رانييري: اللعنة عليهم لقد ذبحوني من الخلف!
جلس الإيطالي كلاوديو رانييري
مُتكئًا على الحائط المُعلق عليه صورته مع كأس الدوري الإنجليزي يبكي بُكاء الطفل
الصغير الذي فقد أمه في ليلة ظلماء، فنظر إلى صديقه ماركو أنطونيو قائلًا :"
يا صديقي هذا حال الدُنيا، فمن فرح أمس بكي اليوم".
في ليلة حالكة الظلام، وأثناء
جلوس رانييري في شرفة منزله التي تتوسط مدينة ليستر، جاء نبأ إقالته من قيادة
الثعالب الإنجليزية، فقال في قرارة نفسه :"هل هذا جزائي في النهاية، لماذا تقتلوني وأنا مازلت أتقاسم فرحي وحزني وحتي الهواء الذي استنشقه".
كانت الصدمة قوية وأكبر
من أنها يحتملها العجوز الذي بلغ من العُمر أرزله، في لحظة تغير كل شيء، تحول
تفائله إلى تشاؤم مميت، وتحولت الدنيا من حوله إلى السواد، وملئت الدموع عينياه
التي كانت في الماضي تلمع من الفرح والسعادة التي لا حدود لها.
بات أنطونيو مُصدومًا
من الحالة التي صار عليها صديق عُمره رانييري، ليتحدث إلى مرة أخري قائلًا :"
دعني أحدثك بصدق كما عاهدتك يا صديقي، كنتُ تعلم أن الغدر سيأتي لك في أي
لحظة"، لكن سرعان ما قاطعه رانييري متحدثًا بلهجة غاضبة ممزوجة بدموع حارقة
:" لكن يا صديقي الغدر جائني من الخلف في ظهري ولم يكن أمام عيني، اللعنة
عليهم لقد ضحيت من أجلهم، وفي النهاية ذبحوني من الخلف".
كان المقاتل الذي خاض معارك
ضارية من أجل تحقيق الانتصار تلو الآخر حتي يفوز بالحرب في النهاية، ينتظر التكريم
والاحترام في نهاية المطاف، المقاتل الذي انتصر في الحرب التي قال الجميع في
البداية أنه سيكون ضعيفًا فيها وسهل التجاوز حتي في وجه أضعف الجنود، إلا أنه أثبت
للعالم أن العبرة دومًا ودائمًا بالخواتيم.
هذا المقاتل في النهاية
قُتل من الخلف وهو يخوض معارك أخري من أجل البقاء حيًا، لكن الضربة جائته من الخلف
ومن أقرب الناس إليه وليس من أعداؤه، ومن الأشخاص الذي كان يؤمن أنهم لن ولم يتخلو عنه أبدًا، لكن
ظنه خاب فيهم في النهاية، لقد انتهت قصة رانييري الجميلة التي كان يحكيها الآب
لأبناءه، انتهي كل شيء في عيون الليل الكئيب!.