عادت ابتسامة محمد صلاح.. فعادت السعادة للجمهور المصري
أصبح محمد صلاح نجم منتخب مصر وليفربول الإنجليزي واحد من مصادر السعادة القليلة للشعب المصري خلال السنوات الأخيرة، في ظل ما يعانيه المصريين من أزمات اقتصادية والمعاناة اليومية بسبب ارتفاع الأسعار وصعوبات المعيشة، والذي تدفعهم دائمًا للبحث عن الفرحة والسعادة في كل مكان حتي لو كانت في أقدام لاعب يعتبرونه مثل وقدوة لكل شباب الوطن العربي في الفترة الحالية.
واجه محمد صلاح سوء توفيق كبير في بداية الموسم الكروي الحالي وغاب عن إحراز الأهداف، وتعرض لحملة شرسة من الانتقادات والهجوم بسبب تراجع مستواه بشكل ملحوظ، وخرجت بعض الأصوات في انجلترا تُطالب الألماني يورجن كلوب المدير الفني لليفربول بإبعاده عن التشكيل الأساسي للفريق، وظهر الكثير من المُغرضين في مصر وخارجها يهاجون اللاعب ويشككون في قدراته، وأخذوا يدعون أنه لن يستطيع تكرار ما فعله من أرقام خيالية مع الريدز في الموسم الماضي، وأنه مثله ككثير من النجوم العرب والمصريين أصحاب "الموسم الواحد" والذين لا يستطيعون الاستمرار كثيرًا في التألق والنجاح خلال رحلتهم الاحترافية.
بل ما زاد الطين بلة هي مجموعة أزمات متلاحقة تعرض لها "محمد صلاح" ساهمت في حالة الانتكاسة التي تعرض لها مطلع الموسم الحالي، بداية من أزمته مع إتحاد الكرة بشأن الحقوق التسويقية، مرورًا بإصابته القديمة خلال نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ثم الأقاويل التي انتشرت حول توتر العلاقة بينه وزميله السنغالي ساديو ماني، وأخيرًا إصابته مع منتخب مصر في لقاء سوازيلاند واستبعاده من مباراة الإياب، كل هذا أثر سلبيًا على مستوي وأداء صلاح، وأصاب المصريين بصدمة وإحباط شديد وهم يرون أن مصدر سعادتهم الوحيد في أزمة حقيقية.
اختفت الابتسامة عن وجه محمد صلاح خلال الفترة الماضية، وتوقف عن الاحتفال بتسجيل الأهداف، وأبرزها عدم الاحتفال بعد هدفه الرائع مع منتخب مصر في شباك سوازيلاند وهو الهدف الذي قاده لصدارة قائمة هدافي الفراعنة في تصفيات أمم أفريقيا، وذلك جاء بسبب الضغوط والانتقادات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة.
محمد صلاح لم يستسلم لهذه الأزمات أو الانتقادات، ولم يكسره الهجوم الذي تعرض له في الفترة الأخيرة، وانتفض سريعًا واستعاد بريقه مرة أخري، وعاد نجم ليفربول لممارسة هوايته فى إحراز الأهداف وتحطيم الأرقام القياسية، حيث سجل 4 أهداف خلال أخر 3 مباريات أمام هيدرسفيلد والنجم الأحمر وكارديف سيتي، حيث رفع رصيد أهدافه في دوري أبطال أوروبا لـ15 هدف وتفوق على أساطير اللعبة مثل زين الدين زيدان والبرازيلي رونالدو، كما أصبح أسرع لاعب في تاريخ ليفربول يصل للهدف 50، ليعود مجددًا للاحتفال والسعادة التي غابت عنه خلال الأسابيع الماضية.
عودة الابتسامة لوجه محمد صلاح عادت معها السعادة للجماهير المصرية، فالجميع نسي همومه وأزماته، وآخذوا يعبرون عن سعادتهم بعودة "مومو" بطريقتهم الخاصة، سواء بالتهليل بعد تسجيل صلاح هدفه في شباك كارديف سيتي، أو بـ"دعوة جميله" أن يحفظه الله ويوفقه دائمًا، أو من خلال مقال أو تقرير يتحدث عن أرقام الفرعون المصري، أو حتي من خلال نشر صوره مبتسمًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي معها عبارات الإشادة والإعجاب.. عاد "صلاح" فعادت السعادة للمصريين.