حسن موسى يكتب: هل ينجح "لاسارتي" في قيادة الثورة الكروية الثالثة بالأهلي ؟
قد يكون مألوفا عليك أن تسمع مصطلح الحرب العالمية الثالثة المحتملة، ولكنك ستندهش قليلا عندما تقرأ أن الأوروجوياني مارتن لاسارتي المدير الفني الجديد للأهلي، قد أتى لمصر لقيادة الأهلي من أجل قيادة الثورة الكروية الثالثة بالقلعة الحمراء.
مارتن لاسارتي قد لايكون الاسم المثالي الذى انتظرته جماهير الأهلي، من أجل إعادة الفريق للمسار الصحيح، وتحقيق الألقاب والاستقرار، لكن إدارة القلعة الحمراء كانت تدرك جيدا عند اختيارها للأوروجوياني الهدف من تعيينه، ثورة كروية جديدة في الأهلي، هذا مايحتاجه المارد الأحمر للانتفاضة من جديد، ثمة مواقف عديدة صعبة مر بها الأهلي، لكن الموقف الحالي الأصعب في تاريخ قلعة الكؤوس، حروب باردة تشن على الأهلي من جميع الاتجاهات، اختراق غير مبرر من أبناء النادي للمبادئ التي كانت قاعدة النجاح لهم، هجوم غير مبرر وحالة من "الأنا" لم نراها من قبل في الجزيرة.
ثورتان كرويتان كانتا طريق الأهلي لتخطي موقفين هما الأصعب في تاريخ النادي، الأولى كانت في السبعينيات، أطول فترة في تاريخ الأهلي يغيب فيها عن التتويج بلقب الدوري في الفترة من 1962 وحتى 1973 ، ليتدخل الفريق مرتجي ويقوم بالتعاقد مع "هيديكوتي" المدرب المجري الذي حمل على عاتقه بناء جيل جديد من اللاعبين عرف باسم "جيل التلامذة"، جيل كان نواة لفريق من أفضل الفرق في تاريخ مصر والقلعة الحمراء، جيل الخطيب وإكرامي ومختار مختار ومصطفى عبده ومصطفى يونس وثابت البطل وربيع ياسين وماهر همام وغيرهم من النجوم الكبار، عام واحد فقط انتظره هيديكوتي حتى يجني الثمار ويتوج الأهلي بطلا للدوري المصري بعد غياب 12 عاما، هيديكوتي في 6 أعوام قضاها مع الأهلي بنى جيلا قويا وحقق أرقاما قياسية لاتزال خالدة في تاريخ المسابقات المصرية، فاز بلقب الدوري 5 مرات في 6 أعوام وخسر لقب واحد بفارق هدف، قبل أن يرحل تاركا جيل نجح بعد ذلك في المضي قدما واحتلال إفريقيا بالتتويج في 5 مناسبات إفريقية بواقع بطولتين لدوري الأبطال و3 ألقاب لكأس الكؤوس.
الثورة الكروية الثانية كانت على يد الرحالة البرتغالي مانويل جوزيه أفضل مدرب في تاريخ النادي الأهلي، 14 عاما لا يعرف الأهلي فيها الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا نادي القرن فشل في الوصول للمباراة النهائية منذ نسخة 1987، العديد ربط الأمر باعتزال الخطيب وعدم وجود خليفة شرعي له حتى الآن، جوزيه بدأ مشواره بانتصار تاريخي على ريال مدريد وتوج بلقب دوري أبطال إفريقيا لكنه رحل، الولاية الثانية قاد مسيرة التغيير، تغيرت خارطة الكرة ولم يكن بوسع جوزيه قيادة ثورة كروية ثانية بجيل من التلامذة فقاد الثورة بجيل من الأساتذة مجموعة من أفضل اللاعبين في الكرة المصرية، تجمعوا في جيل واحد هو الجيل التاريخي للقلعة الحمراء تريكة وبركات ومتعب والنحاس والشاطر والحضري وفلافيو وغيرهم ، جوزيه نجح في التأهل لنهائي دوري الأبطال في 4 نسخ متتالية وفاز في 3 منها وحصد 3 ألقاب أخرى للسوبر بالإضافة لقيادة الفريق لبرونزية مونديال الاندية باليابان، جوزيه ترك جيلا لا زالت حتى الآن آثاره باقية ربما نجدها بعض الشئ في حسام عاشور ووليد سليمان وأحمد فتحي الذين لعبوا تحت قيادة المايسترو البرتغالي.
بعد أعوام من التألق كان لابد أن يتعرض الفريق لوعكة فنية جديدة، 5 أعوام لم يعرف الفريق طريق دوري الأبطال، الفريق فقد الكثير من بريقه، ربما حان وقت الثورة الكروية الثالثة في الأهلي، خاصة وأن مارتن لاسارتي من رشحه لقيادة الأهلي هو مانويل جوزيه، فهل ينجح مارتن لاسارتي في قيادة الثورة الكروية الثالثة بالأهلي؟.