كيف سيكون دور "محرز" التكتيكي تحت قيادة جوارديولا؟.. وهل ينجح وسط كتيبة النجوم في مركزه؟
نجح نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، في إتمام عملية التعاقد
مع الجناح الدولي الجزائري رياض محرز، قادمًا من ليستر سيتي، في صفقة بلغت قيمتها
65 مليون جنيه استرليني، وبعقد طويل الأمد لـ5 سنوات قادمة (حتى 2023)، ليصبح اللاعب
العربي والإفريقي الأعلى سعرًا.
وسيواجه النجم الدولي الجزائري تحديًا ليس بالسهل في ناديه
الجديد، وحامل لقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي 2017-2018، والذي يديره فنيًا
المدرب الإسباني العملاق بيب جوارديولا، وتحت إدارته كوكبة رائعة من النجوم.
وسيعرض لكم "الفجر الرياضي" كيف سيكون دور محرز
التكتيكي في فريق جوارديولا، وهل يستطيع إثبات قدراته بين نجوم "السيتيزينز"
أم لا، على النحو التالي:
*هل السيتي يعد وجهة ناجحة لـ محرز؟
بالتأكيد يعد انتقال رياض محرز لمانشستر سيتي خطوة جيدة للغاية،
وإن كانت متأخرة بعض الشئ، حيث كان يجب على النجم الجزائري أن يبحث عن ناد أكبر من
ليستر سيتي عقب التتويج بالدوري موسم 2015-2016.
ومما لا شك فيه، أن اللعب تحت قيادة مدرب بحجم المخضرم بيب
جوارديولا أحد أعظم المدربين على الإطلاق، وبجانب كوكبة من النجوم في كافة مراكز الفريق،
يمثل نقلة كبيرة في مسيرة محرز، خاصة عندما نعلم أنه بعمر 27 عامًا، وهو سن كبير إلى
حد ما.
وسيستفيد محرز بصورة كبيرة من هذه التجربة، لأنه سيعيش حالة
من المنافسة الشرسة مع نجوم السيتي، افتقدها خلال قيادته لخط هجوم ليستر سيتي، الذي
عانى في الموسم الماضي وقبل الماضي من تراجع في النتائج والمستوى العام.
*هل يستطيع محرز أن يكون النجم الأول للسيتي؟
ليس سهلاً على لاعب مهما بلغ مستواه وإمكانياته، أن يتأقلم
مباشرة مع فريق كبير بنجومه مثل مان سيتي، وتحت قيادة مدرب يمتلك تكتيك قد يعتبر التأقلم
معه صعبًا على بعض اللاعبين، ولذا سيتوقف النجاح في هذه التجربة على محرز نفسه أولا.
*لماذا تعاقد السيتي مع محرز؟
لا يوجد نقص في أي مراكز اللعب بفريق مانشستر سيتي، ونعني
بوجه خاص مركز الجناح، ففي مركز الجناح الأيمن يتواجد كلا من رحيم ستيرلينج وبرناردو
سيلفا، وفي مركز الجناح الأيسر يوجد ليروي ساني، والذي اعتمد عليه جوارديولا خلال
70% من مباريات الفريق بالموسم المنقضي.
ومن هنا نفهم أن المشكلة مصدرها الجبهة اليسري التي يقودها
ساني "بمفرده تقريبًا"، حيث أنه لا بديل يماثله في الإمكانيات والمهارات،
وفي حال غيابه أو تعرضه للإصابة يضطر جوارديولا للإعتماد علي ستيرلينج مكان ساني، ويقود
الجبهة اليمنى أيًا من كيفين دي بروين أو برناردو سيلفا.
وعلى ذلك جاء التعاقد مع محرز ليكون البديل الأمثل لتعويض
أي غياب محتمل لـ ساني، في ظل دراية جوارديولا الكاملة بإمكانيات محرز، وما لديه من
سرعة ودقة ومراوغة ودقة تمرير وبراعة في التسديد.
*هل يستطيع محرز أن يأخذ مكان ساني/ستيرلينج "الأساسي"
بالتشكيل؟
بلا شك يستطيع محرز أن يسد أي فراغ ناتج عن غياب أو تراجع
في المستوى لجناحي السيتي ستيرلينج وساني، فعلى الرغم من أن هذا الثنائي يعد الأكثر
أهمية في تشكيل جوارديولا، لكنهم أيضًا أكثر اللاعبين تعرضًا للنقد، بسبب الرعونة والأنانية
المتكررة منهم، وخاصة في المباريات الهامة والحاسمة، مما يجعل ذلك فرصة لمحرز كي يثبت
نفسه على حسابهم في التشكيل الأساسي.
*لماذا وافق محرز على اللعب احتياطيًا للسيتي؟
على الرغم من أن محرز كلف خزينة السيتيزينز مبلغ ضخم (65
مليون جنيه استرليني)، إلا أنه يعلم بأن هدف جوارديولا الحقيقي من وراء ضمه، أن يكون
بديلاً قويًا وجاهزًا للقيام بنفس وظائف ومهام ليروي ساني، وقد يشارك في أوقات حاسمة
من المباريات، وهي فرصة قوية لإثبات جدارته وأحقيته بالمشاركة الأساسية إن ظهر بشكل
جيد.
*هل يمتلك محرز إمكانيات تضمن نجاحه تحت قيادة جوارديولا؟
نعلم جميعًا أن جوارديولا يفضل اللعب الجماعي لصالح الفريق،
ولا يفضل القدرات الفردية إلا في حالات معينة، منها على سبيل المثال، عندما يفرض الخصم
ستارة دفاعية على مناطق الخطورة لديه "منطقة الجزاء وما حولها".
ولكن عندما ندقق في طريقة وأسلوب لاعبي السيتي نجد أن الفريق
يحتاج للاعب يجيد المراوغة والتسديد من خارج منطقة الجزاء والأطراف، وهي مهارة يجيدها
محرز مثل ستيرلينج وساني، بل قد يتفوق عليهما فيها.
الجدير بالذكر، أن محرز يمتلك ميزة قد تجعله لاعبًا جوهريًا
بالنسبة لـ جوارديولا، وهي القدرة الناجحة على القيام بالموازنة بين المهام الدفاعية
والإرتداد السريع للخلف، من أجل سد الثغرة التي قد تحدث في حالة الهجمات المرتدة السريعة
من قبل الخصم، وبين الواجبات الهجومية كاملة.
"الخلاصة".. ماذا يجب علي محرز لتحقيق النجاح المأمول؟
يجب على رياض محرز أن يحاول قدر الإمكان الإجتهاد من أجل
الإنخراط السريع مع الفريق، وأن يتعلم كل صغيرة وكبيرة من العملاق جوارديولا، الذي
يتمنى الكثير من النجوم أن يلعبوا تحت قيادته، وأن يكون أمام عينيه هدف واحد في بداية
الموسم الجديد، وهو محاولة الظهور وإحداث الفارق في كل دقيقة يحصل عليها.