أحمد شوبير يكتب: أبوجريشة "بطل" لكنه لا يملك عصا موسى
كيف عاقبت جماهير الإسماعيلى فريقها؟.. الدراويش مهددون بالهبوط
هيكلة إبراهيم عثمان بداية الطريق الصحيح لعودة الإسماعيلى
جاءت أحداث مباراة الإسماعيلى والإفريقى التونسى فى دور المجموعات لدورى أبطال إفريقيا لتصيب الكثيرين من أبناء الشعب المصرى بالصدمة بسبب ما شهدته تلك المباراة من اعتراضات وأحداث شغب تعد جديدة على جماهير الإسماعيلى التى دائماً ما تشتهر بحبها وعشقها للكرة الجميلة وعلى الرغم من القرارات الخاطئة التى ارتكبها حكم المباراة الكاميرونى إلا إن هذا لا يعد مبرراً لما حدث والذى لا أعلم كيف لتلك الجماهير أن تضع نفسها داخل مقصلة عقوبات الاتحاد الإفريقى لكرة القدم، والذى لن يصمت أمام تلك الأحداث بل يعد حزمة من العقوبات التى ستوقع على النادى الإسماعيلى ما بين غرامات مالية ضخمة وحرمانه من جماهيرية فى توقيت يعد هو الأصعب فى تاريخ قلعة الدراويش التى تحتاج فى هذا الوقت تحديداً وأى وقت مضى إلى جميع أبنائها وجماهيرها للخروج من كبوتها التى تعيشها للمرة الأولى فى تاريخها، فلك عزيزى القارئ أن تتخيل أن الإسماعيلية التى أنجبت العديد من المواهب الفذة أمثال على أبوجريشة وسيد بازوكا وميمى درويش والراحل الكبير حازم ومحمد صلاح أبوجريشة وابن عمه محمد محسن أبوجريشة بجانب قائمة طويلة جداً يصعب حصرها من الأسماء الكبيرة بات هذا النادى الكبير فى هذا الوضع السيئ سواء على المستوى الإفريقى أو المحلى، وبدلاً من الالتفاف حول هذا الصرح الكبير تجد أن البعض يصدر المشاكل والأزمات وليس أدل على ذلك مما شاهدناه من بعض الجماهير الموتورة والتى بدلاً من التركيز على الدعم والمساندة جاءت لتفجر أزمة جديدة للنادى والتى ربما تطيح به خارج البطولة بعد انتظار طويل جداً للعودة للبطولات الإفريقية بعد غياب دام أكثر من ست سنوات، بل إن هناك صعوبة شديدة فى مشاركة الإسماعيلى فى البطولات الإفريقية فى السنوات القادمة مع الأسف الشديد إذا لم يفق الجميع داخل قلعة الدراويش ويعوا جيداً قيمة وحجم هذا النادى العملاق الذى يعد أول ناد مصرى يحقق لقب البطولة الإفريقية فى ظروف كانت شديدة الصعوبة ما بين النكسة والتهجير والتى نجح أبناء مصر فى التغلب عليها وإدخال فرحة إلى قلوب المصريين فى وقت كانوا فيه أشد الحاجة لتلك الفرحة، على الجميع أن يعى أن عودة الإسماعيلى إلى مكانته الطبيعية باتت مسئولية الإدارة والجماهير وليست مسئولية طرف واحد دون الآخر للخروج من تلك الكبوة فى أسرع وقت ممكن، خاصة مع تواجد الإسماعيلى فى المركز قبل الأخير فى جدول الترتيب فى الدورى العام والخوف كل الخوف من أن يطول شبح الهبوط هذا النادى الكبير خاصة فى ظل المستوى الجيد الذى شاهدناه مؤخراً لأندية المصرى وإنبى والنجوم من أجل الابتعاد عن شبح الهبوط، وهنا فإننى أشدد مجدداً على ضرورة اتخاذ قرارات سريعة تضمن للدراويش العودة القوية فى أسرع وقت ممكن.
ولاشك أن صحوة الدراويش من سباته سيصب بلاشك فى مصلحة الكرة المصرية فلابد من تكاتف الجميع من أجل العودة، كفانا ما حدث خلال الفترة السابقة من تغيير مستمر للمدربين بدأها الإسماعيلى بالإطاحة بالجزائرى خير الدين مضوى ثم البرازيلى فييرا ولكنهم لم يستوعبوا أن الأزمة تتمثل فى عدم وجود العناصر الفنية من أصحاب الخبرات التى تستطيع أن تتحمل المسئولية فى الوقت الذى رحل فيه مجموعة كانت بلا شك ستشكل نواة فريق جيد للدراويش أمثال إبراهيم حسن وبهاء مجدى ومحمد فتحى ومحمد عواد ودييجو كالديرون، وعلى الرغم من امتلاك الإسماعيلى الآن لمجموعة من المواهب الواعدة إلا إنه فى حاجة إلى بعض عناصر الخبرة والكفاءة التى تستطيع أن تنقذ الفريق من كبوته وأثق أن إدارة الإسماعيلى بقيادة عثمان تعى ذلك جيداً وتعمل عليه.
وهنا سأهمس فى أذن المهندس إبراهيم عثمان رئيس نادى الإسماعيلى والذى أعلم تماماً مدى حبه وعشقه لقلعة الدراويش ورغبته الشديدة فى عودة الأمجاد المحلية والإفريقية من جديد، أن تأتى متأخراً خيراً من ألا تأتى أبداً نعم هناك بعض الأخطاء الإدارية التى ارتكبت خلال الفترة السابقة ولكنك بدأت تتحسس الطريق الصحيح نحو العودة القوية من جديد عن طريق الهيكلة الجديدة لقطاع الكرة وإطلاق يد على أبوجريشة وأبناء الإسماعيلى برفقة إبراهيم عثمان وباقى أعضاء المجلس من أجل العودة من جديد، فقرار تعيين على أبوجريشة فى منصب المستشار الفنى قرار على الرغم من كونه قد تأخر كثيراً إلا أنه قرار سيكون له مردود عظيم على مستقبل الكرة فى الإسماعيلية لما يملكه هذا الرمز الكبير من خبرات تؤهله بلاشك للنجاح ولكن أحذر من ضرورة إعطاء الفرصة له كاملة وعدم استعجال النتائج لأنه لا يملك عصا موسى ولكنه وافق حباً ورداً لجميل النادى الذى يعشقه وأنا أثق فى نجاح تلك التجربة بل وأراهن عليها.