة من طراز " DHC-5 Buffalo التابعة لسلاح الجو الزامبي وسقوطها في المحيط الأطلسي. والتي كانت تنقل بعثة منتخب زامبيا الأول إلى "داكار" لملاقاة نظيره منتخب السنغال ضمن منافسات تصفيات كأس العالم 1993.
الاتحاد الزامبي لكرة القدم كان يلجأ دائمًا إلى سلاح الجو الزامبي لتوفير طائرات له للتنقل خارج البلاد، وذلك بسبب مروره بضائقة مالية شديدة وعدم توافر أموال لديه لاستئجار طائرات أو حتى لدفع ثمن تذاكر في الدرجة السياحية، ما وضع عراقيل كبيرة أمام مشاركات المنتخب الزامبي لكرة القدم الخارجية.
وتكرر الأمر قبل السفر للسنغال لخوض المباراة ضد أسود التيرانجا في تصفيات كأس العالم واستقلت بعثة منتخب زامبيا طائرة تابعة لسلاح الجو الزامبي ولكنها تحطمت بشكل مفاجئ بعد دقيقتين من مغادرتها مطار ليبرفيل في الجابون مما تسبب في موت 18 لاعبًا بينهم نجوم موهوبين، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الزامبي مايكل موابي، والمدرب جودفري شيتالو.
ونجا من الحادث الأليم أسطورة الكرة الزامبية وقتها كالوشا بواليا، ونجا معه 3 لاعبين آخرين هم، جونسون بواليا، وتشارلز موسوندا، وبينيت مولوندا.. ولكن كيف حدث ذلك؟
سر نجاة أسطورة زامبيا من الموت المُحقق
الحسنة الوحيدة في كارثة الطائرة الزامبية هي نجاة واحد من أفضل اللاعبين في تاريخ زامبيا بل والكرة الأفريقية بشكل عام وهو النجم كالوشا بواليا، والذي كان يلعب وقتها في صفوف نادي آيندهوفن الهولندي، واعتاد بواليا طوال مسيرته الاحترافية في أوروبا أن يعود إلى زامبيا قبل السفر مع المنتخب لخوض أي مباراة خارج البلاد ولكن القدر كان له رأيًا آخر هذه المرة، وغير اللاعب الكبير العادة التي اعتادها دائمًا وقرر هذه المرة السفر مباشرة من هولندا إلى السنغال ولم يكن يعلم أن ما فعله سيكون سببًا في نجاته من حادثة مروعة راح ضحيتها زملائه في المنتخب الزامبي.
كالوشا بواليا لم يكن الناجي الوحيد من حادث طائرة زامبيا، ولكن نجا أيضًا زميله تشارلز موسوندا لاعب أندرلخت البلجيكي، الذي غاب عن اللقاء بسبب الإصابة، وجونسون بواليا الذي كان يلعب في سويسرا وقرر التوجه إلى السنغال مباشرة من أوروبا، وبينيت مولوندا والذي كان على وشك السفر قبل استبعاده من قائمة الفريق في اللحظات الأخيرة.
نبوءة كالوشا بواليا الكارثية
في عام 1992، خلال تصفيات كأس العالم، حقق منتخب زامبيا انتصارين في أول مباراتين بالتصفيات، لكنهم واجهوا عقبة في تأمين رحلة إلى مدغشقر، ما دفعهم إلى الاعتماد على القوات الجوية الزامبية كما هو معتاد. وخلال الرحلة، أصر الطيار على ارتداء اللاعبين سترات النجاة، لأن الرحلة كانت فوق المحيط الهندي، وهو ما أثار أجواءً من المزاح بينهم، حتى أن النجم كالوشا أطلق نبوءة على سبيل المزاح مع زملائه قائلًا: "يا رفاق، دائمًا يقولون: هذه الطائرة ستقتلنا يوما ما". ولكنه لم يعلم أن نبوءته ستتحقق وسيروح ضحيتها جميع أفراد منتخب زامبيا وسيكون هو من الناجين من هذه الكارثة المروعة.
بواليا يحمل راية زامبيا بعد الحادثة
بعد حادث تحطم طائرة منتخب زامبيا ووفاة معظم لاعبي المنتخب، توقع الجميع انسحاب المنتخب الزامبي من تصفيات كأس العالم 1994 ولكن كالوشا بواليا نجح في تكوين فريق جديد من لاعبين شباب لا يتمتعون بالخبرات الكافية، وكان قريبًا من التأهل للمونديال لكنه خرج من التصفيات بفارق نقطة وحيدة عن المنتخب المغربي ليقرر التركيز على بطولة أمم إفريقيا في تونس.
واستطاع بواليا قيادة المنتخب الزامبي لتحقيق إنجاز مذهل في كأس أمم إفريقيا 1994 وبعد أشهر قليلة من الحادث المأساوي، حيث نجح منتخب الرصاصات النحاسية في الوصول للمباراة النهائية بالبطولة والتقى مع منتخب نيجيريا وتقدم عليه في الشوط الأول ولكن استطاع النسور الخضراء العودة في الشوط الثاني وفاز 2-1 ليحصد لقب البطولة ويفوز المنتخب الزامبي باحترام الجميع.
استمر حلم التتويج بكأس أمم إفريقيا يراود منتخب زامبيا حتى نجح في تحقيق ذلك على أرضه ووسط جمهوره عام 2012 ليهدي اللقب الثمين إلى ضحايا حادث الطائرة عام 1993.