وجهة نظر .. "الشيزوفرانيا" المصرية .. فتحى "خاين" .. وتريكة رمز الوطنية !
كتبت كثيراً عن مرض الشيزوفرانيا الذى يصيب عدد ليس بالقليل من الشعب المصرى بوجود حالة فصام وأحكام تفارقية على الأحداث على الرغم من أنها نفس المواقف فتجد من كان يؤيد موقف تارة يعارضه تارة أخرى وفقاً للأهواء .
وشهدت الساعات الأخيرة حالة من الغضب العارم من جماهير النادى الأهلى ضد نجم الفريق أحمد فتحى بسبب رغبته فى خوض تجربة الاحتراف فى أم صلال القطرى فأصبح بين يوم وليلة خائن وعميل وتناسى الجميع ما قدمه اللاعب للأهلى ومنتخب مصر عبر سنوات .
فتحى الذى بلغ من العمر ثلاثين عاماً وبدأ فى منحنى النهاية بالساحرة المستديرة ويبحث عن تأمين مستقبله فى الفترة القادمة أصبح من المغضوب عليهم وهو الذى أفنى عمره الكروى فى خدمة القلعة الحمراء وبدأ مسئولو الأهلى يتحدثوا عنه بأنه منبوذ والأهلى لا يقف على أحد ولن يعود مرة أخرى وقصائد الذم تنهال على اللاعب لمجرد أنه فكّر فى الرحيل وتأمين مستقبله ووجد الجميع ضالته فى الهجوم على اللاعب بأنه سيحترف فى قطر دولة الاخوان وأنه بذلك يكون خائن وعميل ولكن الحقيقة فإن الهجوم على اللاعب بدأ مبكراً سواء فكر فى الأرسنال الإنجليزى أو اتحاد جدة السعودى أو أى نادى آخر .
أحمد فتحى قيمة كبيرة فى الأهلى ومنتخب مصر ومن ينكر ذلك فهو جاحد وظروف الكرة المصرية تجبر الجميع على التفكير فى المستقبل والرحيل لدول الخليج ومن يغفل ذلك فهو جاهل والكرة لا تعرف سياسة ولا اخوان ولا قطر ولا تركيا وسيخسر الأهلى كثيراً لو وضع فتحى فى سلة واحدة مع المطرودين من الجنة الحمراء كما يصوروها لنا .
أما الصديق المقرب من فتحى وهو نجم الكرة المصرية المعتزل مؤخراً محمد أبوتريكة فهو الآخر حصل على نصيبه من الشيزوفرانيا المصرية فعشاق ودراويش أمير القلوب ساروا خلفه بالطبول والدفوف بعد أن كشف الأخير عن رفضه لخوض مباراة تدعم السلام والتقارب بين الأديان فى روما وتضم نجوم العالم أجمع وذلك بداعى أن المباراة سيشارك بها لاعب من دولة الكيان الصهيونى وهو يوسى بنايون !!
وتحول تريكة الذى قال فى تصريحاته الرافضة لهذه المباراة عفواً إننا نربى أجيال لبطل شعبى يلتف حوله الملايين بعد أن حمل لواء تربية الأجيال وتناسى أن المباراة من الأساس تحمل شعار التقارب بين الأديان والسلام ولكن لتريكة رأى آخر .
واعتبر مؤيدى هذا المذهب أن المشاركة فى المباراة إثم وجريمة ولكنهم تناسوا أن المباراة فى الأساس هى من أجل تدعيم الحلول السلمية لإيقاف نزيف الدم فى غزة .
اعتقد أن موقف تريكة ومن يؤيده هو إعلان ضمنى برفض السلام ورفض الهدنة .. فدولة الكيان الصهيونى فى نظرى ونظر كل العرب هى مجرد مجموعة مغتصبين للأرض العربية ولكن الدم العربى النازف أهم عندى مائة مرة من بعض الأفكار الجامدة فى عقول بعض مدعين الوطنية ولو جاءت مبادرات السلام والهدنة من كافر وملحد ومغتصب للأرض لقبلت بها ووافقت عليها على الفور ودعمتها بدلاً من فكرة تربية الأجيال .
تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر
لتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك