عاجل ـ رحيل السنوار.. قائد "طوفان الأقصى" يترك فراغًا أمنيًا والاحتلال في حالة استنفار

عربي ودولي

يحيي السنوار
يحيي السنوار

استشهاد يحيى السنوار، قائد كتائب عز الدين القسام وأحد أبرز القادة العسكريين في حركة حماس، يعد نقطة تحول حاسمة في مسار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، السنوار، الذي كان يُعرف بلقب "قائد طوفان الأقصى"، لعب دورًا رئيسيًا في تعزيز المقاومة المسلحة وتنظيم العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي ومع رحيله، ترك خلفه فراغًا أمنيًا كبيرًا، في حين يعيش الاحتلال الإسرائيلي حالة استنفار قصوى تخوفًا من ردود فعل قاسية من حماس والمقاومة الفلسطينية.

 

السنوار: قائد عسكري متمرس ورمز للمقاومة

يحيى السنوار لم يكن مجرد قائد ميداني؛ بل كان أحد الرموز البارزة في العمل المقاوم ضد الاحتلال الإسرائيلي. عُرف بتخطيطه الدقيق وقدرته على إدارة العمليات العسكرية المعقدة، وأشرف على العديد من العمليات الكبيرة التي هزت أمن إسرائيل، وجعلت منه هدفًا رئيسيًا في قائمة الاغتيالات الإسرائيلية.

السنوار قائد طوفان الأقصى

السنوار قاد "طوفان الأقصى"، وهو سلسلة من العمليات العسكرية الهجومية التي جاءت ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني، كان له دورٌ رئيسي في توحيد فصائل المقاومة تحت راية واحدة، مما جعل حماس وحلفاءها في مواجهة مباشرة مع إسرائيل في أوقات التصعيد العسكري.

 

فراغ أمني كبير في حماس

رحيل السنوار يترك فراغًا أمنيًا لا يمكن تعويضه بسهولة في قيادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، فهو كان يُعتبر "العقل المدبر" للعديد من الاستراتيجيات العسكرية، وتمتع بعلاقات واسعة مع الفصائل الفلسطينية الأخرى، مما جعله عنصرًا أساسيًا في التنسيق الميداني والسياسي على حد سواء.

اغتيال يحيي السنوار

مع غيابه، تواجه حماس تحديًا كبيرًا في ملء هذا الفراغ القيادي. فالجناح العسكري للحركة قد يفقد بعض التوازن والاستقرار الذي كان يحققه السنوار عبر قيادته المحكمة، ورغم أن حماس تمتلك قيادات أخرى ذات خبرة مثل محمد الضيف، إلا أن الشخصية الكاريزمية للسنوار وخبرته الميدانية الواسعة جعلت منه شخصية استثنائية يصعب تعويضها.

 

إسرائيل في حالة استنفار: مخاوف من تصعيد واسع

في أعقاب مقتل السنوار، تعيش إسرائيل حالة من الاستنفار الأمني والعسكري خوفًا من الردود الانتقامية المتوقعة من حماس والفصائل الفلسطينية، الجيش الإسرائيلي رفع درجة التأهب في المناطق الحدودية مع قطاع غزة، وتزايدت التحذيرات من إمكانية تنفيذ عمليات انتقامية تستهدف المدن الإسرائيلية أو المنشآت الحيوية.

يحيى السنوار 

تتخوف إسرائيل من أن رحيل السنوار قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق في الصراع، حيث قد تسعى حماس إلى الرد بقوة لإثبات أنها لا تزال قادرة على توجيه ضربات قوية للاحتلال رغم خسارتها لقائد بحجم السنوار. وقد يشمل هذا الرد إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات ميدانية ضد القوات الإسرائيلية في المناطق الحدودية.

تداعيات إقليمية ومحلية: المقاومة أمام تحديات جديدة

مقتل يحيى السنوار ليس مجرد ضربة لحماس، بل هو جزء من المعركة الأوسع بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، على الصعيد الإقليمي، قد يؤدي هذا الحدث إلى زيادة الدعم لحماس من قبل الحلفاء التقليديين في المنطقة، مثل إيران وحزب الله، الذين يعتبرون المقاومة الفلسطينية جزءًا من محور مواجهة إسرائيل.

أما على الصعيد المحلي، فقد يعزز رحيل السنوار من حالة الغضب الشعبي في غزة والضفة الغربية، حيث يُنظر إليه على أنه بطل مقاوم وقائد ضحى بحياته في سبيل القضية الفلسطينية. هذه الحالة قد تؤدي إلى مزيد من التلاحم بين الفصائل الفلسطينية وتصعيد العمليات العسكرية ضد الاحتلال.

مستقبل الصراع: بين الانتقام وإعادة الهيكلة

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الرئيسي هو: كيف ستتعامل حماس مع رحيل قائدها الأمني والعسكري البارز؟ هل سيكون الرد عبر تصعيد واسع ضد إسرائيل، أم ستسعى الحركة لإعادة ترتيب صفوفها بشكل هادئ لتجنب المزيد من الخسائر في هذه المرحلة الحساسة؟

السنوار

الاحتمالات تشير إلى أن الرد الانتقامي من حماس قد يكون وشيكًا، خاصة في ظل الدعوات المستمرة للانتقام من قادة الحركة وأعضائها، لكن على المدى الطويل، قد تجد حماس نفسها مضطرة إلى إعادة هيكلة قيادتها العسكرية والأمنية لضمان استمرار عمليات المقاومة وتنظيمها في مواجهة التحديات المستقبلية.

مرحلة جديدة في الصراع

رحيل يحيى السنوار يمثل لحظة فارقة في مسار المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي. وبينما يتوقع العديد تصعيدًا في العمليات العسكرية والردود الانتقامية من قبل حماس، فإن الحركة تواجه أيضًا تحديًا داخليًا يتمثل في إعادة ترتيب أوراقها وتعويض الفراغ الذي تركه السنوار.