عبد النور: تونس تستحق الوصول لكأس العالم
كانت خيبة أمل الجماهير التونسية كبيرة عندما انهار المنتخب
التونسي أمام الكاميرون بهدف لأربعة في المباراة الإقصائية الأخيرة لتصفيات كأس العالم البرازيل 2014 ، حين تمكنت الأسود غير
المروضة من المرور إلى النهائيات بعدما انتهى لقاء الذهاب بالتعادل السلبي في تونس،
ليضيّع نسور قرطاج التواجد في العرس العالمي لثاني مرة على التوالي، بعدما كانوا قد
ضيعوا من قبل المشاركة في أول كأس عالم لعبت على الأراضي الأفريقية في بلد "العم
مانديلا" سنة 2010، حين احتلت تونس المركز الثاني وراء نيجيريا متخلفة بنقطة واحدة
في دور المجموعات.
تلك الخيبة الكبيرة، لم تنساها الجماهير التونسية بعد، ولم
ينساها حتى لاعبو المنتخب التونسي وعلى رأسهم نجم نادي فالنسيا الإسباني أيمن عبد النور،
الذي تحدث في مقابلة حصرية مع موقع FIFA.com،
وتذكر تلك المباراة، قائلا "لم أتمكن من المشاركة بسبب الإصابة، لكنني تفاعلت
كثيرا مع المقابلتين، فكنّا الأحسن مقارنة بمنتخب الكاميرون لكننا ضيعنا فرصة الفوز،
والتأهل لنهائيات كأس العالم."
وأضاف " تقبّل عدم التأهل للنهائيات كان صعباً علينا
لأن الفرصة كانت مؤاتية. ضم منتخب تونس في تلك الفترة لاعبين قادرين على صنع الفارق،
لكننا في الأخير عجزنا عن التأهل. اعتبر تلك المباراة من أصعب المراحل التي مررت بها
في مسيرتي الكروية."
طوى المنتخب التونسي الصفحة وتطلع لمستقبل زاهر في تصفيات
كأس العالم، وكشّر عن أنيابه باكراً لما تمكن
من التأهل إلى الدور الأخير من التصفيات بعد الفوز على موريتانيا (2-1) ذهاباً وإياباً،
وعن تلك المواجهتين، يقول عبد النور " الدور الأول كان مهماً بالنسبة إلينا لأن
الأمر يتعلق بأغلى منافسة في كرة القدم والتي يحلم الجميع بالتواجد فيها، ولم يكن التأهل
سهلاً، موريتانيا أحرجت منتخبات كبيرة في الأشهر الماضية. كنا متأخرين بهدف في لقاء
الذهاب، وبفضل قوة شخصية زملائي عدنا وفزنا في الأخير. لم أتمكن من لعب المواجهتين
بسبب الإصابة، لكن جوارحي كانت مع زملائي وتابعت المقابلتين بثقة كبيرة وكانت سعادتي
لا توصف حين حققنا التأهل في الأخير."
يتميز المنتخب التونسي بكونه مزيج بين عناصر الشباب والخبرة،
ويعلم اللاعبون جيداً أن البعض منهم أمام فرصته الأخيرة للمشاركة في كأس العالم، وبقية
اللاعبين الشباب على غرار أيمن عبد النور بإمكانهم اللعب في نسخة قطر 2022، عن هذه
النقطة، يقول" بعض العناصر في منتخبنا تعلم أن روسيا 2018 هي فرصتها الأخيرة للمشاركة
في كأس العالم، لهذا لا نريد أن نفوت أي فرصة خلال تربصات المنتخبات للحديث عن حلم
التواجد في العرس العالمي، فكأس العالم حلم كل لاعب كرة قدم."
تعويض الفشل
لم يتوقف عبد النور عن استحضار فشل سنة 2013 في بلوغ كأس
العالم البرازيل 2014 وقال "لدينا رغبة كبيرة في تعويض الفشل الذي عشناه خلال
سنة 2013 أمام الكاميرون، المنتخب يملك مجموعة قادرة على رفع التحدي وتعويض الشعب التونسي
عن الخيبات السابقة، لقد استوعبنا الدرس جيدا، وهناك حرص من الجميع على توفير كل ظروف
النجاح داخل المنتخب. أتمنى أن يحالفنا الحظ هذه المرة في التصفيات لأن المنافسة على
تأشيرة التأهل لكأس العالم أصبحت صعبة والتنافس قوي بين المنتخبات، وليس سهلا على أي
منتخب بلوغ النهائيات، أظن أن الكرة التونسية لا تستحق الغياب عن النهائيات ثلاث مرات
متتالية".
ستتجه أنظار الأفارقة إلى القاهرة يوم 24 يونيو/حزيران الجاري
بمناسبة قرعة تصفيات كأس العالم لمنطقة أفريقيا، وهل يفضل عبد النور منتخبات على أخرى
في القرعة؟ يقول "مستوى المنتخبات الأفريقيّة في تحسّن كبير خلال السنوات الأخيرة.
نحن نحترم كلّ المنافسين ونعلم أن التأهل مرتبط بقدرة المنتخب على الظهور بمستواه الحقيقي
وليس بأسماء المنافسين، لهذا سنركز على أنفسنا ولن نركز على خصومنا. لا نخشى أي منافس
بقدر ما نخشى أنفسنا ولهذا علينا استيعاب الدرس من التصفيات السابقة من أجل التعويض
وتحقيق حلم شعب تونس بأكمله".
رغم أنه من مواليد 1989 وسنه لا يتجاوز الـ26 عاماً، إلا أنه من اللاعبين ذوي الخبرة في
المنتخب التونسي، ومن يتحملون كامل مسؤولياتهم خاصة على مستوى خط الدفاع، وقبل أن يختم
الحوار قال عبد النور عن هذه النقطة " ألعب في المنتخب الأول منذ 2008 وأعتبر
نفسي محظوظاً في ذلك، ومع توالي المواعيد الدولية الكبرى كسبت خبرة لا بأس بها، زادت
من مسؤوليتي داخل المجموعة سواء فوق أرضية الميدان أو خارجها، وأساعد كثيرا اللاعبين
الشباب. أما فوق المستطيل الأخضر، أقدم مجهوداً مضاعفاً كي أكون القدوة، لأن الجميع
ينتظر مني مستوى كبيراً في منتخب تونس كلما وطأت قدماي أرضية الملعب".