ملاعب قطر أمام اختبار حقيقي قبل المونديال
اجتازت ملاعب بطولة كأس العالم بقطر 2022 أحد الاختبارات الصعبة في الفترة الأخيرة رغم تفشي فيروس كورونا.
وأوقفت أزمة "كورونا" الأنشطة الرياضية في معظم أنحاء العالم لمدة عدة أسابيع في وسط الموسم الماضي وتأجلت العديد من البطولات التي كانت مقررة هذا العام إلى العام المقبل وأبرزها دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو وبطولتي كأس أمم أوروبا (يورو 2020) وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2020).
ومع استئناف الأنشطة الرياضية في العديد من أنحاء العالم تباعا، جاءت الفرصة لبعض ملاعب مونديال 2022 للتجربة والاختبار والاستعداد بقوة لفعاليات كأس العالم المقبلة.
ورغم إلغاء بعض الفعاليات الرياضية التي كانت مقررة في قطر منتصف هذا العام، جاءت الفرصة مجددا لملاعب المونديال مع قرار الاتحاد الأسيوي لكرة القدم بإقامة ما تبقى من فعاليات دور المجموعات لمنطقة غرب القارة وكذلك أدوار الستة عشر والثمانية وقبل النهائي لنفس المنطقة بنظام دورة مجمعة في الدوحة.
واختتمت فعاليات هذه الدورة المجمعة أمس السبت بوصول فريق برسيبوليس الإيراني إلى نهائي البطولة ليكون ممثلا لغرب القارة في النهائي الأسيوي الذي يتأهل الفائز فيه إلى بطولة كأس العالم للأندية والمقررة في قطر أيضًا.
وعلى مدار الأسابيع الثلاثة الماضية، كانت ثلاثة من استادات المونديال القطري إلى جانب عدد من ملاعب التدريب في اختبار مهم للغاية يمثل استعدادا جيدا لبطولة كأس العالم لاسيما مع ضغط وتوالي المباريات وما يمثله من فرصة لكشف أي إيجابيات وسلبيات والاستفادة منها في طريق الاستعداد للمونديال.
وخلال هذه الأسابيع الثلاثة، شاركت ثلاثة من استادات المونديال هي استادات الجنوب وخليفة الدولي والمدينة التعليمية في استضافة العدد الأكبر من مباريات هذه الدورة المجمعة التي شهدت 35 مباراة.
وأقيمت عشر مباريات على استاد الجنوب كما استضاف استاد المدينة التعليمية عددا مماثلا فيما استضاف استاد "خليفة الدولي" أربع مباريات وكان مرشحا لاستضافة عدد أكبر من المباريات لولا انسحاب فريق الوحدة الإماراتي من هذه الدورة المجمعة.
وفي المقابل، استضاف استاد "جاسم بن حمد" بنادي السد المباريات الـ 11 الباقية في هذه الدورة المجمعة علما بأنه ليس من الاستادات الثمانية المضيفة لمونديال 2022.
وفي ظل المعايير الدولية والعالمية التي تمت مراعاتها لدى تصميم وتنفيذ مشروعات هذه الاستادات، لم يجد المنظمون صعوبة كبيرة في تطبيق اشتراطات الصحة والتأمين ضمن البروتوكول الصحي المشدد الذي تم تطبيقه في ظل أزمة "كورونا".
كما نال التنظيم في هذه الدورة المجمعة إشادة من العديد من المشاركين سواء المسؤولين أو اللاعبين الذين أكدوا ترقبهم لمونديال 2022 على هذه الملاعب.
وأشاد الاتحاد الأسيوي بقدرة قطر على استضافة بطولة في حجم دوري أبطال آسيا في مثل هذه الظروف الصعبة المتمثلة في استمرار أزمة فيروس كورونا المستجد.
وخلال ندوة عبر الانترنت أمس الأول الجمعة بشأن "استضافة الأحداث الرياضة في زمن كورونا"، قال أفازبيك برديكلوف نائب مدير قسم المسابقات وفعاليات كرة القدم بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم أنه تم تطبيق معايير مشددة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا بين اللاعبين وأعضاء الأجهزة الفنية والمنتسبين خلال فعاليات البطولة ونجحت قطر بشكل كبير جدا في تطبيق هذه المعايير.
وأشار إلى أن كل الأمور سارت بشكل رائع سواء على مستوى استقبال بعثات الفرق مرورا بتسكينهم في الفنادق وصولا إلى انتقالات الفرق بين الفنادق وملاعب التدريب أو ملاعب المباريات.
وكان استاد "خليفة الدولي" أعيد افتتاحه في منتصف 2017 بعد خضوعه لعملية تطوير وتحديث شاملة ليكون ضمن الاستادات المضيفة لمونديال 2022 كما افتتح استاد الجنوب في الوكرة في منتصف 2019 وكان استاد "المدينة التعليمية" جاهزا للافتتاح في نهاية 2019 ولكنه تأجل إلى العام الحالي لاستيفاء عدد من الشهادات قبل الافتتاح الرسمي.
ووجد استاد "المدينة التعليمية" أول فرصة حقيقية للاختبار والتجربة من خلال دوري أبطال آسيا ليصبح الاستاد جاهزا لاستضافة العديد من البطولات في المستقبل.