سائق التاكسي سامح رجب.. قصة أمانة وإنسانية تُلهم الجميع
الأمانة قيمة إنسانية عظيمة، ونادرة في كثير من الأحيان، لكن قصة سائق التاكسي "سامح رجب" جاءت لتُعيد الإيمان بأهمية هذه القيمة في حياتنا اليومية.
سامح، الذي يعمل سائق تاكسي في محافظة مطروح منذ 15 عامًا، أصبح حديث مصر بعد أن ضرب مثالًا يُحتذى به في الأمانة والإنسانية، بإعادته مبلغًا ضخمًا قدره 8 ملايين جنيه عثر عليه أثناء عمله.
بداية القصة: العثور على المال
في يوم عادي من حياته العملية، كان سامح يقود سيارته في طريقه المعتاد إلى العمل على الطريق الساحلي الدولي بين مرسى مطروح والإسكندرية.
وعند منطقة كوبري فوكا، لاحظ وجود كيس أصفر كبير يشبه "شيكارة الدقيق" ملقى بجانب الطريق. بدافع الفضول، توقف سامح للتحقق من الأمر.
عند فتح الكيس، وجد سامح بداخله رزمًا مالية مغلقة، وعاد إلى منزله لتفحص محتويات الكيس بشكل أكثر دقة، ليكتشف أن المبلغ يصل إلى 8 ملايين جنيه مصري، موزعة على 400 رزمة نقدية: 399 بفئة 200 جنيه، ورزمة واحدة بفئة 100 جنيه.
رغم ضخامة المبلغ، لم يتردد سامح لحظة واحدة في قراره. أكد أن المال ليس له، وأنه لن يستفيد منه بطريقة غير مشروعة، مؤمنًا بأن "المال الحرام لا يُنبت خيرًا".
رد الأمانة لصاحبها
قرر سامح أن يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للإعلان عن المبلغ الذي عثر عليه، دون الإفصاح عن تفاصيل دقيقة مثل نوع الكيس أو عدد الرزم النقدية.
دعا من يعتقد أنه المالك الحقيقي للتواصل معه، بشرط تقديم دليل واضح يُثبت ملكيته.
خلال ساعات قليلة، تلقى سامح العديد من الاتصالات، لكن شخصًا واحدًا فقط استطاع أن يصف بدقة محتويات الكيس وعدد الرزم وطبيعة الأموال، ما أثبت ملكيته لها.
لحظة اللقاء وتسليم المبلغ
بعد التأكد من صحة المعلومات، اتفق سامح مع صاحب المال على موعد للقاء. جاء الرجل إلى منزل سامح في اليوم التالي، وكانت لحظة اللقاء مؤثرة للغاية.
لم يقتصر الموقف على تسليم المبلغ فقط، بل أظهر سامح أروع معاني النبل برفضه مكافأة مالية ضخمة قدرها مليون جنيه، عرضها صاحب المال تعبيرًا عن شكره.
قال سامح: "الأمانة كنز، وراحتي النفسية أهم من أي مكافأة. المال الحرام لا يُنبت خيرًا، وأنا أحرص على أن أطعم أسرتي بالحلال". وأكد أنه شعر بسعادة غامرة حينما رأى الفرحة في عيون صاحب المال.
ردود الأفعال على القصة
بعد انتشار قصة سامح على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حصدت تصرفاته النبيلة إشادة واسعة من الناس. كثيرون وصفوه بـ "رمز الأمانة والإنسانية"، مؤكدين أن قصته درسٌ عظيم يُعيد التذكير بأهمية القيم الأخلاقية في مجتمعنا.
سامح، الذي ينتمي إلى محافظة قنا ويعيش في مطروح منذ أكثر من عقد، قال في تصريحات لاحقة: "الحمد لله، الدنيا مستورة، وأنا مؤمن أن الرزق بيد الله، وما فعلته واجب ديني وأخلاقي".
لماذا تُعد هذه القصة مُلهمة؟
قصة سامح رجب ليست مجرد حكاية عن إعادة مبلغ مالي كبير لصاحبه، بل تحمل في طياتها دروسًا عميقة:
- الأمانة قوة أخلاقية: سامح أظهر شجاعة أخلاقية بالتمسك بالأمانة في موقف قد يغري الكثيرين بغير ذلك.
- الإيمان بالرزق الحلال: موقفه يعكس ثقته بأن الله هو مصدر الرزق، وأن المال غير المشروع لن يجلب إلا المشكلات.
- درس للأجيال القادمة: تصرف سامح يبعث برسالة قوية للشباب بأهمية التمسك بالقيم الأخلاقية حتى في أصعب المواقف.