أتلتيكو مدريد في مأزق!
وكانت أعراض الأزمة حاضرة قبل عدة أسابيع، لكنها أصبحت جلية بعد الهزيمة المريرة في ملعب المادريغال أمام "الغواصات"، عندما ظهر الفريق المدريدي مهلهلاً، وخسر بارتكاب أخطاء دفاعية لم يعتد عليها وبإصرار على تقديم لعب هجومي ولكن دون أهداف كعادته مؤخراً.
ولم يضف وصيف بطل أوروبا سوى 7 نقاط من أصل 21 في مبارياته الأخيرة بالليغا، تراجع ترتيبه في الجدول للمركز السادس، ليبتعد بخمس نقاط كاملة عن المقعد الثالث المؤهل بشكل مباشر للتشامبيونز ليغ، وهو الهدف الذي يحدده النادي المدريدي عاماً بعد عام على أقل تقدير.
وتراجع أداء الفريق بشكل مثير للدهشة، فأتلتيكو المعروف بصلابته الدفاعية، والذي لم تسكن شباكه سوى هدف واحد في أول ثماني جولات، استقبل 11 هدفاً في آخر سبع مباريات بالدوري.
وعلى مستوى الهجوم أيضاً لم يسجل سوى سبعة أهداف في لقائين فقط، خلال نفس الفترة الأخيرة، مقارنة بانطلاقته القوية للموسم عندما سجل 21 هدفاً في أول ثماني جولات.
وانخفض معدل أهداف الأتلتي من متوسط ثلاثة أهداف لكل مباراة إلى هدف واحد، بحساب عدم تسجيله في خمسة من آخر سبع مباريات بالدوري، وهو الأمر الذي لم يحدث في بداية المسابقة سوى مرة وحيدة، التعادل السلبي أمام ليغانيس.
وكان أتلتيكو هو متصدر البطولة بعد ثماني جولات، متفوقاً بفارق الأهداف عن ريال مدريد، لكنه الآن سادساً بعد مرور 15 جولة، وبفارق 12 نقطة عن الفريق الأبيض، ليمثل تراجعه سقوطاً مدوياً.
وقال سيميوني مبرراً هذه الأزمة: "الفريق يعمل بجهد ويقاتل، ولكننا لا نستغل فرص التهديف التي تسنح لنا وهنا يأتي العقاب.. نتقبل الانتقادات وما علينا فعله حالياً هو العمل والقتال من أجل تغيير موقف الفريق.. عليك أن تعمل عندما يخسر فريقك مباراتين متتاليتين، وعليك مواصلة القتال من أجل تغيير هذا الموقف، ليس أمامنا أي بديل".
وقبل أيام من إتمامه 5 أعوام على قيادة الأتلتي في 23 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، تعد هذه أسوأ بداية للفريق في الليغا بحقبة "التشولو" سواء من حيث عدد النقاط أو المركز أو الانتصارات أو التعادلات أو الهزائم أو الأهداف مقارنة بالمواسم السابقة، إذ تولى مسؤولية الفريق في نهاية 2011.
وإضافة لذلك، ظل أتلتيكو هذا الموسم بعيداً عن المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري الأبطال لأطول فترة، 6 جولات، مقارنة بالمواسم الأربعة الماضية، مع الوضع في الحسبان أنه لم يتراجع مطلقاً في السابق عن الترتيب الرابع بعد مرور 9 جولات من البطولة.
ورصيد أتلتيكو الآن 25 نقطة ويحتل المركز السادس، وفي الموسم الماضي كان رصيده من النقاط 35 في المركز الثاني، وفي الموسم السابق له كان يحل ثالثاً برصيد 32 نقطة، أما في موسم 2013-14 فكان يحل وصيفاً برصيد 40 نقطة، وفي موسم 2012-13 كان أيضاً حصد 37 نقطة ويحل ثانياً، لكنه هذا العام لم يفز سوى في سبع مباريات من أصل 15، أقل من المواسم السابقة: 11 الموسم الماضي و10 الموسم قبل الماضي و13 في 2013-14 و12 في 2012-13.
وفي هذا الموسم تعادل في 4 مناسبات وخسر في مثلها، وهذا يؤكد أيضاً أنه يواجه أزمة حقيقية، إذ أنه لم يتعادل أكثر من مرتين في المواسم الماضية ولم يخسر أكثر من ثلاثة، الموسم الوحيد في عهد سيميوني الذي شهد خسارته لهذه المباريات هو 2014-15.
بينما استقبلت شباكه 14 هدفاً، أعلى أيضاً من نفس الفترة في الموسم الماضي (7) وقبل الماضي (13) وموسم 2013-14 (9) وموسم 2012-13 (13)، كما أن معدله التهديفي (28 هدفا) تراجع للثالث مقارنة بنفس عدد الجولات بعد موسم 2013-14 (40) و2012-13 (35).
وجميع هذه الأرقام تقلل من تطلعات أتلتيكو لهذا الموسم، وأيضاً من طموح مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني، الذي يأمل في تخطي هذه الأزمة سريعاً بداية من اللقاء المقبل أمام لاس بالماس السبت، في آخر جولات هذا العام بملعب فيسنتي كالديرون.