محمود الشيخ يكتب: من يُحاسب وزير الرياضة؟ الإجابة موظف بالجبلاية!!

لأول مرة فى  تاريخ البرلمان المصرى ينجح  16 رياضى، ويصبحون أعضاء ببرلمان 2015، هذا أمر يبدو فى ظاهره جيد من أجل إصلاح شأن الرياضة المصرية التى تدهورت فى السنوات الأخيرة وخاصة كرة القدم، ولكن فى باطنه يحمل العديد من علامات الاستفهام التى قد يفشل الجميع فى تفسيرها، لاسيما فيما يخص بعض النواب الجدد.

وجود بعض الرياضيين داخل البرلمان يثير العديد من علامات الاستفهام، عن طبيعة العلاقة التى ستحكمهم بوزير الرياضة فى المرحلة المقبلة، وخاصة رؤساء الأندية والهيئات واللجان الرياضية والموظفين فى الجبلاية، من سيحاسب من؟

هل الوزير الذى سيحاسب هؤلاء  إذا أخطاؤ مع أنديتهم وهيئاتهم أما هم من سيحاسبون الوزير؟، هل تتخيلون أن وجود فرج عامر ومرتضى منصور وثروت سويلم وأحمد سعيد ورضا البلتاجى وفتحى ندا رئيس المهن الرياضية وسحر الهوارى وطارق السعيد نائب رئيس منطقة الجيزة لكرة القدم وغيرهم، يتيح لهم حق محاسبة وزير الرياضة واستجوابة ومناقشتة وطلب سحب الثقة منه، فى حين أن وزير الرياضة لايتسطيع معاقبة هؤلاء فى أنديتهم أو مؤساستهم فى حالة الخطأ، فلايملك وزير لرياضة حل مجلس إدارة نادى مثل الأهلى أو الزمالك أو سموحة، كما لايملك محاسبة موظف فى الجبلاية مثل ثروت سويلم المدير التنفيذى لاتحاد الكرة أو رضا البلتاجى عضو لجنة الحكام، أو إسقاط عضوية عضو مثل سحر الهوارى، وإلا اتهم حسب الاتحادات والمواثيق الدولية بتدخل الحكومة فى الرياضة.

هل تتخيلوا معى حجم المأساة التى ستعانى منها الرياضة المصرية، نحن لانشكك فى نزاهة وطاهرة أى مسئول فى الرياضة المصرية ممن نجحوا،  وكلنا ثقة أيضاً فى قدرة المهندس خالد عبدالعزيز على التعامل مع الوضع الحالى بحرفية وهدوء واتزان والفصل بين الأدوار، ولكن أليس من الوارد أن يأتى بعد خالد عبدالعزيز وزير رياضة أخر فاشل؟  فمن سيحاسبه؟ وهل نضمن ألا يتغاضى من قد يأتى عن مخالفات أحد أعضاء مجلس الشعب من الرياضيين فى اتحاد كرة مثلا أو الأهلى والزمالك وسموحه حتى لايتعرض للمسائلة المضادة فى البرلمان، من يضمن أن هؤلاء لن يستغلوا مناصبهم الجديد فى البرلمان للضغط على وزير الرياضة لتحقيق مصالح شخصية لهم ولأنديتهم؟

إذا أردنا تصحيح الأوضاع وتوفير قدر من الشفافية لمستقبل الرياضة المصرية، لابد أن يتسقيل كل من نجح من الرياضيين فى البرلمان من منصابهم الحالية فى أنديتهم او اتحاد الكرة فهل يفعلوها؟ بكل تأكيد لن يحدث، إذاً فالبقاء لله فى مستقبل الرياضة المصرية.

المنظومة الرياضة فى مصر مثل غيرها تدار بطريقة الهرم المقلوب "سمك-لبن-تمر هندى" لانعلم من يحاسب ومن يسأل ومن يراقب، ومع كل هذا مازال هناك من يسأل حتى الأن عن سبب فشلنا وتأخرنا!