تجربة الـ24 منتخب في يورو 2016 تثير الجدل
تشهد بطولة كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2016)، تغييرًا في شكل البطولة وعدد المباريات، نتيجة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات من 16 إلى 24، بجانب الإثارة في حسم التأهل من الدور الأول (دور المجموعات) إلى الأدوار الفاصلة.
ويرتفع عدد المباريات في البطولة من 31 إلى 51 مباراة، تُجرى خلال الفترة من 10 يونيو الجاري، وحتى 10 يوليو المقبل، حيث تتنافس جميع المنتخبات على لقب البطولة وكأس "هنري ديلوني".
وتشهد يورو 2016 أحدث زيادة في عدد المنتخبات المشاركة بالبطولة كما تزيد عدد المجموعات في الدور الأول للبطولة من أربع إلى ست مجموعات مما يسمح لأفضل أربعة منتخبات من بين المنتخبات الست التي تحتل المركز الثالث في مجموعات الدور الأول بالصعود للدور الثاني (دور الستة عشر) وذلك برفقة المنتخبات التي تحتل المركزين الأول والثاني في كل من المجموعات الست فيما تودع ثمانية منتخبات فقط البطولة بعد الدور الأول الذي يشهد 36 مباراة.
ومع اعتراف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) باتحاد اللعبة في جبل طارق، ارتفع عدد المنتخبات التي شاركت في التصفيات المؤهلة للبطولة إلى 53 منتخبًا، بانضمام منتخب جبل طارق، فيما تأهل المنتخب الفرنسي للنهائيات دون خوض التصفيات بصفته البلد المضيف.
ويرى (يويفا)، أن زيادة عدد الفرق والمباريات في البطولة سيكون أفضل، خاصة وأن هناك تجربة أخرى في النسخة التالية عام 2020 والتي ستقام موزعة على 13 دولة أوروبية وذلك احتفالًا بمرور 60 عامًا على بداية إقامة بطولات كأس الأمم الأوروبية.
لكن هذه الرؤية لا تروق لكثيرين، حيث يشعر الآخرون بمخاوف وقلق من تأثير زيادة عدد الفرق في البطولة على مستوى وجودة مبارياتها.
وقال يواخيم لوف، المدير الفني للمنتخب الألماني، في مقابلة على موقع الاتحاد الألماني للعبة، إنه يرى اقتصار البطولة على 16 منتخبًا كان أفضل وأكثر جذبًا للمشجعين.
وأضاف لوف أنه رغم انتقاده لذلك إلا أن هناك بعض الإيجابيات مثل تأهل منتخبات صغيرة للنهائيات.
وختم حديثه قائلًا "ستكون فرق أقوى يتطور مستواها هذا لا يصنع الفارق بالنسبة لي سواء ضمت البطولة 16 منتخبًا أو 24 منتخبًا".
ويرى السويسري جياني إنفنتينو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لكرة القدم، أن زيادة عدد المنتخبات في النهائيات سيضاعف من إثارة البطولة بالنسبة للمشجعين، كما ستكون الفرصة أكبر لمنتخبات لم يكن بوسعها التأهل بشكل طبيعي للنسخ السابقة التي كان العدد فيها قاصرًا على 16 منتخبًا.
ويستدل إنفانتيو، على اعتقاده، بالإثارة الهائلة الي شهدتها التصفيات المؤهلة للبطولة.
وقد يكون في قناعة إنفانتينو، بالشكل الجديد للبطولة، دليلًا أيضا على أنه سيعمل على زيادة عدد منتخبات كأس العالم من 32 إلى 40 منتخبًا.
وقال إنفانتينو، في مقابلة، خلال أبريل الماضي "لننظر إلى كأس العالم الماضية حيث خرج منتخبا إنجلترا وإيطاليا من الدور الأول على يد المنتخب الكوستاريكي هذه هي كرة القدم".
وبهذا ارتفع عدد المشاركين في النهائيات عن العدد الذي شارك في التصفيات المؤهلة للنسخة الأولى من البطولة، والتي استضافتها فرنسا عام 1960 وغاب عنها المنتخبات البريطانية ومنتخبا ألمانيا وإيطاليا. وضمت التصفيات وقتها 17 منتخبًا.
وتزايد عدد المشاركين سريعًا في التصفيات المؤهلة للنسخة التالية (يورو 1964)، حيث شارك فيها 29 منتخبًا من أصل 33 منتخبًا تمثل الاتحادات الأهلية الأعضاء باليويفا آنذاك.
ولم تشهد بطولات أوروبا من 1960 إلى 1976، نظام دور المجموعات، حيث كان البلد المنظم يستضيف فقط الدور قبل النهائي للبطولة ومباراتي النهائي والمركز الثالث.
وكان اختيار البلد المنظم من بين الدول الأربعة التي تأهلت منتخباتها للنهائيات (المربع الذهبي)، فلم يكن هناك مشاركة لأي منتخب دون خوض التصفيات.
وشهد يورو 1968 بإيطاليا، 5 مباريات وليس 4 فقط، حيث أعيدت المباراة النهائية بين المنتخبين الإيطالي واليوغسلافي، إثر انتهائها بالتعادل 1 / 1، فلم يكن نظام ضربات الترجيح مدرجا في البطولة.
وأدرجت ركلات الترجيح في البطولات الأوروبية من خلال نسخة 1976 واحتكم إليها في نهائي نفس النسخة ليفوز المنتخب التشيكوسلوفاكي على منتخب ألمانيا الغربية ويتوج اللقب.
وشهدت نسخة 1980 أول ظهور لدور المجموعات، بعدما بلغ عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات 8، وتأهل متصدر كل من المجموعتين إلى النهائي دون وجود دور قبل نهائي.
وشهدت نفس النسخة آخر مباراة لتحديد المركز الثالث بالبطولة، حيث ألغيت هذه المباراة من البطولات الأوروبية بعد ذلك.
كما كان المنتخب الإيطالي أول منتخب مضيف للبطولة الأوروبية لا يشارك في التصفيات، حيث شارك في البطولة لاستضافة بلاده النهائيات.
وعاد الدور قبل النهائي إلى نظام البطولة عبر نسخة 1984 بفرنسا وبلغ عدد المباريات 15 مباراة في كل نسخة بـ 3 نسخ متتالية، قبل أن يرفع (اليويفا) عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات إلى 16 منتخبًا، بداية من 1996 ليرتفع عدد المباريات في كل نسخة إلى 31 مباراة بعد دخول دور الـ 8 في نظام البطولة.
وشهدت نسختا 1996 و2000 قاعدة الهدف الذهبي الذي ينهي اللقاء بمجرد تسجيله في الوقت الإضافي لمباريات الأدوار الفاصلة في حالة انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل.
وفاز المنتخبان الألماني والفرنسي بلقبي 1996 و2000 على الترتيب عبر قاعدة الهدف الذهبي.
وطبقت قاعدة الهدف الفضي في 2004 باستمرار اللعب لحين انتهاء الشوط الإضافي الذي يسجل فيه أي فريق لهدف الفوز في الوقت الإضافي.
لكن هذه القاعدة ألغيت أيضًا بعد انتهاء هذه النسخة وأعيد نظام الوقت الإضافي لطبيعته الأصلية.