نيجيريا لتصحيح المسار وإنقاذ فرصتها أمام آيسلندا بمونديال روسيا
تأمل نيجيريا بمنتخبها الشاب في إنقاذ حملتها المتعثرة في نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا عندما تواجه آيسلندا، في تمام الساعة الخامسة مساء، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.
وانتزعت آيسلندا تعادلا ثمينا من الأرجنتين 1 - 1. بينما خسرت نيجيريا أمام كرواتيا صفر - 2 في الجولة الأولى.
واختار مدرب المنتخب النيجيري، الألماني غرنوت روهر، تشكيلة من اللاعبين الشباب للمشاركة في المونديال الروسي، مع متوسط أعمار يبلغ 25 عاما، علما بأن منتخب «النسور الممتازة» لم يفز سوى مرة واحدة فقط في آخر 13 مباراة خاضها في نهائيات كأس العالم.
وبلغ المنتخب الأفريقي الأدوار الإقصائية في مونديال 2014. لكن مهمتها في النسخة الحالية تبدو صعبة بعدما خسر أمام كرواتيا في مباراته الأولى في كالينينغراد بهدفين لاوغينياكارو ايتيبو خطأ في مرمى فريقه وآخر من ركلة جزاء سجلها لوكا مودريتش. لكن المنتخب النيجيري بتشكيلته الشابة، والتي تضم الحارس فرانسيس أوزوهو البالغ من العمر 19 عاما، كان مجهولا تقريبا مقارنة بالمنتخب الذي خسر أمام فرنسا في دور الـ16 في مونديال البرازيل 2014.
وقال روهر: «في بعض الأحيان كنا ساذجين قليلا في الركلات الثابتة لكننا سنعمل على تحسين ذلك».
في المقابل، تدخل آيسلندا المباراة بحماس بعد تعادلها الثمين في الجولة الأولى مع الأرجنتين 1 - 1، في مباراة أضاع فيها أفضل لاعب في العالم خمس مرات ليونيل ميسي ركلة جزاء كانت كفيلة بمنح منتخب بلاده التقدم.
وقدمت آيسلندا التي تشارك في المونديال للمرة الأولى في تاريخها بعد تحقيقها مفاجأة في كأس أوروبا 2016 ببلوغها ربع النهائي في مشاركتها الأولى أيضا، أداء دفاعيا قويا ضد المنتخب الأميركي الجنوبي، وتصدى حارسها هانيس هالدورسون لركلة الجزاء من ميسي في الشوط الثاني. ووصف مدرب آيسلندا هيمير هالغريمسون أداء فريقه الدفاعي أمام الأرجنتين بـ«المثالي»، علما بأن نجم نادي برشلونة الإسباني انتقد اعتماد المنتخب الاسكندينافي على الدفاع، في تعليق لقي ردا من الأيسلنديين.
وقال هالغريمسون: «ربما كان سيكون ميسي أكثر سعادة لو اعتمدنا الهجوم وخسرنا صفر - 5. يمكن أن يعبر الناس عن آرائهم لكننا حقيقة لا نهتم بذلك».
من المتوقع أن يجري منتخب آيسلندا بعض التغييرات في مباراة اليوم، بخروج يوهان بيرغ جوندموندسون جناح بيرنلي الإنجليزي من التشكيلة لإصابة في ربلة الساق بالمباراة الأولى مع الأرجنتين.
وقال المدرب هالغريمسون: «جوندموندسون لن يكون التغيير الوحيد في مباراتنا أمام نيجيريا، التي ستقام في درجة حرارة عالية، تتخطى 30 درجة مئوية». وأضاف: «دائما لدينا خطة في ذهننا، لذا بالتأكيد سيكون هناك بعض التغييرات، من غير المرجح أن يلحق جوندموندسون بالمباراة، إنه يتحسن كل يوم، لكن من المستبعد مشاركته".
وأشار: «قمنا بتدوير الفريق كثيرا خلال مرحلة الاستعداد، وباقي اللاعبين
ظهروا بشكل جيد لذا لن نغير من خطتنا خلال المباراة».
ولدى سؤاله عن توقعاته للمباراة أمام الفريق الأفريقي أجاب: «نتوقع الفوز، لكن نيجيريا التي تسعى لتعويض هزيمتها في الجولة الأولى، ستكون منافسا قويا».
وتابع: «إنه فريق قوي من الناحية الجسدية، سريع، يمتلك مجموعة من
اللاعبين الجيدين. إنهم يلعبون بشكل مباشر، ولديهم قدرات خاصة في الهجوم، علي أن أشيد بمدربهم جيرنوت روهر».
لكن المباراة ضد نيجيريا في فولفوغراد ستكون "هجومية أكثر" بحسب الحارس الأيسلندي هالدورسون البالغ 34 عاما، والذي أنقذ - إضافة إلى ركلة الجزاء - الكثير من الفرص التي سنحت للمنتخب الأرجنتيني. وأضاف هالدورسون: "سيكون من الصعب التغلب على نيجيريا، فهم سريعون وأكثر ميلا إلى الهجوم المباشر. ستكون مباراة مختلفة من نواح كثيرة عن لقاء الأرجنتين".
وحول المواجهة أمام نيجيريا قال سايفارسون: "دائما لدينا الثقة في قدرتنا على الفوز في أغلب المباريات، نثق في أنفسنا وفي أننا نخوض كل المباريات بهدف الفوز، هذا الأمر لم يتغير بعد مباراة الأرجنتين، ثقتنا بأنفسنا لم تتزعزع".
ويعتقد روهر أن منتخب نيجيريا لا يزال قادرا على التأهل عن المجموعة التي تقام أولى مباراتي جولتها الثانية الخميس بين الأرجنتين وكرواتيا.
وقال مدرب المنتخب الأفريقي: "نتأخر عن آيسلندا بنقطة واحدة والأمور بأيدينا، لذلك سنكون إيجابيين. لندع اللاعبين يتعلمون من الخسارة (أمام كرواتيا) ونحاول تحقيق الأفضل".
ويدرك الفريق النيجيري أنه مطالب بتحقيق نتيجة إيجابية اليوم إذا أراد الاستمرار في روسيا، وأي هزيمة أخرى ستعني دون شك خروج النسور الخضراء تحت قيادة المدرب الألماني جيرنوت روهر من المونديال مبكرا. وقال روهر بعد الهزيمة أمام كرواتيا: «الآن علينا الفوز على آيسلندا، إذا فزنا في المباراة، سيكون من الممكن أن نتأهل".
وقد يبدأ أحمد موسى مهاجم ليستر سيتي الذي شارك كبديل أمام كرواتيا، منذ البداية أمام آيسلندا.
ويأمل الفريق النيجيري الاستفادة من الأجواء الحارة في مدينة فولغوغراد والتي لا يعتادها لاعبو منتخب آيسلندا ووضع مزيد من الضغط على منافسهم اليوم.
من المتوقع أن تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 30 درجة مئوية في ملعب فولغوغراد، الذي اجتاحه الذباب والحشرات الطائرة خلال مباراة إنجلترا وتونس يوم الاثنين الماضي.
وأبدت وسائل الإعلام الأيسلندية قلقها من الحشرات الطائرة، وقال المدافع بيكير مار سايفارسون وهو اللاعب المحلي الوحيد في صفوف منتخب آيسلندا حيث يلعب لنادي فالور لمحطة "أر يو في" التلفزيونية الرسمية: «أشعر بالقلق بشأن الحشرات أكثر من قلقي من الطقس، عندما تدخل الحشرات إلى فمي أبدأ في الاختناق". وبعد التدريب على ملعب فولغوغراد أرينا أمس منح المنتخب الأيسلندي الفرصة للاعبيه للالتقاء مع عائلاتهم للمرة الأولى في كأس العالم.
وسيحتفظ منتخب آيسلندا بطريقة لعبه المعهودة أملا في تحقيق الفوز الأول في أول مشاركة له في كأس العالم.
وتعتمد طريقة اللعب الأيسلندية على اللعب الجماعي والتنظيم الدفاعي.
وأشار ارون غونارسون قائد منتخب آيسلندا بروح الفريق في معسكر بلاده، وقال: «الجميع على متن السفينة، لا أحد يسعى لكي يكون أكبر من زميله، القيمة الجماعية أعلى وأكبر من القيمة الفردية».
وأضاف: "ندرك أن العمل الذي نقوم به هو من أجلنا، نريد من الجميع أن يسير على نفس النهج، إذا أردنا الفوز على الفرق الأكبر، الفرق الأفضل".