كأس بيرو يقدم بديلاً مبتكراً للنظام الحالي في "يورو 2016"
هناك تفاوت هائل بين حالة ملاعب بطولة "يورو 2016" المقامة في فرنسا، والملاعب المستضيفة لمنافسات كأس بيرو.
ولكن البطولة التي تقام في الدولة الواقعة بأمريكا الجنوبية بملاعبها المتواضعة التي تغزوها قطعان الماشية، تقدم لبطولة أوروبا حلاً ممكناً لشكلها الحالي والتي يرى بعض المشجعين أنها مزعجة.
ويشارك في كأس بيرو أكثر من 20 ألف فريق لتمثيل كل مناطق البلاد، بداية من غابات الأمازون وحتى المناطق الأكثر عزلة في جبال الإنديز، وتتيح للفائز فرصة المنافسة في دوري الدرجة الأولى.
وفي الأدوار التمهيدية عادة ما تكون الملاعب متواضعة، وفي إحدى مباريات العام الماضي في منطقة مادري دي ديوس فر اللاعبون من أرضية الملعب بعد اقتحامه من قطيع للماشية الهائجة.
ورغم ذلك كله يبقى هناك جانب واحد على الأقل يمكن لكأس بيرو أن ترى أنها متفوقة فيه على بطولة أوروبا 2016.
ففي الوقت الذي يربك فيه الاتحاد الأوروبي الجماهير بنظام يشهد خروج 8 منتخبات فقط من أصل 24 فريقاً في دور المجموعات، يستخدم كأس بيرو نظاماً مبتكراً يقول مصممه لياندرو شارا إنه يزيد من الإثارة ويشجع الفرق على محاولة اللعب من أجل الفوز.
ويقترح شارا وهو خبير في الرياضيات، وأقام شركة ماتش فيغن للترويج لنظامه، توزيع الفرق على مجموعات، وإقامة جدول واحد بنظام الدوري يشمل كافة الفرق المشاركة، ولكن دون أن يضطر الفريق لمواجهة كافة الفرق الأخرى.
وباستخدام بطولة أوروبا بمشاركة 24 فريقاً كمثال، وبافتراض أن الاتحاد الأوروبي يرغب في أن يخوض كل فريق ثلاث مباريات في الدور الأول، يقول شارا إنه سيقسم الفرق إلى ثلاث فئات بحسب تصنيفها.
وبعد ذلك تسحب القرعة بما يسمح لكل فريق بمواجهة منافس واحد من كل فئة، بما في ذلك الفئة التي ينتمي إليها.
وعلى سبيل المثال قد تلعب ألمانيا أمام إيطاليا، وكرواتيا وإيسلندا، وتصطدم إيطاليا بألمانيا، والسويد وإيرلندا الشمالية، ثم تتأهل الفرق صاحبة أكبر عدد من النقاط إلى أدوار خروج المهزوم.
ويرى شارا أن النظام يتسم بالمرونة الشديدة، فعلى سبيل المثال إذا أراد الاتحاد الأوروبي إلغاء دور 16 يمكنه السماح لأول 8 فرق فقط بالعبور من الدور الأول.
وإذا أراد المنظمون أن يخوض كل فريق أربع مباريات في الدور الأول بدلاً من ثلاث، حينها تقسم الفرق إلى 4 فئات بدلاً من ثلاث.
وقال شارا: "هذا النظام سيجبر الفرق على اللعب لتحقيق الفوز بالنظر إلى استحالة الاعتماد على كل النتائج الأخرى، وفي ظل هذا النظام لن تكون هناك حاجة لإقامة مباريات في نفس التوقيت وسيتأكد إقامة مواجهات مبكرة بين الفرق الكبرى".
وأضاف "في بطولة أوروبا.. ينبغي على أقل من نصف الفرق الفوز بمبارياتها الأخيرة من أجل التأهل".
وتابع "في المجموعة السادسة.. يمكن للبرتغال وأيسلندا التأهل دون الفوز بمباراة واحدة وهذا يقضي على المنافسة. ليس هناك ما يدفع الفرق لتحقيق الفوز."
وأضاف أنه حدث العديد من الحالات بالبطولات الأخيرة الاضطرار إلى إجراء قرعة باستخدام عملة معدنية لتحديد الفريق المتأهل.
وفي بيرو يستخدم هذا النظام المبتكر - الذي يطلق عليه "المرحلة الوطنية" - بمشاركة 50 فريقا بحيث يخوض كل فريق ست مباريات على أن تتأهل أفضل ثمانية فرق إلى دور الثمانية مباشرة.
وأضاف شارا "بعد خمسة أيام من المنافسات تخرج ثلاثة فرق ولا يضمن أي فريق التأهل."
وكشف شارا عن أنه قدم نظامه للاتحاد الأوروبي لكنه شعر بعدم الاهتمام وقال "لم أكن جيدا بالشكل الكافي لإظهار مميزات النظام بينما شعروا بالرضا عن نظامهم الحالي."