وجهة نظر .. هيكل "المجنون" .. الأهلي ومدينة "أفلاطون"

الفجر الرياضي



هل يتذكر أحد قصة "المدينة الفاضلة" أحد أحلام الفيلسوف التاريخي أفلاطون والتي كان يتمنى أن يحكمها الفلاسفة بداعي أنهم بحكمتهم سيجعلوا من كل شئ في المدينة مثالي معياري ونموذجي .


حلم أفلاطون لم ولن نراه على أرض الواقع فكل منا بشر يصيب ويخطأ والجميع يتذكر كلمة المسيح عيسى عليه السلام "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر" .. ولكن يبدو أننا وبعد طول انتظار وجدنا المدينة الفاضلة .


أخيراً وبعد طول انتظار اكتشفنا أن النادي الأهلي هو جنة الله على الأرض ولا يخطأ أبداً طوال 108 سنة فهو النموذج الوحيد لمدينة أفلاطون المثالية بل هو المثالية بعينها .


أتذكر منذ بضعة سنوات ومع بداية عملي الصحفي كنت قد كتبت مقالاً عن أبرز "مرض" يصيب الأهلاوية والزملكاوية .. فكل أهلاوي مصاب بداء "العظمة" ويظن أنه لا يخطأ أبداً وكل ما يحدث له مبرر في الجانب الإيجابي فقط .. أم الزملكاوي فهو دائم الشعور بمرض "الاضطهاد" وأنه مظلوم ومغلوب على أمره ويعيش حياة "الأقليات" في مصر .


فوجئنا جميعاً بتصريحات واضحة وصريحة من عادل هيكل الذي كان قبل يومين فقط رمز للأهلي مثله مثل طارق سليم ممن يمثلوا الرموز الحيّة لنجوم الفن الجميل بالقلعة الحمراء ولكنه ارتكب "جريمة" لا تغتفر فكيف يتحدث عن أمر يخالف مبادئ النادي الأهلي فتحول لرجل "بيخرف" ومجنون .. والسن له حكم .


فجأة لمجرد أن قال هيكل كلمة لا تليق باسم الأهلي فيجب أن يتحول لـ"مجنون" بشهادة الجميع داخل مظلة المدينة الأهلاوية الفاضلة .. والغريب أنهم حالياً يعتبرون الهجوم على الرموز أمر مقبول ولا يخالف مبادئ الأهلي لأن هذا الرمز في نظرهم "بيخرف" !


الحقيقة يا سادة أن هيكل رصد حقيقة عاشها بنفسه .. وحقيقة تعاني منها كرة القدم في مصر والعالم كله بوجود رشاوى وفساد في "بعض" الأحيان .. وهيكل لم يخرج ليشوه تاريخ الأهلي الكبير الذي لا يستطيع حتى الجاحد نفسه أن يشوهه فهو الأعظم في الكرة المصرية ولكنه تحدث عن واقعة بعينها في مباراة بعينها عام 1966 .. والأكثر غرابة أن الرجل تحدث عن لقب الزمالك عام 57 وأنه مشكوك فيه وتحدث عن زملكاوية المشير عامر وانتقد مواقف بعينها .. فهل كفر الرجل !!


اعتذر لك كابتن هيكل عن كل هذا الهجوم الذي تعرضت له لأنني أثق أن "الأفاضل" في مدينة الأهلي لن يعتذروا عن هجومهم عليك وأنت رمز من رموز القلعة الحمراء بل سيظلوا يرموك بالحجارة فهم يشعرون أنهم بلا خطيئة ويجب عليك أن تخرج لتقول أنك "مجنون وبتخرف" حتى ترضيهم فداء "العظمة" لا علاج له ... ودمتم .



تهدينى بصيرتى .. وإن زاغ البصر
ويبقى الود موصولاً ما بقيت وجهة النظر


للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك من هنا