يمكن لمدربي كرة القدم الهوس، مثل أي زعيم سياسي، بالحاجة إلى ضرورة "انضباط الكلمات" وهو الأمر الذي اكتشفه مدافع مانشستر سيتي أولكسندر زينتشنكو خلال هذا الأسبوع.

وتحدث اللاعب الأوكراني بصراحة وبإيجابية قبل الفوز على بروسيا مونشنغلادباخ في دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء، عن فرص ناديه لتحقيق رباعية من الألقاب لم يسبق له أن حققها.

ولم يشعر مدربه بيب غوارديولا بالرضا عن التعليقات ووبخ "السيد زينتشنكو" وقال: "أربعة ألقاب تحدث في الحياة المثالية".

ويتشابه نهج غوارديولا الحذر مع أسلوب الكثير من المدربين الذين يخشون الحديث عن الأهداف النهائية للموسم حتى لا يفقد اللاعبون التركيز المطلوب لتحقيق الانتصارات وجلب النجاح.

لكن رغم تفهم مثل هذه العقلية، والتي دون شك تعتمد على ناحية نفسية سليمة، فإنه لا يوجد معيار موضوعي يجعل فكرة فوز سيتي بالألقاب الأربعة هذا الموسم أشبه بالأمر المثالي المستبعد حدوثه.

وقبل 8 جولات من نهاية الدوري الإنجليزي، يتصدر سيتي المسابقة بفارق 14 نقطة وبات الأمر الآن يتعلق بموعد، وليس بإمكانية، حصد لقبه الثالث في أربعة مواسم.

وبلغ سيتي نهائي كأس الرابطة وسيكون مرشحاً للفوز على توتنهام هوتسبير يوم 25 أبريل (نيسان) رغم أن منافسه اللندني من بين ثلاثة فرق فقط خرجت بالانتصار على فريق المدرب غوارديولا هذا الموسم.

ومن المتوقع أن يفوز سيتي على إيفرتون في دور الثمانية لكأس الاتحاد الإنجليزي يوم السبت، ورغم واقع الحذر من مانشستر يونايتد، وهو الفريق الوحيد الذي تفوق على غوارديولا منذ خسارته أمام توتنهام في نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن الفريق يبقى مرشحاً قوياً لحصد اللقب.

ويتبقى بذلك لقب دوري الأبطال، ووفقاً لمكاتب المراهنات فإن سيتي هو صاحب النسبة الأعلى لحصد اللقب، لكن حذر غوارديولا في هذا السياق له ما يبرره بعد الخروج من دور الثمانية في آخر ثلاثة مواسم.

وسيتعرف سيتي على منافسه في دور الثمانية، وكذلك المنافس المحتمل في الدور قبل النهائي، عند سحب القرعة يوم الجمعة.

وفي الموسم الماضي عندما أقيم دور الثمانية بنظام المباراة الواحدة في لشبونة، تعثر سيتي أمام أولمبيك ليون الأقل قوة، وقبلها بعام واحد خسر أمام توتنهام في مجموع المباراتين بينما تعرض لهزيمة كبيرة أمام ليفربول في 2018.

وفي كل هذه المباريات، فقد سيتي السيطرة على المباراة لفترات بينما ارتكب خط الدفاع العديد من الأخطاء المكلفة، لكن هذا الموسم وحتى الآن يبدو الفريق أكثر صلابة.

ومع نجاح روبن دياز في علاج المشكلات الدفاعية وتكوين شراكة قوية مع جون ستونز، لم يستقبل سيتي أي هدف منذ هدف بورتو في الجولة الافتتاحية لدور المجموعات في دوري الأبطال.

وطور غوارديولا أيضاً الأسلوب الخططي لسيتي رغم استمرار الاعتماد على النظام الأساسي الذي حقق النجاح في برشلونة وبايرن ميونخ.

وتسبب غياب المهاجم سيرجيو أغويرو لفترات طويلة بسبب الإصابة في اعتماد سيتي كثيراً على اللعب دون رأس حربة صريح وهو ما أسفر عن اللعب بطريقة تجعل أكثر من لاعب يشغل مركز المهاجم الوهمي مثل إيلكاي غندوغان وبرناردو سيلفا وكيفن دي بروين.

ومنح فيل فودن بحيوته وسرعته خياراً هجومياً إضافياً وساعد غوارديولا على التخلص من مشكلة كانت تحدث في بداية الموسم عندما كان يتعجل في إنهاء الهجمات.

ودائماً ما يسيطر سيتي على الكرة تحت قيادة غوارديولا إلى جانب تنفيذ عدد هائل من التمريرات لكن الفريق بات يلعب بسرعة إضافية جعلته أخطر كثيراً أمام المرمى.

لكن في أوروبا، وكما قال غوارديولا مراراً وتكراراً، يبدو هامش الخطأ أقل عما عليه الحال في الدوري، وسيكون في حاجة للحفاظ على مستواه الحالي إذا كان يرغب في تحويل الأمر المثالي إلى واقع.

وبعد الفوز 2-0 على مونشنغلادباخ يوم الثلاثاء، استمر غوارديولا في التحلي بالواقعية الشديدة وقال: "يوم السبت (في كأس الاتحاد) إذا كنا نستحق فإننا سنتأهل أمام إيفرتون، وإذا لم نكن كذلك سنخرج".